صفحة الكاتب : اسعد عبدالله عبدعلي

العم دامبي المتذمر وكرسي الحكم
اسعد عبدالله عبدعلي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

في المسلسل الكارتوني كلندايزر, كان العم دامبي شخص متذمر, يسعى دوما لتضخيم ما يفعله, ويحاول إن يشعر الآخرين بأهميته, وانه المنقذ الحقيقي للأرض من الغزو الفضائي, معتبراً أفكاره شيء من الخوارق, مع الأسف لشخصية دامبي نسخ متكاثرة في حياتنا اليوم.
فكان الساعي للتفرد يشعر بشعور دامبي! حيث يعتبر أخطاءه عين الصواب, وفشله امرأ ليس بسببه, وانه وجد ليحكم, وانه موعود بفتوحات لا تنتهي, وان الكرسي فصل على مقاسه , فلا يليق به أحدا غيره, كان دوما يخلق العداء كي يشعر بوجوده, ويحسس الغارقين في اللاوعي بأنه محارب, فمسلسل كلندايزر له بداية وليس من خاتمة له.
قد أشاع إن معرضيه هم سبب الفشل, حيث كان يرمي العلة في ساحتهم, كي يحقق حلمه بالتفرد بالسلطة, لكن تم سحب البساط من تحته, وأرغم على القبول بالترضية الممكنة, فكان مجرد منصباً تشريفياً من دون صلاحيات, البعض اعتبره حماية له من الملاحقات القانونية, فبعهده تبددت أموال البلد, وضاعة حقوق الناس, وانتشر الفساد بكل الهرم.
لكن غرور الأمس لم يغادره, لذلك مازال يشعر بأنه سوبرمان العراق, وانه يملك مفاتيح الخلاص, وانه يعرف طريق الحل لكل الابتلاءات, فعمد إلى جعل نفسه معارضاً, فجعل ما اتفق عليه تحت قدميه, كي يبني فكرة التفرد والحق, فها هو يطير بين محافظات البلد, مروجا لنفسه باعتباره المنقذ, وانه يبٌصر الناس على خطوة الحال من دون وجوده المؤثر, وان التاريخ سيحاسبهم لأنهم  تركوا فلتت العصر, ورضوا بالأدنى, فلبس دور الأمس بالمقلوب , فها هو يعارض كي يوقف عجلة التقدم, كي يبرز دوره ليعود. 
مخالفاته الدستورية لا تنتهي, وقد ضاق بها مرئوسيه اليوم, ونبهوه على أخطاءه, لكن  لا ينفع.
اعتقد أن المشكلة تكمن في غياب الوضوح, فيجب إن توضح مهام كل منصب, وإبراز مدى صلاحياته, وإلا عشنا بفوضى عارمة, فتتحول المناصب كمخلوق متعدد الرؤوس, يعيش تخبطاً خالداً, وقديما قيل للسفينة قبطان واحد وإلا غرقت, لذا تحديد مساحة كل منصب, من قمة الهرم إلى القاعدة تنجينا من محن اليوم, بل من يتعدى عن مساحته يعتبرا مخالفاً للقانون, ويتم محاسبته, وعلى النخب والمراقبين والإعلام إن تسلط الضوء على أي مخالفة, التحديد والوضوح يساعدنا جميعا في تحديد الأخطاء.
رسالة إلى العم دامبي, الدور الأهم المطلوب منك اليوم, أصلاح خطايا الأمس التي صدرت عنك, فمن ظلم بعهدك فاقوا العد, والمساعدة في إرجاع ما تم هدره من المال العام, هذا الدور هو ما يجعلك قديسا عند الناس.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


اسعد عبدالله عبدعلي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/11/07



كتابة تعليق لموضوع : العم دامبي المتذمر وكرسي الحكم
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net