صفحة الكاتب : حيدر حسين سويري

مَنْ يَحكُمُ مَنْ!؟
حيدر حسين سويري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

   رؤيا ملك مصر، التي عجز عن تفسيرها كهنة معبد آمون، وإستطاع يوسف فك رموزها، فأنقذ شعب مصر وملكها من الهلكة.

   كانت الرؤيا تتحدث عن، سَبْعَ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعَ سُنبُلاَتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ، وقد فسرها يوسف الصديق، بسبع سنين قحط يأتين بعد سبع سنين من الخير الوافر، فكانت فكرة الإنقاذ تقوم على: فمَا حَصَدتُّمْ فَذَرُوهُ فِي سُنبُلِهِ.

   بعد نهاية السنين العجاف، من حكم طاغية زمانه الأوحد صدام المقبور، إرتفع سعر برميل النفط الى أكثر من 100$، وأصبح الشعب يُمني النفس بكل ما لذَّ وطاب، خصوصاً مع وعود الأخوة السياسيين الكرام، ولكن القدر لم يهبنا ملكاً كملك يوسف، وإنما وهبنا فرعون موسى، فأردفنا بثمان سنين عجاف كسابقاتهن من السنين، فلم يُبقِ ولم يذرْ، ولم يبدي أيَّ خوفٍ أو حَذر، بل سار بنا إلى كلِّ خطر، فأوقعنا في أسوءِ قَدَر، ولم نعد ندري أين المفر، فلا أمان ولا مُستقر، في حربٍ أوارها إستعر.

   بعد أن أرسل ملك مصر إلى يوسف وأخرجهُ من السجن، عرض الأمر على مستشاريه، وبمن يشيرون عليه ليتحمل عبئ الخروج من الأزمة، قال له يوسف: إجْعَلْنِي عَلَى خَزَآئِنِ الأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ، فكان شغل يوسف الشاغل، إنقاذ شعب مصر وجميع البلدان المحيطة، من أزمة المجاعة القادمة، لكن كهنة المعبد أرادوا أن يفشلوا عمل يوسف، فلم يكُ يهمهم من أمر الشعب شيئاً ما دامو في السلطة، وخزائنهم ممتلئه من خيرات الشعب. 

   بعد أن تم ليوسف الأمر، وخصوصاً بعد إيمان الملك وشعبه بنبوة يوسف، وتركهم دين الأوثان، بدأت حركة يوسف إلى القضاء على المعبد والكهنة، خصوصاً وأنهم بدأوه وحاربوه، فتمكن من كسر شوكتهم ومحاكمتهم، ثم إلقاءهم في السجن.

   خاض الشعب معركةً مصيريةً ضروساً من أجل التغيير، متمسكاً بيوسفهِ للقضاء على كهنة المعبد(عبدة السلطة) من الدعاة، وتم لهُ الأمر حيث زحزحهم عن الحكم، والآن جاء الدور لمحاكمتهم وإلقائهم في السجن ولا سيما الثَّلاَثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُواْ(المالكي والبولاني والأسدي)، الذين رضوا أن يكونوا مع القاعدين، المتمثلين بداعش ومن لف لفهم، من البعثيين والصداميين.

   اليوم وضحت الصورة، وعرف الشعب الخفايا، لذلك بدأ الشعب يطالب بمحاكمة هؤلاء الثلاثة ومن فوقهم كهنة المعبد من الدعاة، الذين كانوا طلاب سلطة وليسوا طلاب أمن.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


حيدر حسين سويري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/10/26



كتابة تعليق لموضوع : مَنْ يَحكُمُ مَنْ!؟
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net