صفحة الكاتب : هادي جلو مرعي

موسم الزنود البيضاء
هادي جلو مرعي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

كان بخاطري الكتابة عن الصيف القادم, يحمل كل شياطين العالم, وهم يحملون مشاعل نار تلتهب ,يقذفون بها وجوهنا ويصلون أجسادنا دون أن يحّرقونا ,ثم تلتصق ثيابنا بأجسادنا الواهنة,ونتعرق حتى يفيض ماؤنا المالح على أنحاء الجسد المبتل!,والعنوان الذي فكرت فيه هو( المناخ تحت طائلة المادة 4 إرهاب),ثم عدلت عن ذلك,الفكرة كانت تراودني نهايات الشتاء ,وحين أخذت أتلمس الحر ,وهو يطرق الحواس بالرهبة,غيرت وجهتي ,وتأملت سماء وطني الموشحة بالغبار ودخان عوادم السيارات ,وضباب الأفق الغامض المخيف,يصحب ذلك خوف في سري من دنيا تتردى,وبيئة نقودها الى الهاوية لنصنع جحيمنا الموعود.
الحرارة ترتفع كل يوم ,والنبؤات تتحدث عن كارثة, وعن درجات تتراقص في فضاء المقاييس ,وتصعد بنا الى الرهبة,وطوال أربعة أشهر كاملة فإن الجحيم هو صيفنا,لاأحد يمكنه أن يقاوم سطوة الحر اللاهب ,والسموم الذي يلفح الوجوه,والموتى وحدهم الناجون من هجمة الحر ,فالأرض في بطنها ليست الأرض على ظهرها ,المسمى الرمضاء.
في السيارة ,وعلى الرصيف ,وتحت ظل شجرة ,وفي المنزل المحروم من نعمة التكييف ,وفي العمل,وقت الظهيرة ,أو حين المغيب ,وأحيانا حين يشتد الحر بعد وقت العشاء,تلتهب الأحشاء,ويكون الخلق واجمين منتظرين ما لاأمل في مجيئه.
خفف عني ما أهمني ,وعكّر مزاجي ,أن نساء في الشارع بدأن يظهرن بمظهر أخاذ يتيه به أمثالي ولها ورغبة,فالعديد منهن يرتدين أثوابا شفافة,ومنهن من ترتدي قمصانا أردانها على حدود الكتف والزند ,كأنها منطقة عسكرية محظورة لايقترب منها أحد, سوى بنظرات تسرق لحظة من لحظات العيون ,ثم تمضي في تأوه لاحدود له,عسكرية أو مدنية.
الحلول معدومة ,أو تكاد,وفي ظني حل وبديله,فإما أن يأتي الشتاء ولايمضي,أو أن تتحسن الكهرباء الى الدرجة التي تمكن النساء من ستر انفسهن وأجسادهن ,خاصة وإن من النساء من تمتلك زنودا لايعلم بسحرها إلا الله والواقعة عيونهم عليها.واحدة متحررة أكثر من كل المناطق المحررة في العالم رأت إن الضرورة تقضي بالسماح للناس أن يمشوا( من غير هدوم).
العالم يتصرف بحماقة,لكن الغرب المسؤول عن تصاعد نسبة الغازات الدفيئة في الجو والمتسببة بظاهرة التسخين غير عابئ بشئ,فهو غرب بارد ومناخه رائق في الصيف ومثلج في الشتاء ولايعاني من أزمات في الماء ولا الكهرباء ولا الحرارة الشريرة,ومعظم حكامه من الأوادم الذين يخافون ضمائرهم في شعوبهم,وهي عبارة توافق ماعندنا من قول..يخافون الله في شعوبهم...لكن من يخاف الله في الشرق من الحكام؟أنا فقط.
hadeejalu@yahoo.com


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


هادي جلو مرعي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/05/15



كتابة تعليق لموضوع : موسم الزنود البيضاء
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net