صفحة الكاتب : محمد صالح يا سين الجبوري

ذكريات الزمن الجميل ..
محمد صالح يا سين الجبوري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
كانت مستلزمات الحياة في الستينات بسيطة ,الحياة لم تكن معقدة ,وسائل الاتصال محدودة تعتمد على الهواتف الأرضية في المدن وبعض الخطوط التي تصل إلى المدن الصغيرة لتأمين الاتصالات المهمة ,الخدمات مقصرة على المدن ,وتكاد تكون معدومة في الريف ,لا توجد مشاريع للماء الصالح للشرب ,ويتم نقل الماء من الأنهار بواسطة الحيوانات أو بالسيارات المخصصة لذلك ,الخدمات الصحية تقصر على المراكز الصحية في التجمعات السكنية ,الفرق الصحية الجوالة التي تقوم بمعالجة الحالات المرضية والتطعيم ضد الأمراض السارية وأمراض الأطفال ,أما الحالات الصعبة يتم معالجتهم في المستشفيات .
وسائط النقل قليلة تستخدم فيها سيارات الأجرة والباصات الخشبية التي لها وقت محدد للذهاب والإياب إلى المدينة ,وهناك رحلات بواسطة القطار الذي ينطلق من الموصل إلى بغداد ذهابا وايابأ ويستفاد منه المواطنين الذين يسكنون القرى التي فيها محطات لوقوف القطار .
القدرة الشرائية للمواطنين كانت قليلة يعتمد الناس على زراعة الحنطة والشعير والخضراوات والمحاصيل الزراعية الأخرى والثروة الحيوانية,وقسم يعتمد على الوظائف الحكومية .
كانت زراعة الحنطة والشعير تسد حاجة البلاد ويصد ر الفائض إلى الخارج ,ومن أنواع الحنطة الجيدة التي تستخدم في صناعة الخبز (صابر بيك ) وهي نسبة إلى التاجر الذي جلبها إلى مدينة الموصل ,وخبز التنور من أرقى أنواع الخبر بنكهته الطيبة , ومن المشاهد العالقة في الذاكرة جلوس مجموعة من الفلاحين وقت الضحى يتناولون الشاي و اللبن مع الخبر الحار, وهي من الأكلات المفضلة عندهم في الصيف لا وجود للتبريد في الصيف ,رغم ارتفاع حرارة الجو ,ويذكرني بقول (أبو العتاهية ) :-
رغيف خــبز يابس :: تـأكـــله فــي زاويــة
و كـوز مـاء بارد :: تـشـربـه مـن صافيـة
و غُـرفــة ضيـقة :: نــفسـك فيــها خاليــة
أو مسجــــد بمعزل :: عن الورى في ناحـــية
تقرأ فيه مصحـــفاً :: مــســتنـداً بســاريــة
معتبراً بمن مضــى :: من القــــرون الخـــالية
خير من الســاعات :: في القـــصور العــــالية
كانت الحياة طيبة خالية من التعقيدات ,والناس تحمل المحبة والتعاون وطيبة القلوب ,بعيدة عن المصالح والحقد والكراهية .
مشاهدتي للتلفزيون في نهاية الستينات في إحدى مقاهي المدن القريبة ,كانت مشاهدتي لبعض البرامج المنوعة والأخبار ,ولم أتصور كيف يعمل هذا الجهاز السحري العجيب ,وكان البث التلفزيوني بدأ في العراق عام 1956م , أما البث الإذاعي كان عام 1936م ,وكان عدد قليل من الناس يمتلكون المذياع (الراديو )وخاصة في القرى , حيث كان الناس يلتقون في أحد البيوت ويستمعون إلى الأخبار والأغاني والمسلسلات التي تقدمها الإذاعة ,التي كان لها دور في الثقافة والمعلومات .
أما مكاتب البريد فإنها مقتصرة على نقل الرسائل والبرقيات والطرود البريدية والاتصالات الهاتفية ,وكانت تصلنا المجلات والكتب والمطبوعات من الخارج بواسطة البريد ,ولنا أصدقاء من مختلف أرجاء المعمورة أبعدنا الظروف ومشاغل الحياة عنهم,لكن ذكرياتهم باقية بطعمها و نكهتها الجميلة ,وتبقى الذكرى جرس يدق في عالم النسيان ,وما أروع اللقاء بعد الفراق الطويل .
محمد صالح ياسين الجبوري
 
 
On Friday, June 13, 2014 10:20 AM, Mhmad Jobouri <mhmadjobouri@yahoo.com> wrote:
 
 
 
محطات العمر......ذكريات الطفولة .....................بقلم :-محمد صالح يا سين الجبوري
قطار العمر يمر عبر محطات عديدة تبدأ من أجمل المحطات (محطة الطفولة )تلك المحطة التي تمتاز بالبراءة والصدق والصراحة والنوايا السليمة ,وذكرياتها الجميلة , ومن هذه العناوين (المدرسة )التي لها طعم خاص ونكهة طيبة في نفوسنا ,أصدقاء المدرسة وهم أعز الأصدقاء ,معلم (الصف) تلك الشخصية التي لها اثر في حياتنا ,المعلم الناجح الذي ينشا جيلا ناجحا متعلما مثقفا يؤمن بمسؤوليته تجاه المجتمع , شخصية المعلم محترمة ومرموقة , فهو المرشد الذي يرشدنا إلى الطريق الصحيح ,وخير ما قال فيه الشاعر أحمد شوقي :-
قم للمعلم وفه التبجيلا @@كاد المعلم أن يكون رسولا
وصف جميل لمهنة التعليم والمعلم المتفاني الذي يكرس جهوده في خدمة تلاميذه ,والتعليم رسالة لها أهدافها وغايتها ,فاحترام المعلم واجب علينا ,وكثير من تسلموا مناصب متقدمة كرموا معلميهم تقديرا وعرفانا بجهودهم وهذه من مكارم الأخلاق وصفة محمودة ,وفي ألمانيا رفضت المستشارة الألمانية مطالب المحامين بزيادة رواتبهم اسوة بالمعلمين ,فقالت لهم صراحة كيف تتساوون في الرواتب مع المعلمين وهم الذين علموكم ولولاهم ما وصلتم إلى المناصب , كلام حكيم يعبر عن رؤية واقعية .
العلم نور والجهل ظلام ,ومن امتلك العلم امتلك ناصية التطور والتقدم ووعلينا أن نأخذ بالحكم والأمثال المفيدة  التي لها دور في نجاحنا وتطورنا .
يتقدم العالم بتطبيق واحترام القوانين والشعور بالمسؤولية .
تبقى شخصية المعلم  أنها صاحبة الفضل ولها التقدير ,الرحمة على الموتى من المعلمين ,والصحة والسلامة على الأحياء منهم .
وفق الله  الذين قدموا خدمات جليلة للبلاد والعباد
كاتب وصحافي – الموصل- العراق

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


محمد صالح يا سين الجبوري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/09/17



كتابة تعليق لموضوع : ذكريات الزمن الجميل ..
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net