صفحة الكاتب : ماجد الكعبي

لآليء الجواهري على لسان حمزة البدري( الحلقة السادسة )
ماجد الكعبي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.


حاوره ... ماجد الكعبي
 

عندما تتكوم على حنايا صدري منغصات والآلام فأنني أجد المتنفس الوحيد لي هو صديقي وأخي حمزة البدري الذي لم اخفي عنه أسراري حتى وان كانت سرية وشخصية جدا .. فتجربتي التي نسجتها معه وقناعتي بإخلاصه المؤكد لي جعلني أجد فيه العون والنصير والمستودع الذي أودع فيه كل عدنياتي وأسراري وها أنا أعيش في حالة نفسية صعبة إذ تلطخت الأجواء بالغيوم مع حبيبتي التي امتلكت كل حواسي  ومشاعري.. فأحسست بها أنها أسيرة تصورات وتخيلات وشكوك أثارت غضبي وامتعاضي حيث وجدتها لحد الآن لم تعي حقيقة وطوفان عشقي لها ,  وها أني التجأ إلى صديقي الأديب حمزة علي البدري ليصطحبني إلى مرافئ الشعر الجواهري لعلي أنسى في هذه الأجواء ما أعانيه من كبت وألم ومرارة من الزعل اللامشروع والمتسرع تحت وطأة الغيرة والشك والتخوف من المجهول , فحبيبتي تمتلك حاسة دقيقة ورقيقة يؤثر عليها حتى النسيم العليل.
أقولها والله شاهد على ما أقول بان الوقت الذي اقتطعه مع زميلي وأخي حمزة لا يعد من عمر الزمن ,  لأنه الزمن كله .. فعندما نجلس سوية افتح له قلبي ويفتح هو لي بوابات الأمل والتفاؤل والإشراق , فالرجل البدري حسب تجربتي الخاصة وجدت فيه ما لا أجده عند كل الأصدقاء وفي هذا الزمن الرديء الذي يزيدني قناعة في كل يوم بان الصديق النظيف الشريف العفيف المخلص عملة نادرة وشخصية متميزة , وألف حمد وشكر للباري القدير عندما قيض لي هذا الإنسان الصديق الذي لا تمل مجالسته ولن اشبع من أحاديثه المتنوعة ,  فالإنسان ينبغي بل يجب أن يجاهر بالحقيقة فانا طيلة رحلة حياتي جربت وغربلت ونخلت الكثير الكثير من الأصدقاء والأقارب والمعارف والزملاء فلم اعثر على إنسان يفهمني بدقة ويتواصل معي بشرف ونزاهة ,  وهذه هي حقيقة حمزة البدري الذي يعرفه جل مدينته  , وان معرفتي به قد تكون الأوسع والأكثر كثافة ,  فانه مستودع لإسراري ومحط ثقتي ووفائي , وان كل جلسة معه اشعر وبكل الصدق بأنني عثرت على إنسان يمتاز بالقيم والقيمة الأخلاقية العالية .. وكلما يتعكر مزاجي وتزدحم آهاتي وحسراتي أجد فيه الأخ المعين والعون والمعوان لي في كافة التشعبات وأقول هذه الوقائع والحقائق بكل الصدق والالتزام ... وها أنني احمل حقيبتي التي تضم تساؤلات شتى ومتنوعة عن مختلف فنون وأفانين الحياة , وكلي ثقة بان ايجابياته التي تبلور عظمة وسمو الجواهري سوف تزيل عن قلبي صدا التعاسة والمعاناة وزعل الحبيبة .
والذي أود أن أقوله بصراحة ومن يعترض أو يعاكس ما أقول فليقل ما يشاء شريطة أن يكون عف اللسان ونقي الجنان ولا يظلم من يلتزم بالنقاء والوفاء والولاء , إني قد وجدت أن صديقي البدري قد حفظ  عن ظهر قلب ميراث الجواهري قبل أكثر من نصف قرن ,  ولن أجد من يستطيع أن يجاري ويباري هذا الرجل بهذا العطاء الرائع الممسق وتعالوا معنا نتمتع بلآلي الجواهري على لسان حمزة البدري    

