صفحة الكاتب : ماجد الكعبي

البغدادية وبرنامج ساعة ونص تحت المجهر
ماجد الكعبي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

من الحقائق الناطقة , ومن المستوجبات الحيادية أن يمتلك أي برنامج تلفزيوني وفي أية فضائية الحيادية والإنصاف والمهنية والابتعاد عن رصيف التغرض والتشهير وخلط الأوراق ... ولدى رصدي المتواصل لبرنامج ساعة ونص والذي تبثه الفضائية البغدادية ,  أراقب بدقة ان مقدمة البرنامج السيدة نغم عبد الزهرة لا تتقيد بالمهنية ,  ولا تلتزم بالحياد,  وتدير البرنامج حسب ما مرسوم لها ومن منطلقات ذاتية متقصدة لدرجة أن كل متابع ومراقب لها يجزم بأنها بعيدة كل البعد عن المنطق الإعلامي والصحفي الأصيل الذي يتسامى عن المجاملة والأهواء والرغبات الشخصية التي ترفع وتحط من قيمة الموضوع منطلقة من نوازع لا تخفى على الواعي اللبيب .
للحقيقة وللتاريخ أقول :
 بان السيدة نغم قد أثارت وما تزال تثير على نفسها الكثير من التقولات والتكهنات والإدانات لأنها تتصرف حسب مشيئتها الذاتية ,  فإنها متهمة بأنها تضخم بعدسات مكبرة صغائر الأمور,  وتطرح طروحات شائنة غايتها تأجيج الرأي العام ,  ودس السم في الدسم ,  فان أكثر الضيوف التي تختارهم قد هيئاتهم للإجابة عن أسئلتها في ايجابيات مثيرة وتحمل طوفان هائل من الشكوك والتخرصات والأراجيف التي تسيء إلى العملية السياسية الديمقراطية قاطبة , علما بان اكثر الضيوف المختارة هم من ينسجمون ويوافقون اراء ورغبات السيدة نغم , كما انها تمتلك غرورا ملحوظا واندفاعا متصنعا وكأنها من العقول المفكرة والمدبرة على الساحة العراقية ,  في حين ان معلوماتها الهشة وثقافتها المحدودة لا تمتلك الحضور المتميز في الوسط الإعلامي والثقافي .
 أن كل من يرصد حركات عيونها ولهجتها والتفنن في حركات يدها يجزم بأنها نمرة متنمرة وكأنها تريد أن تفترس كل مواطن يمدح أو يثني على العملية السياسية في العراق ,  فإنها تتذمر وتسخط بحماقة ,  وتتكلم بضراوة على ابسط الحالات والسلبيات التي تحدث في الواقع , فإنها إذا وجدت احد ضيوفها يطرح بصيصا من الضوء على الواقع المعاش فإنها تسارع إلى إطفاءه وإسدال ستار كثيف من الدخان عن كل موقف ايجابي أو مخالف لما تريد طرحه البغدادية التي عودتنا على نكران الحقائق ,  وتهويل السلبيات ,  وخلق الإدانات ,  وتشويه الديمقراطية والعملية السياسية والتي قد تطرأ عليها بعض الحالات الطارئة ,  ولكن لا يستوجب التضخيم والتطبيل والتعميم المغرض .
مما استوقفني وأثار الكثير الكثير من الزملاء الشرفاء أن السيدة مقدمة برنامج ساعة ونص عندما عقدت لقاءها أمس مع الحضور فإنها قد ارتكبت تجاوزا فادحا ,  وخطا مهنيا مزعجا ,  حيث أن برنامج أمس قد تجاهل هرم الصحافة العراقية الأستاذ مؤيد اللامي حيث لم تقدم له الدعوة للمشاركة بالحوار باعتباره أكثر الصحفيين الماما بواقع الصحافة وقانونها ومعاناتها ومشاكلها وطموحاتها فهذا التجاهل المتعمد لا يخلو من مقاصد تحمل بين دفتيها ما تخبئه البغدادية من تحركات مرفوضة ومدانة , وان تجاهلكم للنقيب الصحفيين هو إساءة صميمية لبرنامجكم الذي أزعج الكثيرين من الصحفيين والمتابعين .
أعود وأقول واكرر أن مقدمة برنامج ساعة ونص كان يجب عليها وبإلحاح أن تتوازن بتوجيه دعوة للرموز القادرة على معالجة الموضوع ( قانون حماية الصحفيين ) ووضع الحلول الناجعة والناجحة  له ,  لا أن تنساق وراء مآربها الذاتية وتصورتها التي تخدم خط البغدادية فقط . إن أي موضوع أو قضية تحتاج إلى الرأي والرأي الأخر والحوار الصريح والطروحات المبتغى منها تحقيق طموحات الصحفيين والإعلاميين الذين يعرفون ويعون كل شاردة وواردة ,  لأنهم يقرأون السطور وما بين السطور وما خلف السطور بكل دقة وإمعان وإتقان ولا تتصور السيدة نغم عبد الزهرة بأنها قادرة على أن تتلاعب بالعقول وتتفنن بالكلمات المعسولة ,  وتطرب على أنغامها الشخصية فعندنا عقولنا وآراؤنا وطروحاتنا وشجاعتنا التي تسمي الأسماء والأشياء بأسمائها الحقيقية بلا رتوش وبلا تزويق فالحق يعلى ولا تعلى تعلى عليه يد .
إن الذي يثير عجب وانتباه المتابعين للبغدادية هي أنها تتمشدق بالحرية الواسعة والديمقراطية العريضة , ولكنها لا ولم ولن تحترم الرأي الآخر,  ولا تفتح المجال لضيف يخالفها بالرأي , ولا تشرع أبواب ونوافذ الحقيقة ,  إنما تتصيد الهنات والتجاوزات البسيطة وتدخلها في مطبخ التقولات والافتراءات والتجاوزات منطلقة من عقد هي أدرى الناس بها من غيرها .
 والحديث قد يطول ويطول والحقائق تهطل كزخات المطر ,  ولا تتصور السيدة نغم بأننا نتجاهل أو نجهل كل ما هو مخبأ ومستور , وهنا اذكر نقطة مهمة إذا أن البغدادية لن تكلف نفسها بضم رأي نقابة الصحفيين في برنامج أمس المهلهل بيد أن نقيب الصحفيين العراقيين بادر بنفسه ودخل على البرنامج وأغنى واثري اللقاء بطروحات يقينية صائبة ,  وبأفكار سليمة ,  وبنقاشات موضوعية لها فوائدها الجمة في الحوار, وان مشاركة نقيب الصحفيين الفعلية في النقاش منطلقة من قناعته التامة بان بعض الطروحات كانت مظللة وغير دقيقة وتحتاج إلى توضيح ,  لذلك مزق الضباب والدخان الذي أراد إخفاء الحقائق , وبالفعل قد انتبه الرأي العام لهذه المداخلة المشرقة وقدم باقات الشكر والاعتزاز لنقيب الصحفيين الذي كشف النقاب عن زوايا وخفايا وأماط اللثام عن ماهو تحت الغطاء ,  وكلنا قناعة بان السيدة نغم عبد الزهرة تتناغم مع أهوائها وجذورها والمطبلين لها . فنور الشمس لن يخفى ,  ووهج الحق والصراحة لم يطفئ .
 وكل حقيقية ستبين يوما وكل تصنع فإلى افتضاح . 

