صفحة الكاتب : احمد كاطع البهادلي

قطع الرؤوس على طريقة -الكاوبوي- الأمريكي
احمد كاطع البهادلي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
لا ننسى أن هناك فقهاً في الإسلام يجيز لهذه القلة المنبوذة العفنة ما فعلوه واقترفوه بحق الأقباط في ليبيا وما فعلوه أيضاً في سوريا والعراق, فهو يبيح لهم قطع الرؤوس والخطف والانتحار وازهاق الأرواح عبر السيارات المفخخة، وهذه الأفكار والفتاوى أو الإجازات أقول محقاً: إنها ملحقة بجهة إسلامية مشخصة ومعروفة لدى الجميع دون بقية الجهات الإسلامية الأخرى، وأقصد بذلك أن هذه الفئة الضالة اتخذت من شعارات وأفكار تحريضية منكرة كتبت في التراث الإسلامي العظيم المبني على السماحة والخلق الرفيع، وكتبت ونُظِّرَ لها في دهاليز مظلمة وفي فترات ضعف الأمة ووهنها وفرقتها وشتات أمرها، وجاءت بأفكار تشرعن لهؤلاء الموبقات وقتل الأبرياء والسادية العمياء بشتى أشكالها ومسمياتها, وبودي هنا أن أشير إلى هذه الأفكار القذرة ــ ولو على عجالة ــ فهذه الجيفة التي تسمى أفكاراً فتاوى هي موبقات جاءت في تراث المسلمين بعد رحيل الرسول الاكرم (ص) عن هذه الدنيا، وأقصد بذلك بداياتها كانت فيما أسموه بحروب الردة مع مالك ابن النويرة وما فعله به خالد ابن الوليد عامل جيوش الخليفة آنذاك! وثم تلتها أعوام الفتوحات والتوسع في بلاد الهند والسند وأفريقيا، وذكت وتبلورت هذه الثقافة الدخيلة على الإسلام كدستور سمح على يد بعض شذاذ الآفاق من المتسمين زوراً بالمسلمين الذين هم ــ أي هؤلاء ــ بعيدون كل البعد عن الإسلام، ومن هذه الفئات التي انتشرت فيها هذه الثقافة الهجينة في فترة حكم بني أمية، فكانت هذه الحقبة المظلمة من تاريخ إسلامنا أرضاً خصبةً لطرح هكذا ثقافة منكرة، وقد وصلت إلى أوجها في عهد سيء الصيت الملعون معاوية وولده الشاذ يزيد(أخزاهم الله) فنجدها انتشرت وتوسعت، فصارت كشعار للخلافة التي اختطفها هذا النفر الضال؛ ليحيلوها إلى ضيعة ترفٍّ وحديقة نزهة، ولترتفع من بين ذلك مقولة مأخوذة من تراث مغموس بالدماء وهي ( لقد جئناكم بالذبح) أي ذبح كل المعدمين والمظلومين ومن يعارضهم، فقتل تحت هذا الشعار الأشراف وأصحاب المواقف العظيمة، فكان على رأس من قتل الإمام الحسين (ع) وما يقرب من تسعين من أهله وصحبه ذبحاً وبلا رحمة أو شفقة تذكر؛ لتعزز بذلك ولتجذر لثقافة جئناكم بالذبح ! وقد نظر لها وعلى مر الأجيال في تراث المسلمين أحد الشذاذ والمعروف في أقرانه ومن عاصروه بشذوذه، وهو ابن تيمية شيخ الإسلام الأموي! فقد قام هذا الأخير بتجذير بل وترسيخ وتنظير هذه القذارة في مؤلفاته التي بنيت على أساس القتل والذبح والإقصاء والتهميش والحقد على الآخر وتكفير كل المخالفين له ولنهجه القذر.
من الجدير بالذكر أن هذا الرجل كان منبوذاً بين علماء عصره حتى مات، وهو غير معروف بين أوساط أهل العلم، ولكن ــ للأسف ــ تلاقف أفكار هذا الضال المنحرف عقائدياً في وقتنا وعصرنا الحالي رجال دين وبعض حكام الخليج ومنهم حكام السعودية؛ ليعطوها صبغة وهالة القداسة مستفيدين من وفرة البترول لديهم ولامتلاكهم لقنوات فضائية ومؤسسات إعلامية عديدة وليخضعوا من يشاؤون لرغباتهم وبمعونة من يشترونه في نشر هذا الفكر؛ ولينشروا شتى أشكال التطرف وأنواع في كل بقاع المعمورة، وليشتروا ويخرسوا في الوقت نفسه أغلب حكام العالم بأموالهم, ومن الجدير أيضاً بالذكر أن هذه الثقافة كانت بارزة كعقيدة انتشرت في أوساط حكام اليهود قبل المسلمين وحادثة قطع رأس نبي الله يحيي مشهورة ولا تحتاج لتفصيل منًا، إذ أهدي رأسه لغانية من غواني بني إسرائيل كشرطٍ منها لقبول الزواج من الحاكم آنذاك, وجاءت على مدى ستة عشر قرناً حروب الكنيسة والصليبيين؛ لتذكي أيضاً وتجذر لهذه الثقافة الدامية، فبنيت أوربا على جماجم الأبرياء، وتوسعت على إزهاق آلاف الأرواح.
هناك سؤال يطرح نفسه هو هل أمريكا غير قادرة على دحر "داعش" أو أنها لا تريد؟ الشواهد عديدة تبين عدم رغبة أمريكا( الجادة) والدول الغربية في سحق هذه الفئة الضالة, فهم علناً يظهرون عداءهم، وفي الخفاءِ يساعدونهم بل ويمدونهم عسكرياً ولوجستياً ! وإلا ماذا يُسمَّى قيام طائراتهم بالهبوط في بعض مناطق يسيطر عليها داعش؟! وماذا تُسمَّي مغازلة أمريكا لعربان الخليج في السعودية وقطر وحتى في تركيا الذي ثبت للقاصي والداني تبنيهم لفكر ونهج "داعش" القذر التكفيري المجرم وانغماسهم حد النخاع وتورطهم في القتل وبشكل علني في العراق وسوريا ومصر وليبيا واليمن ولبنان والعديد من دول العالم، وما تصريحات الاستخبارات الأمريكية (بعدم جدية تركيا في محاربة داعش ومجيء 60% من المتطرفين من دول العالم إلى سوريا عبر تركيا) إلا خير شاهد ودليل . 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


احمد كاطع البهادلي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/03/04



كتابة تعليق لموضوع : قطع الرؤوس على طريقة -الكاوبوي- الأمريكي
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net