بانتظار حكومة الخدمة الوطنية
حميد الموسوي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
بناءا على ما حققته نتائج الانتخابات البرلمانية من فوز عدة كتل بعضها كبيرة وبعضها متوسطة ،و بعضها متقارب في عدد الاصوات، لايمكن لكتلة واحدة تشكيل الحكومة ولذا يتطلب الامر اقامة ائتلاف بين اكثر من طرفين كشراكة وطنية في ادارة البلاد على ان يكون مبنيا على اسس وطنية بعيدا عن المحاصصة فهناك فرق كبير بين شراكة تحتمها ضرورات انجاح العملية السياسية وتجربتها الفتية وبين محاصصة تستند الى اسس ومعايير عنصرية قومية وطائفية ومذهبية، كما حصل في المرحلة السابقة حين اختلطت ايجابيات الشراكة الوطنية مع سلبيات المحاصصة ماجعل المشهد العراقي الجديد مضطربا ومرتبكا انسحبت تداعياته على الاوضاع الامنية والسياسية والاقتصادية واصابت مفاصل الحياة بشلل تام تفشى على اثره الفساد المالي والاداري وكان المواطن البسيط اول واخر الضحايا. ومن المؤكد ان هناك فرق كبير بين اقتسام الغنيمة محاصصة بعيدا عن مقتضيات المصلحة الوطنية والمنعطف الحرج الذي تمر به البلاد وبين مبدأ التمتع بحقوق قائم على تقديم الواجبات وبشكل متوازن.
كل المؤشرات الميدانية تؤكد على ان الحكومة المقبلة ستكون ائتلافية اي حكومة وحدة وطنية، وبما ان الواقع العراقي يحتم انصاف جميع المكونات التي ترسم خارطة العراق على تنوع اطيافها وتعدد قومياتها واديانها ومذاهبها وعدم تهميش اواقصاء اي طرف او غبن اية جهة فلا بد من رسم برنامج سياسي ينصف الجميع تتحمل مسؤوليته الكتل المتآلفة التي ستشكل الحكومة والبرلمان. وبناء على هذا الواقع قد يبدو شكل الحكومة اقرب للمحاصصة وهذا امر لابد منه وفقا لتركيبة المجتمع العراقي لكن هذا لايعني التركيز على اقتسام الوزارات والمناصب عشوائيا ودون ضوابط واهمال ما مطلوب من كل وزارة وكل مؤسسة من واجبات ضمن اختصاصاتها بغض النظر عن الشريحة او المكون او المنطقة او الجهة المستفيدة فمن اولويات الحكومة محاربة المحسوبية والمنسوبية والطائفية والفساد المالي والاداري من خلال اختيار الاكفاء المشهود لهم بالاستقامة والنزاهة وان كان وفق معيار المحاصصة، اذ بهذا الاسلوب وبتعاون كل الاطراف يتم الغاء الجانب السلبي للمحاصصة ويطغي جانب المشاركة والوحدة الوطنية، وعندها يتحول المواطن الى رقيب بعد ان تكون روح المواطنة قد دبت في عروقه وهو يرى الحكومة بكل مفاصلها تتحول الى خادم لشعبها وتتفانى في اعادة اعتباره وتحقيق العيش المرفه له وبناء مستقبل لاجياله وبدل آفة:كل يخرب من موقعه التي زرعتها العهود السود واماتت روح المواطنة تنغرس صحوة: كل يبني من موقعه. وكل شيء من اجل العراق.
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
حميد الموسوي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat