صفحة الكاتب : واثق الجابري

بــــــــين الســـــطور .النازحون بين تلكؤ المعالجات وإخفاق الحلول
واثق الجابري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

انكشفت حقائق خطورة داعش الإرهابية، بإستهداف العالم أجمع دون استثناء، ولا أحد بمنأى عن الإحتراق بشرارة، إحتضنت اعضاءً من اكثر من ثمانين دولة، متمرسين على الجريمة ومعتمدين على وسائل وأدوات غير متعارفة، والأجهزة الاستخبارية والمنظومات الأمنية العالمية غير مهيئة للتعاطي مع مثل هذه التحديات، ما يُؤذن بكوارث وإنهيارات خطيرة، اذا تمدد هذا السرطان الإرهابي الى البلدان الأمنة، والتهجير القسري واحدة من جرائمهم ضد الانسانية، تهدد حياة ما يقارب مليوني عراقي.

النزوح نتيجة طبيعية لتمدد الارهاب وتلكؤ المعالجات، وإخفاق الحلول السياسية التي تساعد على احتواء الحواضن وتشجيعها على محاربة الارهاب، بمشروع سياسي جامع مطمأن للمكونات، يمسك الأرض وفق الدستور والقانون.

السياسة الداعشية الارهابية الإجرامية إتخذت قرارات وإجراءات لتحقيق غاياتها الاساسية، ضاغطة على الكتل البشرية بأتجاه تقسيمات ادارية جديدة، لتقتلعها من ارضها وجذورها وذكرياتها، والنتيجة إذكاء المشاكل والصراعات في مختلف المناطق.

النازحون قضية اكبر من توفير غذاء وماء لعائلة نزحت من ارضها ومدينتها، في وطن ثلث مساحته تحت سيطرة الإرهاب والجريمة المنظمة، هجرت قسراً ملايين ينزحون بحثاً عن الأمان والمأوى، ومخجل جداً ان يكون الأنسان نازحا في وطن لا يجد فيه فرصة عيش تاركاً أهله وجيرانه غريبا تحل عليه الصدقات، في مسؤولية مجتمعية وتاريخية كبرى.

البداية من معرفة حجم المشكلة ورقعة اتساعها ومسح دقيق وعاجل، لكي تتناسب الحلول مع التحديات، وأول الخطوات العملية للتعامل مع الملف الشائك والمعقد إبعاده عن التجاذبات السياسية، وعزله عن الطموحات او الإستغلال، لأننا امام كارثة انسانية وطنية، ومشاعر لا توصف من الهوان لعوائل فقدت موطنها.

التعامل يحتاج الى دقة بين حقوق النازحين وأحتضانهم ورعايتهم، بكل ما أويتينا من قوة لتهيئة الأرضية وحقهم الأكبر هو العودة، يسبق ذلك في الوقت الحاضر وضع خطة أمنية شاملة لحمايتهم في مناطق النزوح, وتوفير الممرات الانسانية الآمنة لإخراجهم من المناطق التي تشهد عمليات عسكرية وصولاً، الى تحرير كامل المناطق التي يتواجد فيها الداعشيون، بتعاون القوات المسلحة الباسلة مع القوى الشعبية والعشائرية الغيورة، ثم تقديم المنحة الحكومية، وإنشاء مخيمات لائقة وتوجيه دوائر الجنسية لإصدار مستمسكات فقدت، وإعتبار السنة الدراسية سنة عدم رسوب، ورعاية الاطفال والنساء وذوي الإعاقة. 

المشكلة الحقيقية للنزوح تبدأ حينما يتحول الى استقرار في مناطق بديلة لتكون دائمة، وقلب المعايير والقيم والتوازنات الديموغرافية، لأن الهدف الاكبر للارهاب الاعمى هو افراغ المناطق التي يستهدفها, من تنوعها السكاني والمذهبي والديني والقومي. 

النزوح عملية اقتلاع لمكون انساني من جذوره وذكرياته ومحاولة زرعه في المجهول، والرعاية الحقيقية والحلول، ليست إجراءات عاطفية غير مدروسة قد تؤدي الى التوطين اللاإرادي الدائم. .

مشكلة النازحين تحتاج مقترحات وأليات عملية تساهم في حل مشاكلهم ومشاكل المناطق التي نزحو اليها، بشكل عملي ومنهجي، قد يغفل عنه بعضنا، وينتج التنافس على الموارد والضغط على البنية التحتية الضعيفة والمتهالكة اصلاً، او اشغال البنايات والمؤسسات العامة، وأهمها اشغال اكثر من ألفي مدرسة، وهذا يضعنا امام تحدٍ حقيقي والعام الدراسي على الابواب. جرائم الإرهاب بحاجة الى جهد دولي وتسجيل جريمة النزوح في الأمم المتحدة، والإستفادة من التظافر الدولي ضد الإرهاب، بعد ان شعر العالم بخطورته وأن كان متأخراً، بعد أن كنا نستغيث ولا احد يسمع صوتنا؟!


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


واثق الجابري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/09/15



كتابة تعليق لموضوع : بــــــــين الســـــطور .النازحون بين تلكؤ المعالجات وإخفاق الحلول
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net