هكذا يحلم التافهون ( عامر العظم رئيسا لفلسطين )
د . طالب الرماحي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
د . طالب الرماحي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
كثيرة هي المنافع التي رشحت عن ثورات الشعوب العربية ، ومنها أننا بدأنا ندرك أن تلك الشعوب ما زالت تختزن الكرامة وحب الحرية بعد أن حاول الطواغيت أن يفرغوا تلك الشعوب من تلك الآمال ، كما بدأنا نستعيد الثقة في أن الأمة تمتلك من الطاقات المختلفة ما يمكنها من تحطيم غطرسة الحكام وكسر إرادتهم ، وإن تحصنت تلك الأرادات بالدبابات وبمختلف الأسلحة الفتاكة . لكن ثمة فائدة ليست بالحسبان وهي أن تلك الثورات العارمة كشفت الكثير من قوى النفاق والدجل وعلى رأسها نفاق بعض المثقفين العرب ، فهؤلاء بالأمس القريب كانوا أبواقاً وعرابين للحكام الطواغيت ، وخدم أذلاء في المؤسسات الإعلامية العربية ، تجد وتجتهد من أجل تخذيل الشارع وتلمع بوجوه الحكام القبيحة ، ومن منا لايتذكر ما كان يفعله المدعو ( عامر العظم وجمعيته البائسة جمعية المترجمين ) الذي كان يبيع خدماته الإعلامية الرخيصة لجميع الحكام العرب بلا استثناء من المغرب العربي وحتى الخليج ، وخدماته لتلك الأنظمة مقابل فتات نتن من الأموال وبعض الامتيازات المعروفة ، التي لاتخفي على أحد من ذوي الألباب ، ومما كان يجمعه بأولئك الطواغيت هو الفكر والثقافة العروبية القومجية التي كان يطرب لها أسياده ، فكانت تلك البضاعة الفاسدة هي ما كان يحملها معه عند تنقله مع أمثاله من القومجيين بين المؤتمرات المختلفة التي يرعاها أمثال علي عبد الله صالح أو بشار الأسد وأقرانهم المشبعين بالعنصرية القومية المقيتة .
عامر العظم وبعد إنطلاق ثورات الشباب ، نزع جلده القديم ، وقلب لسانه ليظهر لنا بلهجة الثوار المناصرين للشعوب ، بل أن حاله أصبح حال المثقفين العرب الانتهازيين الذين يتصيدون الفرص للتسلق على أكتاف الفقراء والبؤساء المسحوقين ببطش اسيادة الحكام الطغاة . فعامر العظم يعرفه الجميع كان من أكبر المداحيين للنظام الصدامي المقبور مع علمه أن ذلك النظام كان نظاما مقيتا بطش بالشعب العراقي ، بل كان العظم يأنس إذا ما تناهى إليه خبر اقتراف المقبور صدام لأي جريمة في العراق ، لقد ذكر لي البعض وأنا اتسائل عن حقارة النفس لدى الرجل وهو يناصر السفاح ويطرب لمعاناة الأبرياء : أن الرجل فاقد لأي أحاسيس إنسانية ، فهو يتحرك بمشاعر شرطي أمن أو رجل مخابرات ، كأولئك الذين نراهم اليوم يبطشون بالأبرياء في الشارع السوري بدم بارد . بل يذكرني عامر العظم بالزرقاوي ورائد منصور البنا المجرمان اللذان كانا يجاهدان شعب العراق المسلم في العراق لتحرير فلسطين ، ويسفكون دماء الأبرياء في العراق ليهيأوا الأجواء لطرد إسرائيل من أرض الأجداد ، هذه اللوثة الفكرية هي التي تستحكم على عقول أمثال العظم في عالمنا العربي .
عامر العظم ومنذ أن بدأت الثورة المباركة في سوريا نشط بشكل غير طبيعي ، فأصاب أحلامه القديمة انتفاخا غير محمود ، فطفق يصدر بالونات غريبة كان آخرها ، أنه يحلم في أن يكون رئيسا لفلسطين ، ويمهد لذلك بشتى الوسائل التي يسخر منها الجهلاء في فلسطين قبل العقلاء ... بل وضع نفسه أيضا منظرا عربيا وناصحا للحكام ، وكما جاء في خطته الأخيرة التي أرسلها لبشار الأسد من أجل إنقاذه حسب زعمه ، فكيف ينصح العظم بشار ويرسم له خارطة طريق وهو بالأمس يلعق قصاعه ؟!! وبالأمس القريب كان يتملق لحزب البعث السوري ، وأنا اتحدى عامر العظم أن يأتيني بمقال أو سطر كتبه ضد النظام السوري قبل إنطلاق ثورة الشباب . إن ما يفعله هذا التافه يذكرني بالمثل العربي الذي يقول : ربطوا الجياد فمدت الخنفساء ساقها .
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat