صفحة الكاتب : احمد الخضر

أبو الثريد في البرلمان
احمد الخضر

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
قد تكون حالة ليست بالنادرة في زمن ديمقراطية مشوهه حديثة الولادة في العراق وقد تكون ليست بالغريبة أبداً مادام هناك فساداً و رشوه و على مستوى عالي من الدولة بل هي نسخة مكرره لما هو يحصل في بلدان متخلفة عندما نرى برلمان و أحزاب و قد سيطر عليهما المال قبل الضمير و التربح قبل الخدمة .
نعم ليست بالغريبة و لكنها فاجعة و كارثة خلقية قبل أن تكون سياسية عندما يتحول حزب من أعرق الأحزاب العراقية عرف بمقارعته لنظام صدام حسين و أعطى ما أعطى من تضحيات و شهداء الى حزب منتفعين و تجار عديمي الثقافة والحس الوطني .
 
الحقيقة لا أفهم كيف ارتضى هذا الحزب و الذي يسمي نفسه عميد الأحزاب العراقية أن يكون متزعماً لقائمة ائتلاف تضم مقاولين وتجار عملة بعضهم تحوم حولهم الشبهات و لا يمتون بصلة لا أيدلوجيات هذا الحزب بل لا يعرفون عنه شيئاً بل لا يعرفون عن العراق شيئاً بقدر ما يعرفون عن بورصة البنك المركزي لسعر صرف الدولار و نسب إرباح المقاولات الكبيرة التي تعلنها الحكومة وكيفية حصولهم عليها من ثم بيعها للشركات الأجنبية أو المحلية 
حزب المجاهدين كيف تحول الى حزب المقاولين و السماسرة وكيف أصبح الانتماء لمكاتبه العليا عن طريق أولاد زعمائه و أصهارهم .. . عاد بذاكرتي الزمن عشرون عاماً للوراء فتذكرت أن اسم هذا الحزب كان يعد رقم 1 بقائمة أولويات الأمن ألصدامي ..
ماذا أتذكر معدومين هنا و معدومين هناك .. كفاءات .. شباب .. علماء دين كلهم كانوا ضمن قافلة هذا الحزب واليوم ( أبو الثريد ) والذي جاء عن طريق شراكة الابن أو الصهر يتصدره بل و يمثله في البرلمان و صاحبنا أبو الثريد التاجر والذي لا تعرف نوع تجارته اليوم له الكلمة المسموعة في هذا الحزب والذي لو عرفوا مؤسسوه رحمهم الله أن حزبهم أو حركتهم والذي أعطوا حياتهم قرباناً حتى يروه ينشر الفضيلة و يحقق المساواة و يمحي الفوارق الطبقية لما ناضلوا و حاربوا اعتى الأنظمة و أكثرها و حشية . 
 
أبو الثريد الذي لا يعرف ماهي السياسة ولا يجيد قراءة الواقع و لا يفهم من وظيفته الجديدة كعضو مجلس نواب سواء زيارة مكاتب الوزراء وممارسة النفاق والتملق أملاً في الحصول على المزيد من المقاولات و المناقصات ..
ليس لديه علاقة بناخبيه لأنه وصل لمقعده البرلماني بدون ناخبين أصلا وصل بفضل القانون الانتخابي الداعر والذي يقصي من يحصل على عشرات الإلف من الأصوات ويهب المقاعد لغير الفائزين بحجة الاستبدال والتعويضية و كراسي زعماء القوائم والذي يتسنموا المناصب فيقوموا يوهب مقاعدهم كيف يشاء ون ..
وقد روى لي احد الشخصيات السياسية المعروفة أن صاحبنا أبو الثريد قبل أن يكون عضو برلمان في هذه الدورة كان إذا جلس في مجلس لا يعرف يتحدث إلا عن الثريد و كيف أن ثريد البامية أطيب من ثريد الشجر و إن تشريب الباجه الذ من تشريب الضلوع كما إذا حب أن يقيم وليمة لمسئول في الحكومة او مسئولين كان يقيمها في أفخم فنادق احد العواصم العربية الشهيرة بالطرب و المزاج العالي على ان تشمل الوليمة تذاكر السفر والإقامة بأغلى فنادق تلك العاصمة و مايرافقها من ( مقبلات و توابل ) و من مختلف الجنسيات و الأعمار .
لا أعيب على احد بقدر ما أعيب على من ارتضى أن يحول حزبه من معبر عن حال الناس و حامل لشعارات العدالة وتحقيق الحرية الى صورة فاسدة من السلطة و سوء استخدمها ..
وعلى ما يبدو أن أبو الثريد هذا ليس وحده ففي كل حزب او ائتلاف هناك أبو ثريد و غيرة و سلاماً عليك يا عراق ..

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


احمد الخضر
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/10/25



كتابة تعليق لموضوع : أبو الثريد في البرلمان
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net