صفحة الكاتب : حسين الركابي

انبطاح النائبة خذ.!
حسين الركابي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

يبدو إن لغة الأسواق،  وأماكن البيع،  والشراء؛  صار لها رواجا في أسواق السياسة بعد سقوط حزب البعث،  واحتلال العراق،  وأصبحت تلك المفردات تجوب الأروقة السياسية،  وتتصدر أخبار الفضائيات،  والصحف الأخرى..  
مع جل إحترامنا إلى مهنة التجارة،  والعاملين في الأسواق،  إلا إن معظم هؤلاء يلفظون كلام سوقي،  لا ينسجم مع الدين،  والأخلاق،  والأعراف؛  التي تربى عليها مجتمعاتنا العربية،  والإسلامية،  منذ القدم..
تحولت معظم تلك المفاهيم الخاطئة الى ساسة الحواجز الكونكريتيه،  وأضحت متداوله،  ومستساغة بينهم؛  حتى صار يتناقلها كثير من اولئك النعاقين خلف كل ناعق،  وجمهور السلاطين،  والملوك الذي أوصلنا الى الإنهيار..  
مفهوم الإنبطاح،  الذي صار يتداول بشكل لافت منذ أن اعلن السيد العبادي عن التشكيلة الوزارية،  وصار يتداول بين الفضائيات،  والصحف،  وصفحات التواصل الإجتماعي،  وهذا المفهوم لم يكن ضمن المفاهيم السياسية..  
إن ساسة الصدفة الذي لم يكن لديهم برنامج سياسي،  وحكومي وأضح،  بدأ يسلكون مسارات مشبوهة،  ويتحدثون بلغة الأسواق؛  كونها اكثر تداولاً،  وشيوعاً بين الأوساط الشعبية،  وأن يكون إنتشارها بسرعة كبيرة..
فقد أصبح خلط الأوراق،  وزج الشعب بمتاهات لا يجنى من ورائها إلا القتل،  وإستباحة الدماء،  والتشظي الإجتماعي،  والتخندق الطائفي،  والقومي؛  الذي قبعنا تحت هذه الأمور ما يقارب عقد من الزمن..
المرجعية الدينية أرادة أن تشل الثقوب،  الحاصلة في إدارة الدولة،  وأن تجعل الجميع يترفع عن هذه المفاهيم،  وأن يكون رجل الدولة ذو لغة رفيعة،  ويرتقي فيها إلى مستوى القائد الحقيقي..
لكن أصر كثير من الساسة على الإستمرار في هذا النهج،  والمسارات التي لم نجني منها إلا الدمار،  والإنهيار الأمني الكبير،  والحقد بين مكونات الشعب العراقي،  ولذلك لا يروق لهم مغادرتها..  
لا يمكن لنا أن نبني عراق ما بعد سقوط الصنم على أخطاء سابقة،  أو مفاهيم خاطئة،  أو ثارات سابقة؛  وإنما يبنى على أسس قوية،  ومفاهيم صحيحة،  وثقه متبادلة،  وقسمة عادلة..
إعطاء الحقوق،  ومد جسور الثقة،  والمحبة بين المكونات لا يعني التنازل،  أو الإنبطاح كما يصفه بعض الساسة،  أو من اجل الحصول على مكسب شخصي،  وإنما من اجل ترميم البيت الداخلي..
مفهوم الإنبطاح الذي ظهر مؤخراً على السن مدللات الفخامة،  يعني الإنكفاء على الوجه،  وهذا يعد بين الأوساط العراقية معيب،  ويدل على سذاجة صاحبة"؛  وله مداليل لا تتناسب مع منطق المرأة"..
لكن يبدو أن وضع الإنبطاح،  هو احد إنتاجات النظام البعثي،  الذي كان يعد هذه الأمور من أولويات عمله،  ولا سيما وأن المتكلم اليوم بالانبطاح"،  احد المدربين على تلك الأوضاع الإنبطاحية"...


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


حسين الركابي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/11/18



كتابة تعليق لموضوع : انبطاح النائبة خذ.!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net