صفحة الكاتب : اسعد عبدالله عبدعلي

حاجتنا لثقافة قبول الأخر
اسعد عبدالله عبدعلي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
لازالت في المخيلة صورة ذلك  المجرم الداعشي وهو يقوم بذبح شخص! ليس السبب سلوكا مشينا بدر منه , أو جريمة ارتكبها, لكن السبب حبه لأهل بيت النبوة ! هذا ما جعله هدفا لسفاحي العصر (الدواعش)! وقصص التفجيرات التي تتفاخر بها التنظيمات الوهابية !وتعتبرها طريقا للجنة (جنة خاصة بالقتلة)! فقط لأنهم يقتلون الموالين لإل بيت النبوة! حوادث عشر سنوات مؤلمة جدا, تنطلق من سعي أشباه البشر لجعل العراق أرضا للقتلة! والأغرب هناك من يؤيد أفعالهم الإجرامية! ويعتبرها من صميم الدين!
يمكن تعريف سياسة إلغاء الأخر بأنها السعي إلى حذف الأخر تماما, وهو منهج العدو غير العاقل, كان أسلوب التتار والمغول في الماضي! وقد اتبعه الغزاة الأوربيون  مع السكان الأصليون لأمريكا ( الهنود الحمر )! وعمل به الصهاينة في فلسطين للسيطرة على الأرض! واليوم هو أسلوب الدواعش في العراق وسوريا! مجرم يعطي الراية لمجرم أخر, فقط تتغير العناوين, في سلوك يغيب عنه كل صفات البشر الأخلاقية, من كرم ونخوة وغيرة وحماية وشهامة,  فالدواعش مجرد حيوانات مفترسة لا تفقه قولا.
إن المنهج الواجب التزامه, هو اعتبار كل الجماعات الإسلامية جماعة واحدة, مثل الأجزاء المتعددة لجسد واحد, لا يجوز حذف جزء, فان كان احد الأعضاء فاسدا أو به مرض, فالعلاج هو الموقف الأصح وليس الحذف.
العالم العربي بالخصوص مطالب اليوم إعلان البراءة من شيوخ القتل, وتجريم تنظيمات القتل والجريمة, فهي ليست حالة إسلامية, بل مجرد عصابات تمتهن القتل, وترفع الدين شعار لها لتفلت من العقوبة! وعصابات القتل ليست جزءا من الأمة الإسلامية, فسكوت الحكومات والمجتمعات العربية نوع من المشاركة! مع كل الجرائم التي تحصل اليوم.    
الرسول الأكرم (صلى الله عليه واله ) كان خطابه للكفار بالنص ألقراني (( لكم دينكم ولي ديني )), احترام الإنسان كموجود بعيد عن معتقده وفكره, فالعقيدة ليست بالإكراه, والدين ليس بالإجبار والتهديد بالسيف, بل بالسلوك الحميد, والأخلاق الراقية, المسلمون  في معركتهم الأولى بدر لم يذبحوا الأسرى, بل شرطوا من يعلم عشرة من المسلمين القراءة يطلق سراحه, لقد كانت القيم الأخلاقية هي الباعث للفعل الراقي, بخلاف كسوف القيم في حاضرنا .
اليوم الأهم السعي للتأسيس ثقافة احترام الأخر وقبوله, والبناء من الصفر, وان نضع برنامج على مستوى الوطن, هدفه ترسيخ ثقافة احترام الأخر, والتركيز على معرفة الحقوق والواجبات, كي نعيش كمجتمع أنساني, برنامج عملي يطبق وينتج. فقط نحتاج لإرادة حقيقية للإصلاح. 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


اسعد عبدالله عبدعلي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/09/10



كتابة تعليق لموضوع : حاجتنا لثقافة قبول الأخر
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net