صفحة الكاتب : حيدر الحد راوي

صيروا مثلي !
حيدر الحد راوي

مرداس رجل عرف بغناه , وكثرة اعماله وممتلكاته , يدعونه سكان منطقته مرداس الاطرم , لانه لا يسمع قول الحق , ويلقبه البعض مرداس الاعور , لانه يرى الحق باطلا , والباطل حقا , فهو يدعوا الناس الى ترك الصلاة والصيام , ظنا منه انهما مجلبة للفقر و الفاقه والعوز و وقلة ذات الحيلة , فكلما شاهد فقيرا , او مريضا , او محتاجا , يقول له ( صيّر مثلي لا اصوم ولا اصلي ) .
ذات يوم , خرج من منزله , فشاهد رجلا فقيرا , نحيفا , رث الثياب , فبارده القول .
مرداس : صير مثلي .. وانت تصير غني .
الرجل : غنى في غير رضا الله ... لا اريده .. احب الى نفسي ان اكون فقيرا في رضا الله .
مرداس : جا ظل بهذا الفكر ..
وتابع كل منهما سيره , حتى وصل مرداس الى المسجد , فوجد بعض الشباب يتدافعون على عدة حنفيات , يرومون الوضوء .
مرداس : صيروا مثلي .... يا شباب .. يا طاقة الشعب !
فأنبرى له احدهم .
الشاب : وانت شنو .. قدوة لنا .
مرداس : خلوني قدوتكم .. شوفو حالكم .. كلكم فكر .. عاطلين عن العمل .. بس غير عاطلين عن الصلاة ...
الشاب : هسه شتريد ؟
مرداس : اريد الكم الخير .. انتم مو تكولون (( الدنيا سجن المؤمن , وجنة الكافر )) .. اريد
          اطلعلكم من هذا السجن ! . 
الشاب : يعني انصير كفار !
مرداس : حته تصيرون مثلي ... اغنياء .  
الشاب : ما نريد غنه وياه كفر ...
التفت الشاب الى رفاقه وقال فيهم بصوت مرتفع :
- هذا هو الشيطان بزي انسان .. جاء ليلهيكم عن الصلاة .. ويشتت افكاركم .
مرداس : ظلوا بفكركم .. مو وجوه نعمه .. وجوه فكر .
                  ***************************************
شكا الشباب الى امام المسجد , وشرحوا له ما دار بينهم وبين مرداس , وطلبوا منه ان يضع حدا لمرداس , كي لا يستمر بتضليل الناس , وابعادهم عن دينهم , فقرر الذهاب اليه .
الشيخ : مرداس .. ماذا تريد من الناس ؟ .
مرداس : اريد الهم الخير والغنى ... والله ينكسر خاطري من اشوف واحد فقير .. لو مريض
          .. لو واحد محتاج .. فأرشده لطريق الصواب .. واشرح له تجربتي في الحياة .
الشيخ : ان الفقر ليس بعيب .. والمرض والشفاء منه بيد الله ... والمحتاج الله يسد حاجته .  
          وكل هذه الامور هي مصدر بلاء وامتحان  للمؤمنين .
مرداس : ها انته كلته .. المؤمنين .. بس يتركون الايمان تتعدل امورهم .
الشيخ : قبحك الله .. لا خير في مؤمن لم يبتليه الله ..
مرداس : اني اريدهم يصيرون مثلي .. لا يصلون ولا يصومون .. يروح عنهم البلاء ..
          ويستغنون .. تره الدنيا حلوه .. شيخنا ! .
فأنبرى رجل فقال :
الرجل : اني اخذت بشورتك و تركت الصلاة بس كلشي ما شفت .. بالعكس اموري اتخربطت  
        بالزايد .
الشيخ : ذلك لان الله يريد بك خيرا ... صلي وصم وابعد اذنيك عن مرداس وامثاله مرداس : قشمرهم بهاي الحجايات .
الشيخ : يا اعمى البصر والبصيرة ... الم تره ان انبياء الله قد تجرعوا الغصص في سبيل
           نشر الدعوة الى التوحيد , وخاتم الانبياء محمد (ص) قد تجرع الغصص ايضا في
          سبيل الدعوة الى الاسلام , حتى جاء عنه (ص) انه قال (( ما أوذي نبي كما اوذيت 
          )) اترى نفسك خيرا منهم ؟ , ام تحسب نفسك على خير ؟
مرداس : انه اشوف كل مؤمن اموره تعبانه .. وحالته موزينه .. لا يسر الصديق وتفرح   
           العدو .
الشيخ : ليس كل المؤمنين فقراء ... بل فيهم الاغنياء ايضا ... خذ مثلا فلان .. هو اكثر
         منك مالا وجاها واملاكا ... لكنه سباق بالخيرات .. ينفق من ماله .. ويساعد المحتاج
        ويؤوي الضيف .. وينصر المسكين بماله وجاهه .. وهو ملتزم بالصلاة والصوم ...
        ان فكرتك لا تنطبق على الجميع .. بل على القليل .. مهما يكن فأحتفظ بما تعتقد لنفسك     
       ولا تشوش افكار الناس بسمومك ! .
مرداس : انه اريد الهم الخير .. واصير الهم مثلا الشيخ : الله يريد لهم الخير ... وهو يضرب الامثال .. بس هاي فكرتك منين جايبها .
مرداس : شيخنا ... شوف العالم .. دول الكفر مرفهه .. والدول الاسلامية تعبانه .. بكل ما للتعب من معنى .
الشيخ : وانت برايك لازم الدول الاسلامية تترك الدين ... حتى يصيرون مثل دول الكفر .
مرداس : شيخنا .. انه شفتها بنفسي
الشيخ : انت رحت لدول الكفر ؟
مرداس : لا ما رحت بس اسمع .
الشيخ : اني هماتين ما رحت ... اسمع مثلي مثلك ... بس دول الكفر مثل ما بيها ايجابيات هواي .... بيها سلبيات اكثر .... سلبيات ما موجودة عدنا بل معدومة .
مرداس : انه عليه الظاهر .
الشيخ : ثم ان دول الكفر اعتمدت على نظام جيد مبني على ثقافة معينة .. فيما انعدم ذلك لدى
          الدول الاسلامية .. كما وان تاريخ دول الكفر كان حافلا بالهمجية .. فيما كانت الدول
          الاسلامية تزدهر بكل انواع الثقافة والفنون .


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


حيدر الحد راوي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/05/06



كتابة تعليق لموضوع : صيروا مثلي !
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net