صفحة الكاتب : صالح الطائي

جهاد مغنية ووجه الثأر اليهودي
صالح الطائي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

بعد الحادية عشرة من ليلة أمس الأحد كنت أتابع فلما أمريكيا على قناة (MBC MAX) التي تكتب اختصارا (MX) يتحدث بشكل خيالي عن مجموعة يهودية في جيش النخبة الأمريكي تنجح بالتسلل إلى فرنسا أثناء الحرب العالمية الثانية، وتمتهن سلخ فروة رأس الجنود النازيين الذين تأسرهم، فتقوم بعشرات العمليات ضد الجنود النازيين تنتهي بفوزهم، وتتسم كلها بالوحشية المفرطة، فلا تكتف بسلخ فروة رأس الجنود الألمان بمنظر مقزز جدا، يعاد عرضه بشكل متعمد مرات عديدة فحسب، وإنما تهشم رأس بعضهم بمضارب كرة التنس، وتسم جباه بعض من تأسرهم بعلامة الصليب المعقوف ثم تطلق سراحهم ليزرعوا الرعب والخوف في صفوف النازيين. وقد اختار أفراد هذه المجموعة لأنفسهم أسماء غريبة، مثل "الدب اليهودي" و"مهشم الرؤوس" وغيرها، أما قائدهم فأختار لنفسه لقب "الأباشي" في إشارة إلى الهنود الحمر سكان أمريكا الأصليين الذين تقول المزاعم الأمريكية أنهم كانوا يسلخون فروة رأس أعدائهم.
بعد عشرات العمليات الناجحة، خططت المجموعة لحرق سينما تديرها فتاة فرنسية هاربة من أسر الألمان؛ كانت هي الأخرى تخطط مع صديقها الزنجي لحرق السينما أثناء عرض الفيلم. وكان الألمان قد حجزوا دار العرض هذه ليعرضوا فيها فيلما عن قناص ألماني أتخذ عشا في ناقوس كنيسة وقتل (300) جنديا من جنود الحلفاء، يحضره هتلر وغوبلز وباقي قادة النازيين، وبطل القصة الجندي الألماني.
وبالنتيجة حتى بعد أن ألقت قوات النخبة الألمانية القبض على عدد من مجموعة النخبة الأمريكية، تنجح الفتاة وصديقها الزنجي في حرق السينما بعد أن تقطع عرض الفيلم، وتقوم بعرض لقطات صورتها هي وشريكها الزنجي تتهكم من خلالها بالألمان وتضحك ضحكة ساخرة، ثم تطلق صرخة، تقول: "هذه هو وجه الانتقام اليهودي" تتزامن الصرخة مع انتشار النار بين الحضور ويرافقها قيام جنديين من المجموعة الأمريكية لم يتم أسرهم بسبب خيانة ضابط ألماني مما يؤدي إلى قتل هتلر وباقي القادة الألمان كلهم ومعهم جميع من حضر الحفل، ثم زحفت النار لالتهام جثثهم، وكأنهم أرادوا القول: إن أعداء الصهيونية يجب أن يموتوا مرتين!.
لقد عودتنا الكثير من القنوات العربية على عرض أفلام مشابهة فيها إشارات مدح وثناء للصهيونية العالمية، لكنني وللمرة الأولى أشاهد قناة عربية تعرض فلما بمثل هذه الصراحة الغريبة، بل وتخطط لعرضه في نفس ليلة قيام طيران قوات الاحتلال الإسرائيلي بعملها العدواني الغاشم الذي تمثل بقصف مجموعة شباب من أعضاء حزب الله؛ بينهم الشهيد جهاد ابن الشهيد عماد مغنية الذي سبق وان اغتالته إسرائيل في سوريا قبل عدة سنوات.
إن اختيار هذا الفيلم بالذات، وهذا التوقيت بالذات لعرضه؛ وعلى قناة فضائية عربية خليجية، والتأكيد الكبير من خلاله على جملة (هذه هو وجه الانتقام اليهودي) التي تنضوي على كثير من التهديد المقرون بالتشفي؛ لا يمكن أن يكون عملا اعتباطيا من بنات المصادفة البريئة مطلقا، وإنما هو عمل مقصود ومدبر، الهدف منه إيصال رسالة إلى المقاومة الشريفة بأن وجه الانتقام اليهودي قاس جدا، وأن اليهود سينتصرون في نهاية الأمر على جميع أعدائهم، ولن يكتفوا بقتلهم وإنما سيحرقونهم وهم أموات.
ولذا إذا ما كانت هناك لدى المقاومة نية للرد على الاعتداء الصهيوني فيجب أن تشمل بها هذه القناة والمشرفون عليها لأنها ذراع من أذرع الصهيونية في الوطن العربي. وصدق المتنبي بقوله:
وَسِوى الرّومِ خَلفَ ظَهرِكَ رُومٌ     
فَعَلَى أيّ جَانِبَيْكَ تَمِيلُ
قَعَدَ النّاسُ كُلُّهُمْ عَنْ مَساعيـ     
ـكَ وَقامتْ بها القَنَا وَالنُّصُولُ  


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


صالح الطائي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/01/19



كتابة تعليق لموضوع : جهاد مغنية ووجه الثأر اليهودي
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net