صفحة الكاتب : عبد الكاظم حسن الجابري

منهج ثابت وخط واحد
عبد الكاظم حسن الجابري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 أسرة آل الحكيم, من الأسر العلمية العريقة في النجف الأشرف, إرتبط تميز هذه الأسرة, بتزعم سماحة السيد محسن الحكيم "قدس سره" للحوزة العلمية في النجف, وأصبح سماحته مرجع الطائفة الأوحد, بعد وفاة آية الله حسين البروجردي قدس سره.
زعامتين حازتمها أسرة آل الحكيم, الزعامة الدينية, والزعامة السياسية.
إرتبط إسم الحكيم بالسياسية, منذ بداية القرن الماضي, فقد كان السيد محسن الحكيم ومنذ شبابه, قائدا لسرايا المجاهدين ضد الاحتلال البريطاني, وقاد تلك السرايا في منطقة الشعيبة في البصرة, كان السيد محسن خلالها عالما ومجاهدا بنفسه.
إستمر النهج السياسي, والخط الجهادي لتلك العائلة الكريمة, ليبرز أكثر خلال فترة تزعم السيد محسن الحكيم للحوزة العلمية, حيث عاصر سماحته كل المتغيرات الجديدة, التي طرأت على الساحة العراقية, من تحول الحكم الملكي إلى جمهوري عام ,1958 ثم الأحداث التي تلتها إلى وصول البعث المقبور لسدة الحكم عام 1968.
في خضم المتغيرات السياسية, ونشاط الأفكار الشيوعية والقومية في العراق, إنبرى أبناء السيد محسن الحكيم للعمل في الميدان السياسي, وتشكيلهم للفكر السياسي الشيعي, ومحاولة مأسسته, ومنها مشاركتهم في تأسيس حزب الدعوة الإسلامية.
كانت مواقف أبناء السيد الحكيم السياسية, واضحة للعيان, وكانت الإطروحات للسيد مهدي الحكيم ويوسف الحكيم ومحمد باقر الحكيم, وقع كبيرا في المشهد العراقي والعربي والإقليمي, حتى قضوا جميعهم شهداء في هذا الطريق.
مارس النظام البعثي, التنكيل, والترويع, ضد أسرة الحكيم, فأعدم كثيرا منهم وهاجر بعضهم إلى إيران.
بعد وصول صدام للحكم, وإندلاع الحرب العراقية الإيرانية, برز دور آخر لآل الحكيم, متمثلا بقيادة السيد محمد باقر الحكيم, للمجلس الأعلى للثورة الإسلامية وجناحه العسكري فيلق بدر.
لقد كان السيد محمد باقر الحكيم عالما ومقاتلا, لم ينزوي في دهاليز الغرف, بل كان حاضرا في الميادين القتالية كافة, يمارس القيادة بنفسه, متنقلا بين الأهوار والجبال, مضحيا بنفسه هو وأخيه ومساعده سماحة السيد عبد العزيز الحكيم قدس سره.
بعد وفاة السيد عبد العزيز, إستلم السيد عمار الحكيم, قيادة المجلس الإسلامي العراقي الأعلى.
السيد عمار الحكيم أعطى مفهوما جديدا للقيادة الشابة, فالكاريزما التي يتمتع بها سماحته, جعلته يحضى بالإحترام والمقبولية من جميع الأطراف الدولية والإقليمية والمحلية.
خلال الأحداث الأخيرة, والهجمة البربرية لداعش, وإنطلاق فتوى الجهاد الكفائي, لسماحة السيد السيستاني, إنبرى السيد عمار الحيكم, لتلبية تلك الفتوى فلبس الزي العسكري كسيرة آباءه, وكانت كلمته الشهيرة ذات وقع وصدى حين قال "ستكون لنا مع داعش صولة كصولة عمنا العباس عليه السلام".
نعم كانت صولة أبناء شهيد المحراب, صولة عقائدية, وكانوا مع اخوانهم من باقي فصائل المقاومة يرسمون أروع معاني البطولة والإنتصار.
لم ينأى السيد عمار الحكيم بنفسه عن المعركة, بل كان حاضرا, يشارك أخوته في الجهاد التضحية بنفسه, فقد كان حاضرا في جرف النصر, وديالى وتكريت, وقد شاهدنا بأم العين وقوف السيد الحكيم في الساتر الأمامي وهو يتعرض لنيران الأعداء.
 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عبد الكاظم حسن الجابري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/03/19



كتابة تعليق لموضوع : منهج ثابت وخط واحد
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net