majidalkabi@yahoo.co.uk


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


ماجد الكعبي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/05/04



كتابة تعليق لموضوع : البغدادية وبرنامج ساعة ونص تحت المجهر
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 

أحدث التعليقات إضافة (عدد : 1)


• (1) - كتب : علي حسين الشمري ، في 2015/10/26 .

السﻻم عليكم ورحمة الله وبركاته
الى/اﻻستاذة نغم مذيعة برنامج ساعة ونصف المحترمة
الى/كل العاملين في قناة البغدادية المحترمين
نحن شريحة المتقاعدين العراقيين نثمن جهودكم الصادقة والوفية والجادة في الدفاع عن حقوق العراقيين عموما والمتقاعدين خصوصا ... ولكننا نرجوكم ونتوسل اليكم ان تخاطبوا هيئة التقاعد الوطنية باﻹسراع في إرسال البيانات الخاصة بالبطاقات الذكية للمتقاعدين والتي ارسلتها شركة البطاقة الذكية الى هيئة التقاعد الوطنية منذ اكثر من شهرين والله ... ونحن ننتظر والمصارف مستعدة لتسليفنا بشرط ارسال هيئة التقاعد هذه البيانات الى شركة البطاقة الذكية لﻹرسالها الى كافة مصارف العراق ... اغيثونا بالله عليكم فظروفنا صعبة جدا ونحن بحاجة للسلف والله .. ربي يحفظكم ويرعاكم ويكثر من امثالكم...
اخوانكم واهلكم/من المتقاعدين العراقيين




حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net