صفحة الكاتب : عبد الخالق الفلاح

مكافحة الارهاب في ساحات القتال..لا فنادق اربيل
عبد الخالق الفلاح

السيناريوهات الجديدة المدعومة من قبل دول اقليمية ودولية تتصارع وتتسارع على الساحة السياسية العراقية  بعد الفتوحات التي تحققت في جبهات القتال وتحرير المدن والقصبات من دنس اشرار الزمان وما يجب ان نكون – كأفراد ومجتمع _ على قدر من النضوج والوعي والحكمة التي تساهم بقبول الاخر واحتواء المحنة والازمة وتسريع عملية التطور التي تنتظرها الجماهير بدلاً عن وضع العصي في عجلة المسيرة وشد عضدنا البعض للاخرمن اجل مواجهة هذا السحب الاسود .كما نشاهده اليوم من المتربصين  الذين يحاولون الاطاحة بالمكتسبات وايقاف الزحف والانتصارات اطاعةً لاسيادهم  فيجب ان لانجعل من ثقافتنا وتاريخنا وحضارتنا قرباناً للصراعات والتناحر ولايمكن لمؤتمر فقير في كل شيئ من ان يضع حلولاً للتغيير في المجتمع ويحتوي المرحلة ويطوي صفحة من المحن والنكبات التي يعيشها الشعب ويعاني منها المجتمع وعدم الانجرار وراء الخلافات السياسية الغير ناضجة التي يصر البعض من السياسيين المضي بها لتنفيذ برامجهم واهدافهم و اباحة الدم العراقي لكي يبقى ينزف بأستخدام التضليل والخداع بتسميات جهوية والاعتماد على تسويق الخلافات تحت سلاح التطهير العرقي وحرب ضد مكون معين لاغفال البسطاء . ان الشعب العراقي يعيش اوضاع تتطلب من الجميع التعاون من اجل عبور المرحلة الخطيرة التي قد تعصف بجوانب مهمة من كياناته وافراده وهو صبور رغم كل المؤامرات التي تحاك ضده من جهات داخلية وخارجية لتأجيج الاوضاع الامنية والسياسية وليس غريباً على احد وخاصة المراقبين والمتابعين من ان مؤتمر اربيل الذي انعقد تحت يافطة مكافحة الارهاب هو جزء من ترتيب الاوراق لدعم الارهاب لان اكثر الذين شاركوا فيه متهمون بالوفوق مع الفصائل والمجاميع التي تلطخت ايدي عناصرها بدماء الابرياء وينطوي على الكثير من التناقضات والشخصيات المثيرة للجدل . والمطلوبين للقضاء بعد ان صدرت بحقهم احكام وفق المادة 4 ارهاب .ان عقد مثل هذه المؤتمرات في هذا الوقت سوف تزيد من شدة الخلافات والانشقاقات في صفوف الاخوة السنة لانهم هم المستهدفون قبل غيرهم وتدفع لقوى خارجية فاتورة لزيادة تدخلها في شؤونهم والمؤتمر غير قادر من ان يطرح حلولاً للقضايا المصيرية المهمة لهذه الفئة من شرائح الوطن. ان هذه السلوكيات مرفوضة باعتبار هذه المؤتمرات المشبوهة لاتخدم احداً او مكوناً  لعدم اكتمال اجنحته ومن دعي اليه لايمثلون احداً سوى انفسهم ومصالحهم والغاية الاساسية كسب الارادات وتعاطف وود الامريكان وهو امتداد لمؤتمر عمان في الاردن الفاشل بسبب الخلافات التي سادت المؤتمر في حينه على تقسيم الغنائم.

