صفحة الكاتب : اسعد عبدالله عبدعلي

أمريكا ومختبرات صناعة داعش
اسعد عبدالله عبدعلي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
الحدث الأكبر للمنطقة في مطلع الألفية الثالثة,هو بروز إيران وسوريا ولبنان بتعاون كبير على مختلف الأصعدة,مع ضعف خط العداء في مواجهتهم,ثم كانت النقلة الكبرى في سقوط الطاغية صدام,واقتراب العراق مع هذا الخط المخيف لقوى الاستكبار , فاستشعرت إسرائيل ودول الخليج الخطر على مصالحها,التي تعتمد على خضوع شعوب المنطقة!فماذا تفعل أمريكا وهي ممثل الشيطان في الأرض!
الخطوة الأولى التي لجأت لها هي السعي لخلق عداء بين العراق وسوريا,وأشعلت فتيل الأزمة بين البلدين منذ عام 2003, فكان عنوانه تصدير الإرهابيين للعراق عبر سوريا!بالإضافة لاحتضانها قيادات حزب البعث!فكان هذا الوتر مهماً للعداء, مما يعني منع اكتمال الهلال من إيران إلى لبنان.
إن الذي ساعد على نجاح مخططهم الأولي هو ضعف السياسة الخارجية  للحكومة العراقية , فتشنج التصريحات , وسرعة الاتهام عبر الفضائيات ومع عدم دراية في كيفية الحل, أزم الموقف وافرح أمريكا  وإذنابها ,لكن حرب 2006في جنوب لبنان  وانتصار المقاومة,وتأكدها من وجود تعاون خفي مستمر بين إيران والعراق وسوريا,كشف الكثير من المخفي لمحور  الشر(  أمريكا وإسرائيل وتركيا والسعودية وقطر).
خرجت أمريكا من ارض العراق تجر أذيال الهزيمة, لكن الأفكار الشريرة لأمريكا ترتسم لديهم لخلق واقع جديد! يفجر المنطقة بسلسلة تفجيرات لا تنتهي!فلا تترك الأمر لاندماج سياسي اقتصادي عسكري بين العراق وسوريا وإيران ولبنان, لأنه يمثل قمة الخطر على كل أصنام المنطقة.
فبدأت أولا بخرافة الربيع العربي!فدمرت البلدان تحت عنوان الحرية والخلاص من الطواغيت, وصعد بالربيع المزعوم أحزاب الإرهاب والتكفير!ليعم الفساد ارض ليبيا ومصر وتونس وسوريا!وكانت  الأيادي الإسرائيلية هي  المحرك للكثير من المتغيرات!بالإضافة لدعم العلني اللامحدود من قبل السعودية مملكة الشر وإمارة قطر. 
 
 
ظهور وليد الشيطان ( داعش)
فانشغلت سوريا بكيانات سرطانية, تدعمها أمريكا وإذنابها العفنة في المنطقة, كالجيش الحر وجبهة النصرة, وتهدف لتدمير الأرض السورية! بعنوان الثورة! للضحك على السذج!وما أكثرهم  في مجتمعات بلدان العرب!لكن هذا لم يكن كافيا!فالتعاون بين عنصر الرعب لمحور الشر كان متماسكا أكثر من السابق,هنا استنفرت المخابرات الأمريكية كل أفكارها كي تحقق شيء ما على ارض الواقع,فكان وليد الشيطان داعش.
فاذا بالوليد الشيطاني داعش يتسلح بسلاح البطش والذبح والتكفير والسعي نحو أمرين إبادة الأخر ,ومسك الأرض,مع دعم لا محدود سعودي وقطري وأردني وتركي لداعش!فاذا بعصابات داعش تمسك ارض شاسعة من سوريا,ثم تظهر فجاءه في العراق وتحتل الموصل بدعم إقليمي ,وبتعاون البعث وخونة الداخل!وهكذا ولد جسد سرطاني على الأرض.
اليوم عصابات داعش تمتلك مقومات الاستمرار,فهي تملك النفط والغاز , والأغرب هنالك من يشتري منها وخصوصا تركيا!وتملك داعش ترسانة عسكرية  بهبات من السعودية,ومما وقع بيدها ليلة سقوط الموصل! وتسيطر على نهري دجلة والفرات ,وتسيطر على بعض السدود!وتربك الوضع لحكومتي العراق وسوريا!وتمتلك أرصدة بأرقام فلكية!فهي من أغنى التنظيمات الإرهابية في العالم.
داعش تستنزف الوقت والمال والجهد للعراق وسوريا,وتدفع المنطقة لواقع جديد!للتقسيم لولايات صغيرة جدا ومتخاصمة!فأنهكت الدولتين في صراع داعش,فبدل التقدم للإمام لمحور إيران والعراق وسوريا ولبنان فانه انشغال في حرب عصابات الكفر داعش.
أمريكا تستغل هذا الكيان المجرم (داعش),لتحقيق مأربها ومخططاتها الشيطانية في إيجاد واقع جديد,فهي سعيدة بما يحققه داعش! وترددت كثيرا في الرد عليه!وحتى غاراتها الجوية كانت للاستعراض ليس الا!وهي تمده بالسلاح كي يستمر ولا يموت!فتمول القوة الجوية العراقية بصواريخ (هاير فاير),ومن جهة أخرى تمول داعش بصواريخ مضاد للطائرات! هكذا تلعب أمريكا!
وهي ألان تضغط على العراق عبر استخدامها ورقة داعش!وكانت تغامر بترددها في الرد !على اعتبار سيحصل شيء ما!وتطلق العنان لطرح مشاريع تقسيم العراق,وتضغط على سوريا بانها ستمول داعش,ولن تساعد نظام الأسد في حربه ضد الإرهاب,بل هي من تمد الإرهابيين لتدمير سوريا!
الواقع إن أمريكا كشفت عن شيطنتها,ومن الغباء الاطمئنان لها,بل يجب الحذر الشديد منها, والتعامل معها معاملة العدو,فهي لا تعرف للصدق طريق,وهي بنيت أساسها على جرائم الإبادة والقتل,وهي الداعم الأول للإرهاب في العالم,أمريكا هي من تصنع الأزمات والحروب كي يرتفع ميزانها التجاري,أنها وحش بعين واحدة يريد إن يلتهم العالم.والهدف إرضاء الشيطان.
في الختام نستشعر الأمل من كلمات الإمام علي عليه السلام حيث يقول: ((من جار ملكه عجل هلكه )).

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


اسعد عبدالله عبدعلي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/09/02



كتابة تعليق لموضوع : أمريكا ومختبرات صناعة داعش
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net