صفحة الكاتب : علي حسين الخباز

الوجوب الكفائي والصوت المرجعي
علي حسين الخباز

 اشكاليات كبيرة عاشها العراق انسانياً؛ بسبب سياسات الطيش التي عرضت البلد الى حروب ومأساة انسانية كبيرة، وبعد سقوط الطغاة ظهرت العديد من الاحزاب السياسية، وخلفت تجاذبات أدت الى فرقة طائفية، عرضت البلد الى العقبات والنكبات وانتكاسات مزقت الهوية الوطنية والانتماء. وهبت موجات عنف وعمليات ارهابية جاءت من خلف الحدود بحجة مقاومة المحتل، وبعدما عجز المد السلفي عن التفاعل والتأثير الشعبي، ارتكز على انظمة خارجية اتخذتها معبرا لتصفية الشيعة، فتم تحويل هذه العصابات من قبل دول عربية وأجنبية، وأسست مجاميع وعناوين جديدة كـ(داعش) التي دمرت كل ما يمت للحضارة بصلة، وبمعاونة وسائل الاعلام المتنوعة، وبتكثيف جهودها من اجل زرع الذبول في النفسية العراقية. ترسخ هذا الحال بعد الهزات العنيفة والهزائم والخيانات التي افقدتنا العديد من محافظات العراق، فلم يبق للجيش العراقي أي هيبة ينطلق منها، كجيش له تأريخه الطويل، وكان الوضع العام بحاجة الى الارادة، وهذا الدور الحيوي الباعث للعزيمة والارادة هو الذي قامت به المرجعية المباركة، فقد شكلت قوة فكرية ومكانة علمية قادرة على تهيئة الحافز الايماني الذي زاد من همة المواطن العراقي، فتحمل مسؤولية الدفاع عن ثغور البلاد بما تمتلك من موقع قيادة قادر على خلق استقرار الحياة، وخلق الوعي التضحوي المستمد من مدرسة الائمة المعصومين (عليهم السلام) ومن النهضة الحسينية المباركة وترسيخ ثقافة الانتماء الانساني، فكانت المرجعية الرشيدة صمام الأمان بما اعلنته من وجوب كفائي كواجب شرعي. ولم يكن هذا الفعل الجبار غريباً عن التأريخ المرجعي الذي يشهد بما حققته من قيادة اجتماعية وسياسية، مرجعية مباركة ما عرفت يوما الانزواء والانعزال عن هموم شعوبها. مرجعية مباركة تلك التي حرمت التنباك فأفشلت مخططات الاستعمار. مرجعية مباركة تلك التي قامت بثورة العشرين البطلة، وحملت كل تفاصيلها تاريخا ونبلا وشرفا. مرجعية مباركة تلك التي اوقفت المد الشيوعي في العراق والبلدان الأُخَر. مرجعية مباركة حقا تلك التي واجهت اعنف طاغية من طواغيت الدهور، ووقفت بوجهه رغم العنف ومنطق الابادة، فجار وطغى وقتل وأباد، ولم يحصل على حرف تأييد واحد من لدن المرجعية تبارك له حكمه، بل واجهته بأنها رفعت راية الانتفاضة المباركة التي أرعبت الطغيان، وأطاحت بعروش الضلالة. تلك هي عظمة المرجعية الشريفة، وكل هذه المواقف كانت حاضرة في هذا الوجوب الكفائي، الذي وفر لأبناء العراق الظروف التي تساعدهم على تحقيق معنى وجودهم، ساعية لإنقاذ الشعب العراقي من اليأس، فمكنته من استعادة الثقة بنفسه بعد معرفة هويته العراقية المؤمنة .


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علي حسين الخباز
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/02/17



كتابة تعليق لموضوع : الوجوب الكفائي والصوت المرجعي
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net