صفحة الكاتب : علي سالم الساعدي

العرض أم الأرض ..!
علي سالم الساعدي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

القصة تطول, والوصف لا يأتي بالصورة كما هي بالحقيقة, المأساة التي تكبدها الشعب جراء الأوضع المزرية, والحياة لا تطاق, أسرٌ خيرت بين العرض أو الأرض, وقبل أن تحكم على القرار الذي أتخذه أغلبهم أن لم يكن جميعهم, ضع نفسك مكانهم, وقرر.

لو جارت بك الأوطان, وخانك أولاد الأعمام, وقطعت عليك الإمدادات, وأصبحت على شفى حفرة من الموت! ماذا ستختار, العرض أم الوطن؟

الإرهاب التكفيري, وبتخطيط سليم, بالتعاون مع خائني الوطن, أصبحوا بين ليلة وضحاها, في أرض العراق, حيث أحتلوا مناطق عديدة, امتدت من الحدود السوريا وحتى سامراء, وصولاً الى مناطق حزام بغداد, المقدسات في خطر, المنشآت في حذر, وحتى المناطق التي تعد استراتيجية استبيحت واحتلت من قبل الإرهابيين.

نقطة البحث التي وددت الحديث بها, هي منطقة تلعفر, وما فعله ساكنيها التركمان الموالين للمذهب الشيعي الأثنى عشر, فهم وجدو أنفسهم بين, مطرقة الإرهاب وسندان قطع الإمدادات وتعرض أسرهم الى خطر, سيما وأن موقع منطقتهم الجغرافي يفرض عليهم واقعاً مريراً كيف لا وهي محاصرة من جميع الجهات بداعش ومن يواليهم.

الغيرة, والحمية, التي ورثها نازحو تلعفر, جعلتهم يقررون الرحيل, وترك المال والديار على ألم, فالأرض يمكنها أن ترد يوماً ما, لكن العرض خطٌ أحمر, ولا سبيل سوى الحفاظ عليه.

الإرهاب يريد أرض العراق, ونسائه الحرائر, صاحبات العفة والشرف, المساجد ضربت, والحسينيات ضربت, وحتى الشوارع غادرها علم الله أكبر, خطفت داعش من أمن مناطقه قليلاً, لكنها لم تقبض ولا تسيطر على الغيرة, والإخلاص الذي يغطي جبين الشيعة في تلك المناطق, وعين الصواب هو ذلك الرأي السديد الذي اتخذته العوائل بترك الديار والمحافظة على العرض.

دور المعنيين من الوزارات والمنظمات الدولية, هو الوقوف معاً, والإصرار على مساعدة مع تلك الأسر, ليشعروا أنهم وحدوا قلوباً مفتوحة قبل البيوت لهم, وجميعنا ومن واعزنا الديني هو خدمتهم, لأنهم أصحاب شرف وغيرة.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علي سالم الساعدي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/10/25



كتابة تعليق لموضوع : العرض أم الأرض ..!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net