نحن لسنا ضد عقد اي مؤتمر لمكافحة هذه الظاهرة ومحاربة التنظيمات الارهابية ولاسيما عصابات ( داعش ) ومن تحالف معهم من البعثيين والنقشبندية ونرحب بأي عمل لتوحيد الرؤى لطرد هذه الزمرة من المناطق المكتوية بنارها ولكن يجب ان تكون في ظل الحكومة الاتحادية وتحت اشرافها وخاصة اذا ماكانت من اجل التحضير لتشكيل قوة عسكرية تظيم 100 الف مقاتل من المغرر بهم وبقايا البعث ورجال الحرس الجمهوري المنحل والمساهمة لتشريع قانون (( الحرس الوطني )) برعاية المخابرات الامريكية والبريطانية. هذه التجمعات تؤسس لمعايير سياسية منعدمة من حيث اللياقة الاخلاقية وسلبية السلوك يظهر ان المشاركون فيه ملتزمون وفق تلك السلوكيات والاخلاقيات ليكونوا على اتم الاستعداد بما تملى عليهم من البيت الابيض. وهذه المؤتمرات لن تخرج بتائج جديدة انما محاولات من اجل مصادرة الانتصارات التي حققتها القوات المسلحة والقوات الشعبية الجماهيرية من الحشد الشعبي والعشائر الغيورة ولتأليب الراى العام العالمي على وحدة العراقيين والباسه لباس التطرف والطائفية وتهيئة الاجواء لتغيير موازين القوى في العراق وثم المنطقة وقلب المعايير وتخلية ذمة الارهابيين من الجرائم  الشنيعة التي ارتكبوها وافعالهم الدنيئة التي مارسوها ضد الانسان فيه . ان المشاريع التي يهدف هؤلاء للخروج بها مؤشر على مستوى التساقط والانحطاط الاخلاقي لدى البعض من المشاركين فيه... ان مشاركة ذئاب المنصات التامرية في الفلوجة والرمادي والحويجة  والممارسات الشنيعة للابتزاز الطائفي واستغلال الفكر المتطرف وزرع الفتنة يساعد على انشار الارهاب ووصمة عار في جبين من قبل اقامةمثل هذا المؤتمرلهم  لانه يشكل انحرافاً في مسارالحراك الدائر تجاه محاربة عصابات التكفيروالذي ساهم مساهمة كبيرة على توحيد القوى العراقية الشريفة وجمعهم للعمل المشترك بالوقوف ضده واعطت اكلها الانتصارات العظيمة على الارض والنصر عليه بات قريباً جداً. الهدف من المؤتمر دعم الارهاب وتوفير الارضية لهذه القوة الظالة والشريرة في مناطقهم ولملمت شتاتهم من جديد بعد الضربات المتتالية التي لحقت بحجور وقطعت اوصالهم ومحاولة البعض مصادرة تلك الانتصارات بعد اندحار داعش في اكثر من موقع وتغيير موازين القوى  والعودة الى الساحة السياسية بعد ان طردتهم الجماهيرمن صفوفها وعرفت حقيقتهم...وقد رفضت اكثر العشائر حضور المؤتمر واعتبرته محاولة رخيصة لاعادة انتاج سياسيين لا يفكرون سوى بتوسيع نفوذهم وشخصيات بائسة لا مكان لها من الاعراب و يصنفون في خانة الساسة الفضائيين وسبق لهم ان اضاعوا حقوق السنة وباعوا مدنهم وتخاذلوا وهروبوا محاولين ارسال رسائل بوجودهم في العملية السياسية مرة اخرى.

والمؤتمر يمثل حالة من الضياع  ولا يؤدي إلا إلى مزيد من تعميق الانشقاق بين القوى العراقية السنية وتعزيز الانقسامات وتفاقم التشرذم وخلق فجوة للصراعات داخل هذا المكون مع الاسف ، بدل التوجه نحو العدو المشترك لكي تضفي مشروعيته على أعمال الجماعات التي تمارس العنف و تدَّعي تمثيل طائفتها... وعليهم التخلي عن مأسسة الهويّات الطائفية وعدم الاصرارعليها لانها الورقة الساقطة في الوحل والعودة الى ساحات القتال ومتابعة مجريات مقاتلة الارهاب وكشف مموليهم وداعميهم وحواضنهم والوقوف مع الجماهير الصامدة في تحرير مدنهم والدفاع عن قيمهم واعراضهم من عصابات داعش بدل التسكع في فنادق اربيل وعدم الاساءة لعوائل الشهداء والاستخفاف بالدم العراقي ورفض الخطابات التحريضية بهدف الاخلال بسيادة الوطن ووحدة اراضية وابناء شعبه .


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عبد الخالق الفلاح
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/12/22



كتابة تعليق لموضوع : مكافحة الارهاب في ساحات القتال..لا فنادق اربيل
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net