صفحة الكاتب : قيس النجم

حزب الدعوة: قبل أن ينزلق الى الهاوية!..
قيس النجم

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

ألغى السياسيون العرب عملية الجمع من الرياضيات, وباتوا مغرمين الى درجة العشق الأبدي, بطريقة القسمة؛ لأنها الطريقة الوحيدة التي لا يتبقى فيها باقٍ, ليتفقوا عليها, وتحويل الدول الى دويلات, لهذا أحتاجوا الى جدول الضرب؛ فكل دويلة تضرب مثيلتها, وقبيلة تقتص من أختها, وبدأ العد التنازلي لعميلة الطرح, وهكذا هو الوضع دائماً, فالقادة والرؤساء يطرحون دون رجعة, في مزبلة التاريخ.
إذا أردنا إستخراج العملية الحسابية, من هذه الفوضى, التي وضعها السياسيون العرب, نصل الى نتيجة واضحة, وهي أن المظلومين يصنعون التاريخ بجهادهم, ضد التقسيم, والإقصاء.
لو أن الخوارزمي موجود الآن, لتمنى أنه لم يخترع العملية الحسابية؛ لما وصلت اليه الدول العربية من تناسباً طردي, في كل شيء, فزيادة عمليات القتل والتهجير, تقابلها زيادة في أعداد الوفيات, وبعد الجمع نجد أن النتيجة هائلة في الدمار والحروب, حتى باتت أشلاء الناس, تجمع على طريقة المدرج التكراري, لتضع نشاطاً متزايداً, لصانعي الموت.
هذا ما يدور في السياسة العربية عامة, أما في العراق, فالوضع خاص بعد التحرير المزعوم في (2003)؛ حين إستبشرنا به خيراً, لكن العراق دخل في دوامة مخيفة, جعلت منه أرضاً للتصارع والتناحر, بسبب الخليط الإجتماعي وتشكيلته, التي تحمل في طياتها طوائف كثيرة, وهذا ما أستغله المالكي, في ثمان سنوات من حكمه, فلم يكن المالكي المستغل, قد أثر على العراق وحسب, بل حتى على صورة حزبه المنتمي اليه.
حزب الدعوة بتاريخه التي يتحدث عن أدبياته, عليه أن يراجع وضعه كحزب سياسي وطني, قبل أن ينزلق الى الهاوية, فحين تولى المالكي رئاسة الوزراء, بدأ العد التنازلي لأسهم هذا الحزب, حتى أكبر قياديها أعلنوا العصيان, على تصرفات امينه العام.
الفترة الرئاسية للمالكي, أصابت العراقيين جميعاً بخيبة أمل, وأنتهت بالآم الشمس المحرقة, والنزوح الشتوي القارص, فبدأت الأمراض الأجتماعية تغزو بلادنا, والتهمت جميع الأعراف والتقاليد, فتراجع المشهد السياسي نحو الأسوء, ثم أكثر سوءاً, وباتت نظرية الحياة بلا أمان هي السائدة, وفايروس الطائفية الذي زرعه بجسد العراق, بدأ يتحول الى وحش, يصعب السيطرة عليه.
أسباب كثيرة جعلت من السيد المالكي يخسر رصيده, فقراراته الخاطئة أوصلت حكومته, الى مقررات خاطئة,  فتحولت فترة توليه للرئاسة الى عزاء هزيل ومرعب, يطارد أعضاء حزبه.
لم يكن الأمين العام للحزب أميناً, وأثبت للجميع بأنه لم يكن ورقة رابحة أيضاً!, فقد تسبب بخسارة شعبية للحزب, ومعها بعض القيادات المؤسسة له, من أجل إرضاء أعضائه الدخلاء الجدد, رغم أن ماضيهم لا ينسجم مع هذا الحزب العريق, فكانت القشة التي قصمت ظهر البعير.
 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


قيس النجم
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/11/06



كتابة تعليق لموضوع : حزب الدعوة: قبل أن ينزلق الى الهاوية!..
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net