صفحة الكاتب : صلاح عبد المهدي الحلو

لماذا يقتل الامام المهدي - عليه السلام - مراجع الشيعة؟
صلاح عبد المهدي الحلو

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

كثيرون اولئك الذين لاوازع لهم من دين,ولا رادع لهم من خُلُق,ولذا تراهم يتجاوزون على العلماء الاعلام والمراجع العظام ممَّن شهدتْ اورقةُ الحوزات بعلمهم,واشارت لهم اصابعُ الخبرة بعلمهم وعدالتهم,ولأجل ان تنطوي حيلتهم على المغفلين من النَّاس,والبُسطَاء من القوم,جاءوا الى اقاويل موضوعة,وكلماتٍ غير مسندة,وزعموا فيها بأنَّ الامام المهدي عليه السَّلام سيقتل علماء الشيعة ويفعل بهم الافاعيل. 

واستدَّلوا على ذلك بأمرين,

اولهما بخطبة (البيان) المنسوبة لأمير المؤمنين عليه السلام وبفقرة (وينتقم من أهل الفتوى في الدين لما لا يعلمون فتعسا لهم ولأتباعهم أكان الدين ناقصا فتمموه أم كان به عوج فقوموه أم الناس هموا بالخلاف فأطاعوه أم أمرهم بالصواب فعصوه أم وهم المختار فيما أوحي إليه فذكروه أم الدين لم يكمل على عهده فكملوه وتمموه أم

جاء نبي بعده فاتبعوه أم القوم كانوا صوامت على عهده ، فلما قضى نحبه قاموا تصاغروا بما كان عندهم فهيهات وأيم الله لم يبق أمر مبهم ولا مفصل إلا أوضحه وبينه حتى لا تكون فتنة للذين آمنوا إنما يتذكر أولوا الألباب ).

وهنا يجبُ ان نلاحظ امرين مهمين ايضاً,

الاول:- ان المحققين من علمائنا لم يعترفوا بأنَّ خطبة البيان من كلام مولانا اميرِ المؤمنين عليه السلام, فهذا هو السيد الخوئي - قده - يقول في صراط النَّجاة ج1ص 471ردَّاً على من سأله (ما رأيكم بخطبة البيان المنسوبة للإمام علي ( عليه السلام ) ؟

فأجابه السيد قده (لا أساس لها والله العالم)

وهذا الشيخ التبريزي - قده - وقد سؤِلَ (هل خطبة البيان والخطبة التطنجية صحيحتان ؟

فأجاب - قده - 

باسمه تعالى الخطبتان غير ثابتتين بطريق معتبر وإن كانتا تشتملان على أمور ومطالب ومضامين وردت في بعض الروايات ، والله العالم .

أسئلة في الأدعية ومفاهيمها ---الانوار الالهية 97

ولذا نرى الشيخ (اغا برزك الطهراني) يذكر دائماً في الذريعة بأنَّ هذه الخطبة منسوبة لأمير المؤمنين عليه السلام لاانَّه يقول انَّها له.

الثاني :- انَّ هذه الخطبة فيها كثيرٌ من التراكيب اللغوية غير الصحيحة مضافاً الى اغلاطٍ في النَّحو والصرف لاتصدرُ من امير البلاغة ومن سنَّ للنَّاس سنَنَ الفصاحة.

انَّ تكملة الخطبة الى الاخير سيدلنا بوضوحٍ على انَّ الخطبة موجهة لفقهاء العامة العمياء في زمانه وبعده ,من صحابة النبيِّ الذين انقلبوا على الاعقاب لالعلماء الأمامية ,فانظرْ اخرَ الخطبة يقول ..... فكم من ولي جحدوه وكم وصي ضيعوه وحق أنكروه ومؤمن شردوه وكم من حديث باطل عن الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وأهل بيته نقلوه وكم من قبيح منا جوزوه وخبر عن رأيهم تأولوه وكم من آية ومعجزة أجراها الله تعالى عن يده أنكروها وصدوا عن سماعها ووضعوها ، وسنقف ويقفون ونسأل ويسألون وسيعلم الذين كفروا أي منقلب ينقلبون . طلبت بدم عثمان وظنوا أني منهم الآن حاربتني عائشة ومعاوية وكأني بعد قليل وهم يقولون : القاتل والمقتول في جنة عالية...)

لاحظوا هذه الجملة من تلك الفقرة (وكم من قبيح منا جوزوه) فجعل للأمام المعصوم عليه السلام قبائح كثيرة دلَّتْ عليها (كم من) الدَّالة على الكثرة,ثم انه يقول (وكم من قبيح منا جوزوه) فلماذا يلومهم على تجويزهم القبيح عليه مثلاً وهو قام به؟ايشاركهم في الفعل وينفرد في العجب؟! وقوله (قبيحٌ منَّا) هذه (من) اذا كانت نشوية مثل (من) في (الانسان من طين) فمعنى هذا ان القبائح نشأت من الامام المعصوم عليه السلام كما نشأَ الانسان من الطين,وهذا ينافي العصمة.

وانظروا الى قوله (وكم من آية ومعجزة أجراها الله تعالى عن يده) والصواب (على يده),ولعله اراد بها القدرة او القوة فأنْ اراد بها اليد الجارحة فالامر اتعس.

