صفحة الكاتب : عبد الزهره الطالقاني

علي مع الحق .. والحق مع علي
عبد الزهره الطالقاني

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.


كان وما زال وسيبقى الحق مع علي ، وعلي مع الحق إلى يوم يبعثون .. لعلها مترادفة أرادها الله عز وجل أن يكرم بها هذا العبد الصالح الذي وفىّ لله ولرسوله ، وبذل الغالي والنفيس حفاظاً على حياة الرسول  الكريم عليه وعلى آله أفضل الصلاة والسلام ، وعلى بيضة الاسلام ، حتى قضى دونهما شهيداً في محرابه ، على يد أشقى الناس من مخالفيه .. وهو اغتيال لا يمكن ابعاده عن الاجواء السياسية التي عاش فيها الإمام عليه السلام في السنة الأربعين للهجرة . ورغم مرور ألف واربعمائة عام على الجريمة النكراء .. إلا أن الحق ما زال مع علي ، والباطل مع مخالفيه واعدائه ، وفي جميع المقاييس العقائدية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية والانسانية .

من ذا مثل ابي الحسن يحمل كل هذا البهاء .. ولد في الكعبة المشرفة وهذا تشريف له من الخالق عز وجل لم يشرف به أحدا قبله ولا بعده .. واستشهد في محرابه وهو راكع يسبح بإسم الله .. فكانت حياته شرف واستشهاده شرف .. وما بينهما جهاد في سبيل الله ، لم يستطع اعداء علي عليه السلام ان يسجلوا عليه مثلبة أو معصية لا سمح الله فأكل الحسد قلوبهم .. كما أكل الحسد قلوب اخوة يوسف وهم انبياء , فكيف وان جميع من خالف علي هم من الاشرار .. وكذلك اكل الحسد قلب النمرود وقلوب قوم ابراهيم علية السلام فالقوه في النار ، فانجاه الله منها بان جعلها بردا وسلاما .. وقد قيل:

                   اصبر على حسد الحسود    فان صبرك قاتلـه

                   النــار تأكــل بعـضهــا      ان لم تجد ما تأكله

لقد جمع أبا الحسنين الرفعة والجاه ، والشجاعة والاقدام ، والعلم والايمان ، من جميع جوانبها ، فهو علي ابن ابي طالب ، وكفى به انساناً وسيداً وأميراً ومؤمناً حقاً وعادلاً وشاهداً وقدوة للمؤمنين السابقين منهم واللاحقين إلى يوم الدين .. وهو ابن عم الرسول واخوه يوم المؤخاة ، واخو الشهيد جعفر الطيار .. ومن مثل جعفر يطير بجناحين في الجنة .. ووالد قطيع الكفين أبي الفضل العباس عليه السلام ، وهو زوج البتول الزهراء عليها السلام ، بضعة الرسول وام ابيها سيدة نساء العالمين ، وهو ابو الشهيدين الحسن والحسين سيدي شباب أهل الجنة .. أبوه أبو طالب ولا فخر .. وأمه فاطمة بنت اسد الهاشمية ، بنت الأصول وشيوخ العرب وفخرهم ، وعمه الحمزة شهيد معركة احد ، وأصحابه البررة عمار بن ياسر وابو ذر الغفاري وميثم التمار .. وهو خليفة المسلمين ، ما حكم الا بالعدل وأنصف ... وما راع الناس إلا وأحسن إلى رعيته ، وما واجه الكفار إلا وتغلب عليهم بإذن الله .. فكان بحق اسد الله الغالب ، وقد تكالب عليه الجهلة وأهل الباطل من الأمويين والسفيانيين والخوارج ، وخرج على حكمه السفهاء والمرتدين والانتهازيين ولما يدخل الاسلام في قلوبهم .. اتهموه بقتل الخليفة عثمان وهو من دافع عنه وادان الجريمة ، ودفع بولديه الحسن والحسين للدفاع عنه من اصحاب الفتنة ، ثم رفعوا قميص عثمان باطلاً لإسقاط حكم علي والنيل من عزمه وارادته .. وحاربوه في الجمل ، وصفين ، والنهروان ، واقضّوا اركان الحكم ، فلا استقرار ولا بناء ولا تنمية ولا دولة مستقرة ، حتى استطاعوا أن ينفذوا مؤامرتهم الدنيئة فجر التاسع عشر من رمضان سنة أربعين للهجرة ، باستئجارهم المرتزق عبد الشيطان ابن ملجم ، احد بغاة العصر الذي خسر الدين والدنيا بضربة على هامة ابي الحسن لم تمهله سوى ليلتين ، ليلقى بعدها ربه شهيداً مؤمناً مظلوماً صابرا محتسباً إلى الله ، وهو خليفة المسلمين وامير المؤمنين وولي الصالحين الغر الميامين . وها هم اليوم الاشرار اصحاب الباطل ، وزعيمهم الشيطان يسعون الى تهديم مرقده الشريف ومراقد ابنائه التي اصبحت مزاراً للمسلمين ، يأتونها من كل فج بعيد .. هؤلاء الخوارج الجدد الذين قاتلوا الامام وقتلوه في محرابه ، يسعون الى قتله مجدداً ، فجمعوا فلولهم دواعش وبعثيين ونقشبنديين وشذاذ افاق وعصابات عشائر ليخربوا بلد علي بن ابي طالب ، الذي نقل الخلافة إلى العراق لأنه ادرى من غيره ما العراق ، فأتخذ من الكوفة عاصمة له وبنى فيها بنيانه على الايمان ، حتى غدت من ابهى المدائن وزهرة الامصار .. علي الحق شاءوا ام ابوا .. وهو ميزان العدالة .. ومعدن الرسالة وعترة آل الرسول وشقيق القرآن ..

بقي هذا الحق عالياً لا يعلو عليه شيء وكم حاولوا انزال رايته ، وقد خابت مساعيهم ، وردت افعالهم وحرابهم إلى نحورهم ، فخسروا الدنيا والآخرة .. علي امام الهدى ، وامام الحق ، وكل من اتبعه فهو على نهجه ونهج محمد عليه افضل الصلاة والسلام ، وكل من عاداه وخالفه فقد اخزاه الله في الدنيا والآخرة وسيعلم الذين بغوا أي منقلب سينقلبون .. بقي علي شامخاً في مماته كما كان في حياته .. إنه رجل من الناس يأكل الطعام ، ويمشي في الأسواق ، ولم يكن مَلكاً إلا أنه سعا بنفسه وبتوفيق من الله إلى صفوف الملائكة فأكتسب الشرف في حياته ومماته ، ونال رضا الله ورسوله والمؤمنين .. اللهم ارزقنا شفاعة الرسول الكريم وآل بيته الأطهار في الدنيا والآخرة .. ولعنة الله على الظالمين إلى يوم الدين .


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عبد الزهره الطالقاني
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/10/13



كتابة تعليق لموضوع : علي مع الحق .. والحق مع علي
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net