صفحة الكاتب : خالـد عبد القادر بكداش

مفتاح الكلمة ... الضمير
خالـد عبد القادر بكداش

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
الضمير... كلمة تدل على قدرة الإنسان على التمييز بين الخطأ و الصواب و أحياناً بين الحلال و الحرام.
و في مهنتنا الإعلامية  الضمير هو الميثاق الرئيسي الذي نبني عليه عملنا فهو الرقيب الأول عندما نتناول الموضوع و هو الرقيب الثاني عند إعداده  و هو الرقيب الأخير عند نشره... 
تابعنا مؤخراً و بعد ثورة الاتصالات و التكنولوجيا و بعد انطلاق القنوات الفضائية الخاصة بأعداد ليست بالقليلة ، أن الإعلاميين الذين يطلون على الجمهور ، هم كالدمى الخشبية تحركها من خلف الستارة أصابع خفية.. قد يكون رأس المال.. أو قد تكون السلطة و أياً منهما نجده يحرك ألعابه بحسب مصالحه و حاجاته ، متناسياً أن هناك شيء اسمه الضمير يجب أن يتحلى به أي شخص يعمل في مهنة الإعلام و الصحافة .
يتخطى هؤلاء و طبعاً هنا القصد بعض أصحاب المال و بعض أصحاب السلطة  يتخطون الخطوط الحمراء في مهنة الإعلام و رغم أن مهنة الإعلام أكثر مهنة بحاجة إلى حرية و استقلالية إلا أنها بحاجة إلى ضبط أكثر من أي مهنة أخرى ، فنحن كالقضاة نطلق الأحكام و نحن كرجال الشرطة نطلق الاتهامات ، الإعلام يدين و يبرئ و يحكم و يصحح و هذا ما آلت إليه الأمور بعد هذا الانفتاح الكبير .
الإعلام يا سادة يا كرام ليس الحكم على الأرض و ليس الشرطي المعاقب... الإعلام مهنة الضمير .. مهنة الأخلاق الحميدة و من يعمل بها يجب أن يكون على قدر من المسؤولية .
المسؤولية هنا هي أن نكون مسؤولين أمام المجتمع بحيث ننقل الحقيقة بكل موضوعية بسيطة .. يجب أن لا نكون متحاملين على أطراف الحوار و يجب أن لا نكون منحازين لأصحاب القرار .. يجب علينا أن نكون البيان و ليس الاختيار .
يسأل البعض من قدماء المهنة و بانوا مجدها.. أين وصلنا بالإعلام ؟
الحقيقة الإجابة هنا صعبة و يجب أن تكون دقيقة ، لذلك بحثت و تفحصت و سألت و تمعنت أين وصل الإعلام العربي ؟
ووجدت المفاجأة الأكبر، نحن نراوح مكاننا.. نحن لم نتغير .. مازلنا نثابر و نثابر و لكن من مكاننا لم نتحرك.. سألت كيف نراوح في مكاننا و نحن نتطور فكانت الإجابة سهلة و موضوعية.. مادمنا لم نصل للمشاهد الغربي و ننقل إليه صورتنا فنحن نراوح في المكان.. لأننا لم نعمل بمهنية  هادفة سنبقى ضمن أسوار الدائرة الصغيرة و مشاهدينا لن يتعدوا الغرفة المجاورة .
هذا هو إعلامنا العربي .. يطبل و يزمر و يهلل و يبهّر و لا يكون هادفاً أبداً .. 
"لا أريد لأحد أن يسكت عن الخطأ أو يتستر عن العيوب والنواقص" كلمة قالها الرئيس الراحل حافظ الأسد و كان يقصد بها الإعلاميين ، كانت هذه أول جملة حفظتها حين دخلت  مهنة الإعلام بالعام 1992 و بقيت محفورة في ذهني و راسخة في وجداني .. و منها أطلق كلماتي و عناويني و لن أسكت عن الخطأ و لن أتستر على العيوب و النواقص و سيبقى مفتاح كلمتي هو الضمير.
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


خالـد عبد القادر بكداش
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/11/26



كتابة تعليق لموضوع : مفتاح الكلمة ... الضمير
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net