صفحة الكاتب : احمد كاطع البهادلي

القاعدة وداعش وجهان لعملة واحدة
احمد كاطع البهادلي

لا علم لنا من أين أتت هذه الأفكار الضالَّة المظلة التي غزت عقول الشاب العربي الذي أصبح أسير هوى هذه الأفكار التي أنسته حتى دينه الذي من المفروض أن يكون أغلى شيء لديه ,  وكأنه مخدر لا يعرف  ماذا  يفعل؟!  متخبط في  اتخاذ  قرارته  المصيرية  وغيرها . فبدل  أن  ترتسم  البسمة  على  محياه وثغره   نرى  العنف  والقسوة  بادية  عليه،  فإماراتها  واضحة  وضوح الشمس،  وذلك  من  خلال الأدلة  الملموسة  بـ(الصوت  و الصورة )  فمشاهد  الذبح  بالسكين  ومشاهد  التفجير  والتفخيخ  والقتل  و التهجير والخطابات  الرنانة  والفتاوى  المحرضة  كثيرة  جداً،   ورائحة  نتانتها  تزكم الأنوف  لما لها  من  قذارة  وخسة  في  طبعها  وطبيعتها غير  الآدمية و الدخيلة  على مجتمعات  التحضر  والتسامح, فالمتتبع  للمشهد السياسي والديني  ليلحظ  وبشكل جلي من خلال  استقراء المشهد و الوضع  السياسي  في   سوريا  وقبله ،كان ومازال  في  العراق،  يجد  الانحراف  الفكري  والعقائدي  بأبشع  صوره  المادية والمعنوية  من  خلال  رفع  هؤلاء  المنضوين تحت  ما يسمى ( تنظيم  القاعدة الإرهابي وطفلتها النصرة وداعش ) شعاراً  مفاده "خالفني   فكراً   أقتلك  غدراً"  بلا  ارعواء  ولا  أي  شيء  ممكن أن يمثل لهؤلاء كخط ردع.  فنرى  يومياً  مشاهد  القتل  الجماعي في  الشعب  السوري  بشكل  ممنهج  قذر  لا يفرق  بين  طفل  أو امرأة  أو  شيخ  أو.... وهذه  الحالات  البائسة  قد  مرت  بين أبناء  شعبنا العراقي الصابر، وما زالت إلى الآن،  منذ فترات الحرب الطائفية  المقيتة  التي  شنتها  تنظيمات  القاعدة  على  بلدنا  في  الفترة   المنحصرة من  العام  2006  إلى العام    2008  التي  أهلكت  الحرث  والنسل،  وأبادت مناطق  بالكامل  بمعية  الاحتلال الامريكي  وتحت  مظلته، ولم ينتهِ الأمر بذلك بل جاءت ( داعش )  لتكمل ما بدأت به القاعدة متمثلة بالزرقاوي؛   وليكمل المشوار البغدادي ؟  فسؤالي  للإخوة   في  المنطقة  الغربية  هل  تريدون  العودة   إلى  تلك  الأعوام؟  فبالأمس كانت  أمريكا  وراء  الزرقاوي،  فاليوم  من  وراء  الصفراوي  أو الخضراوي  ؟؟؟  هل  أمير  قطر  يكفي  أو  ملك  السعودية  أو أردوغان ؟!! فهل  هؤلاء  يسدون فراغ أمريكا  أو إسرائيل  أم  ماذا ؟ ولماذا  بالله  عليكم؟  ماذا  تريدون  هل  يهمكم  أبناءكم  وإخوانكم فهل  ستنجون  والحال  معنا  أيضاً  من  أتون  الحرب  الطائفية  المهلكة .  أخبروني أيريحكم  منظر  الدم  والرؤوس  المقطوعة  و الأشلاء  المبعثرة؟!!  أم إن  أنوفكم   تأبى  إلا  أن تشمَّ  رائحة  البارود  . اتقوا  الله  نحن  كلنا  مع  مطالبكم  إن  كانت  حقة، ونحن  مع إطلاق  سراح  الأبرياء  ومع  ترشيد  قانون  المساءلة  والعدالة، بما يرجع  للمظلوم  حقوقه  ومع  الاقتصاص  من  الجاني، مهما  كان،           ومع  فتح   فرص  وآفاق  لعمل  أبنائنا  العاطلين عن  العمل، فالهمُّ  واحد  والمشاكل  كثيرة،  لكنها لا تُحَلُّ بالسلاح بل  تُحَلُّ   باستخدام  العقل  ومنطق الحوار  البناء  المتمدن ، لا  بالجعجعة  ولا  بالصراخ  ولا  باللجوء  لا   إلى  القاعدة ولا داعش  ! ولا لقطر ! ولا لغيرها،  نحن  أبناء  البلد  مشاكلنا  واحدة، ولكن  بالمعقول  .  لا إنكم  تقولون  بيِّضوا  السجون .. أطلقوا  الإرهابي  والمفسد،  أي  منطق  هذا  ؟! ونحن  ضد  إلغاء  قانون  المساءلة  والعدالة  بالكامل،  كيف  يمكن هذا  وأي  منطق  هذا الذي  يعيد  لنا  البعث  وأذنابه؟! تكلموا  بالحكمة  والعقل  خيراً  لكم ولنا؛  من  أجلكم ومن  أجلنا  ومن  أجل العراق . وانظروا  إلى  سوريا  وخذوا  العبرة  منها !  أيها  الأحبة نحن  نخاطبكم  من  منطق  العقل  والحكمة  و من  منطق  النصح  لا  من  منطق الضعف !  فواجبُ  المسلم  على  المسلم  النصيحة،  ورحم  الله  امرأً،    عرف  قدر  نفسه  ووقف عندها، واتقوا  نار  الفتنة   التي  تصيبكم  أيها  السياسيون  أولا  والشعب  ثانياً،   فلا  وألف  لا  للقاعدة  ولا  لداعش  و من   معها   ومن   لفَّ   لفَّها   واعلموا   أنها   راحلة،  وأن  شمس الحق  ستسطع  رغم  أنوف  الأعراب  الذين  وصفهم  القرآن  بأنهم  أشد  كفراً ونفاقاً.  


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


احمد كاطع البهادلي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/02/08



كتابة تعليق لموضوع : القاعدة وداعش وجهان لعملة واحدة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net