صفحة الكاتب : اياد السماوي

كركوك خلف دخان الحرب
اياد السماوي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.


تحت هذا العنوان كتبت المسلّة افتتاحيتها ليوم أمس الخميس 9/ أكتوبر لتتحدثّ عن أنباء عن عرقلة دخول العرب إلى كركوك من قبل قوات البيشمركة الكردية , فيما يمنع إقامة أي شخص من غير سكانها إلا بعد التأكد من أنّ مكوثه ليس دائما , فيما تسيطر العناصر الكردية على مفاصل المحافظة الأمنية والإدارية على طريق تحقيق النوايا المستبطنة , وتشير الافتتاحية أيضا إلى أنّ عرب وتركمان المدينة منزعجون من تصرفات أفراد البيشمركة ويقولون انّهم يسمعونهم عبارات عنصرية ومضايقات لإجبارهم على الهجرة أو الصمت على ما يجري على أقل تقدير .
وملف كركوك والمناطق المتنازع عليها هو واحد من أخطر الملّفات التي واجهت النظام الجديد في العراق وأكثرها تعقيدا , فالأكراد من جهتهم مصرّين على تنفيذ ما جاء في المادة 140 من الدستور العراقي والخاصة بمعالجة هذا الملّف الشائك , بالرغم من انتهاء سقفها الزمني الذي حدّده الدستور والذي يعتبره البعض موتا دستوريا لهذه المادة , حيث لا زال الأكراد مصرّين على إلحاق محافظة كركوك والمناطق المتنازع عليها إلى خارطة كردستان , وخصوصا بعد التغييرات التي حدثت على الأرض بعد العاشر من حزيران واحتلال قوات البيشمركة لكامل محافظة كركوك والمناطق المتنازع عليها , في حين تطالب المكوّنات الأخرى من التركمان والعرب السنّة بعدم ضم محافظة كركوك إلى خارطة كردستان وجعلها إقليما منفصلا ومستقلا عن أي إقليم آخر , ويرون إنّ حلّ هذه القضية الشائكة وتجنيب البلد حربا مدمرة ستحرق الأخضر واليابس , يمرّ عبر هذا الحل الذي لا حلّ غيره .
والحقيقة إنّ ملف كركوك والمناطق المتنازع عليها , معني به أولا وأخيرا المكوّنات التي تتكوّن منها , وهم الأكراد والتركمان والعرب السنّة , وليس للمكوّن الشيعي ناقة أو جمل في هذا الصراع الدائر على عائدية هذه المناطق , فهي لا تقع ضمن جغرافيا التشيّع , وليس للشيعة مطامع في هذه المناطق , فهي بكل الحالات ستقع أمّا ضمن الإقليم الكردي أو ضمن الإقليم السنّي , , ولهذا فليس من مصلحة المكوّن الشيعي أن يكون مع هذا الطرف ضد ذاك الطرف , وعلى القيادات السياسية الشيعية أن تخبر الأطراف ذات العلاقة بهذا الملف عن موقفها الحيادي من هذه القضية , وقبولها بأي حل تتوّصل إليه الأطراف المعنية بهذا الملف , ونقل مسؤولية هذا الملف بالكامل لأصحابه للتفاهم والتوافق حوله , فليس من المعقول أن تكون القيادات الشيعية ملكية أكثر من الملك , وكما قلناها سابقا مرارا وتكرارا لرئيس الوزراء السابق نوري المالكي , نقولها الآن لرئيس الوزراء الحالي السيد حيدر العبادي , (( إنزع ملف كركوك من يديك واترك مصيره للأكراد والتركمان والعرب السنّة لحله , واعلن عن قبول الشيعة لاي حل تتوّصل له الأطراف المعنيّة ومن دون اي تدّخل )) , فقد آن الأوان أن يكون كل طرف أمام مسؤولياته وأعبائه لينهض بهذه الأعباء , فليس من العقل ولا من الحكمة والمنطق أن يحمل الشيعة أعباء غيرهم بعد أحداث العاشر من حزيران وما تمخّضت عنه من فضائع .


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


اياد السماوي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/10/10



كتابة تعليق لموضوع : كركوك خلف دخان الحرب
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net