■ هل الحاجة تضطركفي بعض الأحيان الى موقف لم تقتنع به ..؟ ■ عفواً فلولا اضطرار الحال يلجئني
                   لكنتُ أنفسَ مذخورٍ ومكسوبِ ■ ماذا يفعل الجائع الصابر ..؟ ■ الآن أقحم حتى لاتَ مقتحم ِ
                   فقد تصبرتَ حتى لات مصطبرِ سخريةُ الحالِ لا سخريةَ القدرِ
                 هذا التفاوت في الادقاع والبطر ■ بماذا تعلق على المتحكمين بالشعوب  ..؟ ■ ما تشأؤن فاصنعوا
                               فرصة لا تضيع فرصة أن تحمكوا
                             وتحطوا وترفعوا ما تشأؤن فاصنعوا
                            كل عاصم يطوع ما تشأؤن فاصنعوا
                          جوعوهم لتشبعوا انتم الشمس في السماء
                             وأزكى وارفع ■ هل للطموح حدود ..؟ ■ طموحٌ يريني كل شيٍ أنالهُ
          وان جل قدراً دون ما ابتغي قدرا ولم أتكفف باليسير ولم أكن
            كمستانس بالقل مستكثرٍ نزرا
■ ماذا تفعل عندما يستبد بك الغضب  ..؟ ■ وكنت متى اغضب على الدهر ارتجل
               محرقة الأبيات قاذفة جمرا  كشأن زيادٍ حين أحرجَ صدره
           وضويقَ حتى قال خطبته البترا
أو المتنبي حين قال تذمرا
           أفيقا خمار الهم بغضني الخمرا
 ■ عندما تتكوم عليك المصائب فماذا تقول  ..؟ ■ أنا إلى الله قول يستريح به
          ويستوي فيه من دانوا ومن جحدوا  ■ ماذا قال الجواهري عند رحيل زوجته أم فرات  ..؟ ■ لا يوحش الله ربعا تنزلين به
                 أظن قبرك روضا نوره تقد غطى جناحاكِ أطفالي فكنتِ لهم
            ثغرا إذا استيقظوا عينا إذا رقدوا  ■ ماذا تقول عن أوضاعنا الحالية  ..؟ ■ إنا نرى المعوج من أوضاعنا
              في حاجة قصوى إلى التقويم
ونرى شتات جهودنا وصفوفنا
              ليست على شيء من التنظيم
 ■ ماذا تقول عن الإنسان الحر المتحرر  ..؟ ■ أقام على العلم الصحيح اعتقاده
                عدو لأشباح الخرافات طارد  وكان نقيا فكرة وعقيدة
                عزيزا عليه أن تسف العقائد يؤكد أن الدينَ حبٌ ورحمةٌ
                 وعدلٌ وان الله لا شكَ واحد وان الذي قد سخرَ الدينَ طامعاً
                    يتاجرُ باسمِ الله للهِ جاحدُ ■ ماذا تقول عن العقل  ..؟ ■ والعقلُ من معنى العقالِ اشتقاقهُ
                إذا اقتيدَ إنسان به فهو عاقل ■ هل انك ترتضي الواقع المعاش ..؟ ■ فقد يعجب التفكير ذكر محاسن
              وقد يخجل القرطاس ذكرالمثالب  ■ ما هي انطباعاتك عن تقولات الشارع  ..؟ ■ وقد يضحك الثكلى تناقضُ شارعٍ
                      قوانينهُ مأخوذةٌ بالتناحرِ وما ضرَ أهل الحكم إن كان ظلهم
               ثقيلاً على أهل النهى والبصائرِ وحسبكم هذي الجماهيرَ تقتفي
                   خطى كل منقاد لها من مناصر  ■ أيهما أيسر تحمل الذل أو الموت  ..؟ ■ هي النفسُ تأبى أن تذلَ وتقهرا
          ترى الموت من صبر على الضيم أيسرا  ■ عمرك الآن سبعون فكم تود أن يطول عمرك  ..؟ ■  سيان طال العمر أو لم يطل
                         مادامت الغاية أن يسلبا ■ هل شمل الأحبة يستديم  ..؟ ■ لا شمل يبقى على الأيامِ مجتمعا
                  يبددُ الموت حتى دارةِ الشهبِ ■ ماذا تقول عن الوعد والانتظار ..؟ ■ كم أرى منتظرا وعدكم 
