صفحة الكاتب : عبد الزهره الطالقاني

عين الزمان وزراء الكتل
عبد الزهره الطالقاني

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
حقيقة هم وزراء الكتل .. ولم يكن أحد منهم وزيرا في الحكومة العراقية .. إنهم بيادق ودمى بيد رؤساء الكتل والأحزاب ، وعبثاً يحاولون أن يسمون أنفسهم وزراء .. فالوزير من تحمل الوزر ، أما هؤلاء فليسوا أكثر من "منصب" و"صفة" واحدهم يشبه (خيال المآته) حسب اللغة المصرية وهو الشبح الذي يوضع في الحقول لحمايتها من عبث العصافير ، ويسمى عندنا "خراعة خضرة" .. وزراؤنا ليسوا أكثر من ذلك .. لا لعدم وجود أطر ديموقراطية في مجلس الوزراء ، بل لأنهم يجلسون على كراسي المجلس وذهنهم وتفكيرهم ذاهبان إلى خارج القاعة ، خوفا من غضب رئيس الكتلة عليهم وتجريدهم من الوزارة .. لذلك تراهم يأتمرون بأمره لا بأمر رئيس الوزراء ، وعلينا بناء دولة بهكذا وزراء ، واحداث تنمية شاملة وتحقيق برامج الحكومة من خلالهم .. لقد عبر الانسحاب الاخير لوزراء الكتلة الكردستانية من مجلس الوزراء خير تعبير عن هشاشة العملية السياسية ، وهشاشة ارتباط هؤلاء بها والتفاعل معها .. فهي في واد وهم في واد آخر .. فقد زعل الوزراء لزعل رئيس الأقليم لأن رئيس الوزراء انتقد تصرفاته .. وعبروا عن ذلك الزعل بترك وزاراتهم والهجرة إلى الشمال للتباحث بالخطوات القادمة .. لم يكد يمر يوماً دون أن ينتقد رئيس الأقليم رئيس الوزراء فهو مثل آخرين (حاط دابه ودابه) لا حديث إلا عنه ، ولا مشكلة إلا بسببه ، ولا تدهور للحالة الأمنية إلا لأنه باق في السلطة ، وان رئيس الوزراء سبب مباشر في انفصال الأقليم ، حتى وان لم يبق في السلطة ، وان رئيس الوزراء قطع رواتب موظفي الاقليم .. وغيرها  من التصريحات النارية لرئيس الاقليم ورئيس وزرائه ومسؤولين آخرين ، تنقلها كل يوم وسائل الإعلام المختلفة ، وتعتبرها زاداً دسماً لماكنتها التي تحتاج إلى كل جديد .. أقول رغم هذا الكم الهائل من التصريحات المضادة لرئيس وزراء الحكومة الاتحادية ، إلا أن وزراء دولة القانون لم ينسحبوا احتجاجاً ، كون رئيس الوزراء من كتلتهم ولم يفكروا يوماً بترك عملهم في وزاراتهم لأن المالكي زعل على هذا السياسي أو ذاك . لقد مرت العملية السياسية في العراق بأزمات عظيمة ، كان سببها المباشر رؤساء الكتل والاحزاب التي تشكل منهم الحكومة والبرلمان .. وكان هذا الصراع على مدى عشر سنوات سبباً في رداءة الوضع الأمني وتعطيل عجلة البناء والتنمية والخدمات .. وهكذا كانت الانسحابات التي أوصى بها رؤساء كتل "التوافق والعراقية ومتحدون والأحرار والتحالف الكردستاني وحركة الوفاق سابقا"ً عبارة عن تظاهرات يشارك فيها الوزراء بترك عملهم (مع استمرار رواتبهم) بسبب زعل رؤساء كتلهم ، أو تعكر مزاجهم أو تضرر مصالحهم الحزبية بسبب أو آخر .. لذلك من الخطأ أن نسمي الوزير في العراق وزيراً إلا ما ندر ، ويستثنى من ذلك اولئك الذين خالفوا أوامر رؤساء الكتل ، واستمروا في مناصبهم يؤدون أعمالهم وهم في الحقيقة معدودون .. لعل وزير التخطيط والتعاون الانمائي الاسبق علي بابان ووزير الدفاع سعدون الدليمي ووزير التربية محمد تميم ووزير الزراعة عز الدين الدولة انموذجاً لذلك . الحقيقة أيضاً هؤلاء الوزراء ضربوا مثلاً أعلى في احترام انفسهم ومناصبهم وتجاوزوا مزاج رئيس الكتلة والحزب وتصرفوا بما تميله عليهم مصلحة العراق .. إلا أن الآخرين الذين يعتبرون "صناع" عند رئيس الكتلة أو "أجراء" يُشغلهم متى يشاء ، ويُعطلهم متى يشاء ، فهم مجرد دمى وبيادق شطرنج ليس إلا .. ولا يتوهم أحدهم يوماً بأنه وزير ، كبر حجمه أو صغر ، وانتفخ كرشه أم تلاشى .. وهذا في الحقيقة ابتلاء ما بعده ابتلاء وقد اصبنا به منذ ولدت المحاصصة الكريهة التي سميت جدلاً "شراكة وطنية" فلا وطنية لمن يترك عمله ووزارته لإرضاء رئيس كتلته ، ولا شعور بالمسؤولية لدى هؤلاء ، ولذلك لا يستحقون أن يكونوا وزراء في الحكومة العراقية .. ولابد من تغييبهم وقطع رواتبهم وطردهم حتى لا يعود الآخرون إلى مثلها . 
القاهرة

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عبد الزهره الطالقاني
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/09/03



كتابة تعليق لموضوع : عين الزمان وزراء الكتل
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net