صفحة الكاتب : هادي جلو مرعي

وزيران للحرب
هادي جلو مرعي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 كان لافتا طلب وزير الدفاع العراقي الجديد خالد العبيدي المرشح عن إتحاد القوى الوطنية الذي يمثل رسميا الطائفة السنية في البرلمان والحكومة الى حكومة إقليم كردستان تسليم المطلوبين بقضايا إرهاب الى بغداد لمحاكمتهم، وفي هذه النقطة بالذات هناك خلاف عميق بين الحكومة وقوى المعارضة التي كانت تنتظر من رئيس الوزراء حيدر العبادي ان يصدر مرسوما بالعفو عن الفارين الى أربيل او الموجودين خارج البلاد على خلفية الصدام الذي حصل قبل أكثر من عام ونصف بين حكومة المالكي والمعتصمين في الأنبار وصلاح الدين والموصل، أو ماسميت بمحافظات الحراك الشعبي، أو المحافظات المنتفضة، وهناك خلاف أيضا على توصيف هولاء، ولايبدو أن أتفاقا بهذا الشان قد حصل وليس من احد منهم براغب في العودة الى مدينته، أو الحضور الى بغداد.

الأمريكيون ليسوا مهتمين بالموضوع الطائفي وصراع الكتل فيما بينها هي في النهاية زوج متعدد الزوجات وعليهن أن يأتين الى مخدعه طائعات، وتركز واشنطن بدلا من ذلك على أهمية إحداث توافق بشأن الوزارات الحكومية لتنتهي المشكلة، وليكون ممكنا التصرف بطريقة مثالية في مواجهة داعش وهو مايتطلب حكومة كاملة غير منقوصة تلبي متطلبات التحالف الدولي الواسع الذي يستهدف إضعاف التنظيم الإرهابي، ثم سحقه بتواصل مع الشركاء والحلفاء حول العالم، وبما إن القوى السياسية توافقت على وزيري الدفاع والداخلية فإن التفاصيل متروكة للعراقيين ليتناقشوا فيها لاحقا، ويعرف كل طرف ماله وماعليه من إستحقاقات فالوقت يمر بسرعة، وداعش يتمدد في العراق وسوريا، وتتاح له المزيد من الفرص، وهناك مهمات صعبة تنتظر الأمريكيين ترتبط بتشكيل قوى عسكرية تحارب على الأرض خلال الأسابيع المقبلة في مناطق عدة من العراق وسوريا، مع ضرورة الإستعداد لتحرير مدن عراقية محتلة من التنظيم العنيف خاصة وإن واشنطن تعتبر الأولوية في حربها للعراق، وليس سوريا.

الوزيران العراقيان إذن هما وزير حرب، وليسا في محل الدخول في سجالات ثانوية كالتي تعودناها طوال السنوات الماضية ولم تثمر عن شئ، وكانت سببا في تردي الوضع الأمني، مثلما إن الحرب ضد داعش تحتاج الى إعادة صياغات، ووضع خطط جديدة في الوزارتين، وربما تغيير في القيادات الميدانية وتلك التي تدير المؤسسات داخل كل وزارة، فالحرب عنيفة جدا وتتطلب فعلا ثوريا من وزيرين أحدهما خبير وضابط كبير ومجرب، والثاني دخل في معارك مباشرة مع داعش وكان يقاتل ضمن الحشد الشعبي، ومهمتهما صعبة للغاية، لكنهما بحاجة الى مساندة من البرلمان وبقية الأعضاء في الحكومة.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


هادي جلو مرعي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/10/22



كتابة تعليق لموضوع : وزيران للحرب
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net