                           ثقل الوعد على المنتظر ■ باعتبارك مستودع لشعر الجواهري ,  فممن يتذمر  ..؟ ■ في ذمةِ الشعر ما ألقى وأعظمهُ
               إ          ني اغني لأصنامٍ وأحجارِ
 ماعابني غير إني لا أمدُ يداً
                         إلى دنيء واني غيرُ خوارِ لغيرِ زمانٍ كونَ الدهرُ نزعتي
                        وكونَ أعصابي لغيرِ بلادي فلا تعجبوا أن القوافي حزينةٌ
                         فكل بلادي في ثيابِ حدادِ ■ ما هو رأيك بالزواج  ..؟ ■ أي نفعٍ من عيشةٍ بين زوجين
                           بعيدين نزعةً واختبارا  وخلالَ البيوت لا تجدونَ اليوم
                            إلا خصومةً وشجارا  ■ ما هو مفهومك للتجديد  ..؟ ■ لعمرك ما التجديد في أن يرى الفتى
               يروح كما يهوى خليعا ويفتري ولكنه بالفكر حرا تزينه
                   تجارب مثل الكوكب المتوقد  ■ هل للمال تأثير على العلاقات الاجتماعية  ..؟ ■ ستعلمُ أينَ أهلُ المرءِ عنهُ
                     وأخوتهُ إذا ذهبَ الثراءُ وقد صدقوا فانَ يديكَ تهزأ
              على رجليكَ إذا نضبَ الرخاءُ ■ ما هي مردودات الجوع والعوز  ..؟ ■ لو عالجَ المصلحونَ الجوعَ ما فسدت
           أوضاعنا هذه الفوضى من السغب
 ■ ماهي نظرتك للحياة  ..؟
■ أنا إن غصصت بما أحس ففي
               فمي ماء وبين جوانحي إيقاد خُطت على صفحاتِ عزمك أية
                     أن الحياة ترفع وجهاد لم تكفنا هذي المطامع فرقة
                    حتى تفرق بيننا الأحقاد  ■ ما ذا يشير لك السيف  ..؟ ■ وما السيف إلا آلة خلفها يد
                 وخلفها عزم يهم ويضرب
يضر بها جدب الرجال فتجدب
          وينعشها خصب النفوس فتخصب
 ■ هل يتعرض الشجاع إلى لحظة جبن  ..؟ ■ يا أبا ناظم ورب شجاع
              واردته الحتوف وصمة جبن
وأخيرا أقولها للضمير وللحقيقة بأنني لن أجد متعة ولن أزهو ولم أسمو في خمائل الشعر إلا عندما أجالس صديقي البدري الذي يفتح أمامي دنيا رحبة شاسعة من الآمال والأحلام والالق .. فلا اعتقد قد جلسنا جلسة اعتيادية رتيبة نجتر فيها الهموم والتوجع ,  فكل منا يعطي الأخر منشطات للصحو والأمل وحقن للإبداع والعنفوان للدرجة التي أقولها بصوت عال وصريح أن أحاديثنا طبق شهي مليء بكل صنوف الذوق والإبداعات الجواهرية والإشعار المتنوعة ,  وان هذه الحالة قد عشتها مع صديقي حمزة ولم ولن أعيشها مع إنسان غيره لأننا متطابقان أو متماثلان في الرؤى والأفكار والطروحات بمختلف ألوانها وصنوفها ,  واني أسف على السنوات المنسلخة من عمري دون أن أجد في صفوف الناس إنسانا قد فهمني فهم نفسي لنفسي كصديقي حمزة البدري .. وسنظل نغترف من شواطيء الجواهري لآلي الشعر الأنيق والبديع والمشبع بمزايا ومميزات قد يفتقر لها الكثرة الكاثرة من الشعراء على مر الحقب والسنين .. والى اللقاء معكم يا أحبتنا في حديقة جوهرة العرب الغناء مع الحلقة السابعة والتي نأمل أن تكون أكثر متعة وبهاء إن بقينا أحياء .
 
majidalkabi@yahoo.co.uk
 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


ماجد الكعبي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/05/19



كتابة تعليق لموضوع : لآليء الجواهري على لسان حمزة البدري( الحلقة السادسة )
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net