صفحة الكاتب : فالح حسون الدراجي

خذ (بعثك) المشؤوم، وأمضِ يا علاوي
فالح حسون الدراجي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
قرأت هذا الخبر الاستفزازي، فأشتعل كياني بنار الغضب، وتوترت أعصابي في هذا الصباح، الذي كان من المفروض أن يكون صباحاً هادئاً ودافئاً وعطراً.. بخاصة وإن الشمس مشرقة، والسماء صافية، وأخبار الأبطال تحمل من ميادين القتال ألف بشرى، وألف خير.. ولعل الشيء الأروع الآن، إني أجلس في حديقة الجمال، وقرب أذني تلتصق شجرة (فيروز) الزكية، وهي تبث على مسامعي ومشاعري أريج روعتها، وشذا ألحانها السريالية، فأسمع بكل ما لديَّ من قدرة على السماع، أغاني شادي، وطير الوروار، وسألوني الناس عنك يحبيبي. ثم أذوب طرباً في سوى إربينا.. سوى إمشينا.. سوى قضينا ليالينا.. معقول الفراق يمحي أسامينا..؟!
في وسط هذا الجمال الفيروزي الباذخ، يعرض امامي فجأة هذا الخبر المزعج، فيفسد صباحي، ويتعكر مزاجي، وتتكهرب ذاكرتي، بحيث لم أعد أقوى على إكمال القراءة حتى النهاية.. ولا أبالغ لو قلت أني شعرت بأن هذا الخبر ملغوم بكمية من متفجرات الـ (تي أن تي) التي تكفي لتفجير مشاعر عشرين مليون عراقي في هذا الصباح.. وليس مشاعري فقط. وأظن أن من أصدر هذا الخبر كان يبغي تحقيق هذا الهدف.. أي استفزاز مشاعر العراقيين وتعكير مزاجهم، والحاق أكبر قدر من الإساءة بعوائل الشهداء، الذين قدموا ارواحهم فداء لوهج الحرية الباهر.. وكي لا أطيل عليكم سأنشر نص هذا الخبر، وقصدي من ذلك فقط اطلاعكم على عقلية معتنقي عقيدة البعث الإجرامية، وكيفية تفكيرهم، ورؤيتهم للمستقبل، وما هي ملامح منهجهم للعملية السياسية في العراق، باعتبارهم شركاء أساسيين في هذه العملية!! إذ يقول الخبر الذي نشر أمس في عدد من الصحف، ووكالات الأنباء، ومواقع النت:-
(إياد علاوي يرفض تمرير قانون حظر حزب البعث: طالب ائتلاف الوطنية بزعامة علاوي، مجلسي الوزراء والنواب، بعدم تمرير قانون اجتثاث البعث, والذي قالت الكتلة انه من القوانين التي تؤدي الى مزيد من التوترات والالتزام بالتوافقات، وأوراق الاصلاح السياسي التي تقدمت بها اكثر من كتلة سياسية بحسب تعبيرهم... الخ)!!
والآن وبعد أن أطلعتكم على الخبر دعوني أسأل إياد علاوي وأسأل ائتلافه (الوطني) فأقول:
أي عملية سياسية هذه، وأي توترات والتزامات وتوافقات وإصلاح سياسي ومصالحة وشراكة تتحدثون عنها؟ إذا كان أنين ووجع وعتب الشهداء الذين جرفتهم جرافات البعث نحو عشرات المقابر الجماعية لم يتوقف حتى هذه اللحظة، وهم يسألونك عن كرامة دمائهم، وحقوق عذاباتهم وفقر عوائلهم، وضياع مستقبل أطفالهم.. يسألونك أيها المناضل - حيث تدعي ذلك في المقابلات الصحفية – ويقولون لك: ماذا قدمتم لضحايا البعث من مناضلي ومناضلات الحزب الشيوعي الأبطال، ومجاهدي ومجاهدات الحركة الإسلامية بكل أحزابها ومنظماتها وقواها الباسلة.. قبل أن تفكر (بحقوق) البعثيين، وتناضل من أجل توفير الغطاء الدستوري لفكرهم الفاشي، أليس من المفروض أن تفكر بمئات آلاف الشهداء الشرفاء الذين قطعت رؤوسهم مقاصل، ومشانق ناظم گزار، وبرزان وسبعاوي الحسن، وسعدون شاكر، وقصي صدام، وغيرهم من القتلة والسفلة المجرمين، الذين ارتووا بفكر عفلق الإنقلابي الدموي. ألم يكن الأفضل لك أن تجيش الجيوش من أجل حقوق اليتامى والأرامل والأمهات المفجوعات والآباء المكلومين الذين ذبح صدام فلذات أكبادهم في ميدان الرمي ببسماية، أو في موقع الإعدام في (سجن أبو غريب) وغيرهما قبل أن تطالب بعدم تمرير قانون حظر الإجرام البعثي؟
لماذا تدافع عن البعثيين ولا تدافع عن ضحايا البعثيين.. ولماذا تطالب بعودة هذا الفكر التصفوي والدموي، ولاتطالب باجتثاثه كي تتنظف البلاد من فايروسات الهمجية والقتل والموت المجاني.. مالك ومال عقيدة الموت التي لا ترتفع (إلا حين تكون المشانق لها سلم) كما يقول أحد شعراء البعث..؟
اتق الله يا علاوي، وصن دماء الضحايا.. متمنياً أن تعود لرشدك، وأن تحكم عقلك، خاصة وإن اسطوانة البعث قد شرخت تماماً ولم يعد فيها سوى صراخ المعتوه المنبوذ عزت الدوري، فهل يشرفك أن تكون شريكاً لهذا الطائفي المسخ.. أو أن تكون بوقاً لكلاب صدام السائبة في عمان وقطر ودبي.. أو تكون ذيلاً لداعش؟
انس البعث يارجل، لاسيما وأنك غادرته كما تقول منذ أكثر من ثلاثين عاماً.. أما إذا كنت مصراً عليه، فخذ البعث (مگشر بيه) ولكن شرط أن تعلن بعثيتك أمام الدنيا كلها، ولا تبقَ (نص ونص).. فأنا لا أكره في حياتي أكثر من كرهي لجماعة (النص ونص)!!) 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


فالح حسون الدراجي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/12/03



كتابة تعليق لموضوع : خذ (بعثك) المشؤوم، وأمضِ يا علاوي
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net