صفحة الكاتب : د . صادق السامرائي

لكل نظام قميص!!
د . صادق السامرائي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

الأنظمة التي حكمت العراق منذ تأسيس دولته وحتى اليوم لم تتعلم ولم تنجز إلا خياطة القمصان , فلكل نظام قميص أو مجموعة قمصان ينشغل بها لكي يبقى في الحكم حتى تهترئ , فيأتي غيره بقميص جديد وهكذا دواليك.

 

ومنذ عام 2003 ومعامل خياطة القمصان ذات إنتاجية عالية وبموديلات متفقة والمصالح والمشاريع المرسومة , وما على الموجودين في السلطة إلا الإنشغال بهذه القمصان التي ما عادت إنتاجيتها  بالمفرد كالسابق وإنما هي اليوم تنتج بالجملة , وتتخذ مسميات وعلامات وألوان جذابة تستهوي التفاعل معها وتسوغه بما لا يُحصى من التعزيزات.

 

هذه القمصان وسائل إلهاء وتبديد للطاقات وتدمير للقدرات , وآليات تغييب وإعماء وقطع عن المعاني الحقيقية للحكم والتفاعل الإنساني في المجتمع , فما تحقق منذ 2003 سلسلة من الدمارات الشديدة , التي تجد الحكومة ألف قميص وقميص لتغسل يديها ورجليها من مسؤوليتها , كما حصل في جميع الأنظمة قبلها.

 

فالمطلوب من أي نظام حكم أن يجيد مهارات التبرير والإسقاط وإتهام الغير , وهذا واضح في خطابات جميع المسؤولين في كافة الأنظمة وبلا إستثناء , فالمسؤول هو الوطني الغيور الشريف المدافع عن الحقوق , وما يحصل إنما بسبب القميص الذي يختاره على هواه ووفقا للأحجام والموديلات المعروضة أمامه , وبهذا يبريئ نفسه ويزداد غفلة وتوهما بأن ما يقوم به صائب وصحيح.

 

والمشكلة الحقيقية التي يواجهها العراق هي في مأزق الحكم بالقمصان , ولن تقوم قائمة للبلاد , ما دامت مناهج الحكم مبنية على هذه التصورات والتفاعلات الخارجة عن عصرها , والبعيدة كل البعد عن واقعها , والمنافية لحاجات الإنسان وحقوق المواطنة.

 

فكيف نفسر سلوك الذين ترعرعوا في مجتمعات ديمقراطية , وخبروا قيمة الإنسان والقانون والدستور , ويكونون على رأس الداعين لخياطة المزيد من القمصان اللازمة لتحريرهم من أية مسؤولية وتنزيههم من الخطايا والآثام , التي تقترف تحت أنظارهم من قبل التابعين لهم أوالمساندين لهم.

 

وعليه فإن لم يتم التخلص من مناهج القمصان , فلن يكون في البلاد نظام حكم وطني يسعى لتحقيق إرادة المواطن , والحفاظ على سيادة الوطن وصون كرامة الإنسان.

 

فهل ستتمزق القمصان ويتحقق الإيمان بالإنسان؟!!


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . صادق السامرائي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/04/06



كتابة تعليق لموضوع : لكل نظام قميص!!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net