وقوله (الآن حاربتني عائشة ومعاوية) والصواب (حاربني عائشة ومعاوية)

بعد ذلك هل يبقى من اطمئنان الى صدور هذه الخطبة عن الامام علي عليه السلام ؟ والى تهديده لورثة الانبياء من العلماء ؟كيف وهو يهدد فيها قوم عائشة وعثمان ومعاوية؟وهؤلاء ليسوا انبياء ولا اتباعهم من وعاظ السلاطين من العلماء؟

الامر الثاني الذي استدلّوا به على مدَّعاهم وهو انَّ الامام المهدي عليه السلام يقتل العلماء هو القول المنسوب للأمام الصادق عليه السلام الذي يقول (ن لله خليفة يخرج من عترة رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) - إلى أن قال : - يدعو إلى الله بالسيف ويرفع المذاهب عن الأرض ، فلا يبقى إلا الدين الخالص . أعداؤه مقلدة العلماء أهل الإجتهاد ما يرونه من الحكم بخلاف ما ذهب إليه أئمتهم ، فيدخلون كرها تحت حكمه خوفا من سيفه ، يفرح به عامة المسلمين أكثر من خواصهم - إلى أن قال : - ولولا أن السيف بيده لأفتى الفقهاء بقتله -)

اولاً:- انَّ هذا الكلام لم يثبت كونه للامام الصادق عليه السلام,فهذا هو الشيخ النَّمازي قال في في (مستدرك سفينة البحار)ج2ص142 انَّ ناقل هذه الرواية هو الشيخ (ابو الحسن المرندي) في كتابه (مجمع النورين) من دون ذكر مصدر الرواية وسندها.

ثانياً:- انَّ مضمون هذا الكلام موجودٌ في كتب اهل السنة ,فهذا هو (المناوي) ينقل عن العارف (البسطامي) في فيض القدير شرح الجامع الصغير ج6ص361 (وإذا خرج هذا الإمام المهدي فليس له عدو مبين إلا الفقهاء خاصة وهو والسيف أخوان ولو السيف بيده لأفتى الفقهاء بقتله لكن الله يظهره بالسيف والكرم فيطيعونه ويخافونه ويقبلون حكمه من غير إيمان بل يضمرون خلافه)

والذي يختلجُ في البال انَّ الفقهاء من الفريقين لما علموا ماتوسوس له نفس الصوفي من خزعبلات ويوحي له شيطانُهُ من سخافات,حاربوا لأجل ذلك هؤلاء الصوفية حرباً شديدة جعلت ردَّةَ فعلهم تجاه الفقهاء شديدةً بهذا الشكل لذا اخترعوا هذه المقولة الفاسدة ,خصوصا انَّ في بعض الكتب وردت هذه الفقرة التي تجعل العرفاء والصوفية فقط هم من يبايعون الامام المهدي عليه السلام دون الفقهاء (يبايعه العارفون من أهل الحقائق عن شهود وكشف بتعريف إلهيّ ، له رجال إلهيّون يجيبون دعوته وينصرونه . ولولا أنّ السيف بيده لأفتى الفقهاء بقتله ، ولكنّ الله يظهره بالسيف والكرم فيطمعون ويخافون ويقبلون حكمه من غير إيمان....)فالكشف والشهود هي اصطلاحاتٌ صوفية ، .

ومصدر هذه الفكرة الاساس على مايبدو هو الصوفي (ابن عربي) اذ قال في الباب 366 من (الفتوحات المكية) عن الامام المهدي عليه السلام (....عداؤه مقلدة العلماء أهل الاجتهاد لما يرونه من الحكم بخلاف ما ذهبت إليه أئمتهم فيدخلون كرها تحت حكمه خوفا من سيفه وسطوته ورغبة فيما لديه فليس له عدو مبين إلا الفقهاء خاصة فإنه لا يبقى لهم رياسة ولا تمييز عن العامة بل لا يبقى لهم علم بحكم إلا قليل ويرتفع الخلاف عن العالم في الأحكام بوجود هذا الإمام ولولا أن السيف بيده لأفتى الفقهاء بقتله ولكن الله يظهره بالسيف والكرم فيطمعون ويخافون فيقبلون حكمه من غير إيمان بل يضمرون خلافه...) 

فهاهو يصرح بأنَّ اعداءه الفقهاء خاصة ,ولكن ايُّ فقهاء؟

انه لايعترف بالشيعة مسلمين فضلاً عن ان يكونَ لهم فقهاء ,فعن ايِّ فقهاء يتحدَّث؟

اليكم الجواب على لسان ابن عربي نفسه اذ يقول في ذلك الموضع من كتابه (و لولا أن السيف بيده لأفتى الفقهاء بقتله ، كما يفعل الحنفيون والشافعيون فيما اختلفوا فيه)

اعرفتم من هؤلاء العلماء؟ انهم الحنفيون والشافعيون وامثالهم لاعلماء الشيعة ايَّها المغفلون 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


صلاح عبد المهدي الحلو
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/09/13



كتابة تعليق لموضوع : لماذا يقتل الامام المهدي - عليه السلام - مراجع الشيعة؟
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 

أحدث التعليقات إضافة (عدد : 1)


• (1) - كتب : محمد عبدالرزاق ، في 2014/09/14 .

كان عليك ان تطلع على الروايات الكثيرة المبثوثة في امهات المصادر كغيبة النعماني وغيرها في هذا الشأن ولا تكتفي بهذا النزر اليسير الذي يبدو انك انتقيته مسبقا




حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net