صفحة الكاتب : علاء كرم الله

وماذا بعد الأتفاق النووي؟
علاء كرم الله

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
على الرغم من أنه لم يكن أتفاقا نهائيا ألا أن يوم الخميس الموافق 2/4/2015لم يكن يوما عابرا في عالم السياسة الدولية وسجالاتها وصراعاتها، حيث أعتبره الكثير من المراقبين والمحلللين السياسيين على مستوى العالم بأنه يوما تاريخيا على مستوى الأحداث الدولية التي طالما شغلت العالم. حيث وضع هذا اليوم حدا فاصلا للصراع الأمريكي تحديدا والغربي بشكل عام مع أيران، حول موضوع مفاعلها النووي المثير للجدل، فبعد 18 شهرا من مارثون المفاوضات بين ايران ومجموعة دول (5+1 ) وهي ( أمريكا وروسيا وفرنسا والصين وبريطانيا وألمانيا)، تم الأتفاق بين أيران ومجموعة الدول الأنفة  الذكر على تحجيم البرنامج النووي الأيراني والذي أثار الكثير من الجدل واللغط ووضع المنطقة على فوهة بركان وزاد من أحتقانها وأوصلها الى لحظة الأنفجار في الكثير من الأحايين!، ويعد هذا الأتفاق اول أتفاق بين أمريكا وأيران منذ الثورة الأيرانية عام 1979 . الأتفاق وكما نشرت وسائل الأعلام بعض مقتطفاته وبنوده المهمة، ينص على رفع العقوبات الأقتصادية المفروضة على ايران تدريجيا ولكن( الخطاب الأخير للرئيس الأيراني ذكر فيه بأن أيران لم توقع الأتفاق  النهائي ما لم يتم رفع الحصار الأقتصادي عنها بشكل فوري وكامل!) نعود الى شروط الأتفاق، التي نصت أيضا، على رفع اليد على الكثير من الأموال الأيرانية المحجوزة في الخارج بسبب العقوبات الأقتصادية، وكذلك أيقاف العمل بمفاعل (أراك) الأيراني المثير للجدل والذي يعتبره الكثير من المختصين من أهم المفاعلات النووية الأيرانية، حيث بأمكان هذا المفاعل أن يقوم بأنتاج المواد التي تساعد على صنع  القنبلة النووية،كما يلزم الأتفاق أيران بتقليل عدد أجهزة الطرد المركزي التي تستخدم لتخصيب اليورانيوم الى الثلث، وكذلك نص الأتفاق أن تقوم أيران بتخفيض مخزونها من اليورانيوم المخصب، وأن تكون جميع منشآتها النووية خاضعة للتفتيش من قبل المنظمات الدولية المسؤولة عن الطاقة. كل ذلك مقابل أن ترفع العقوبات الأقتصادية عن أيران، هذا هو بأختصار جوهر الأتفاق الأولي الذي تم التوقيع  عليه بين أيران ومجموعة الدول (5+1). ومن الطبيعي مثلما أثار الملف النووي الأيراني جدلا كبيرا في أوساط السياسة الدولية والعالمية منذ عقد من الزمان، فأن الأتفاق الأخير أثار جدلا كبيرا أيضا!! ووضع تحت مجهر التحليل من قبل كل المراقبين والمحللين السياسيين. ونسأل هنا: هل يشكل هذا الأتفاق قرصة أذن لأسرائيل؟ الدولة الوحيدة التي وصفت الأتفاق النووي بأنه خطأ تاريخيا وليس حدثا تاريخيا حسب ما جاء على لسان رئيس الحكومة (نتنياهو)، وهل يشكل الأتفاق قرصة أذن أقسى للسعودية التي أنزلقت الى مستنقع اليمن بخدعة وضوء أخضر أمريكي وهذا ما ستظهر نتائجه لاحقا أن أستمرت السعودية بهجومها على اليمن؟ وماذا بشأن باقي دول الخليج المستقوية بأمريكا وباقي دول الغرب أمام أية تهديدات خارجية أن كانت أيرانية أو غيرها؟ وهل سيشكل الأتفاق النووي مع أيران كابوس مزعج لهذه الدول ويزيد من هواجسها ومخاوفها؟ وهل سيجعل هذا الأتفاق أيران سيدة الخليج وشرطيها الجديد!!!. الكثير من عامة الناس وبسطائهم وبعيدا عن أية تحليلات كانوا يرون بأن الصراع الأمريكي الأيراني هو كذبة كبيرة ومتفق عليها؟!!!! هذا حسب قناعاتهم وأعتقاداتهم فهم يرون بأن هناك مصالح  كبيرة تجمعهم!!، أقول ومن يدري لربما ورغم سذاجة هذا الأعتقاد وبساطته هو عين الحقيقة والصواب!!. ومن وجهة نظري المتواضعة، لم يخطر ببالي لحظة بأن أمريكا قد تهاجم أيران منذ نجاح الثورة الأيرانية وأزمة الرهائن عام 1979  و حتى عندما وصلت الأمور الى ذروة الأختلاف ودخل صورة التهديدات المباشرة بين الطرفين حول البرنامج النووي! وساد الأعتقاد بأن الأنفجار قادم لا محالة؟!، لأن المعروف بأن أمريكا لن تفرط بمصالحا في منطقة الخليج أو في المنطقة العربية عموما وتحافظ عليها ولن تدعها تتضرر ان كانت تلك المصالح لدى أسرائيل أو السعودية أو أيران؟! وكما معروف في عالم السياسة لا صداقات دائمة بل مصالح دائمة. وبعيدا عن تصريح مساعد الرئيس الأيراني للشؤون الدينية (بأن أيران أصبحت أمبراطورية وبغداد عاصمة لها!!)، فلا أحد يستطيع أن ينكر الآن بأن أيران أصبحت دولة أقليمية كبيرة وقوية ومتطورة في الكثير من المجالات وخاصة العسكرية والتسليحية ويحسب لها ألف ألف حساب، ولها تأثيرها الواضح والكبير على أمن المنطقة الخليجية تحديدا!!، فأيران تسيطر على (مضيق هرمز)الذي يؤمن خروج أكثر من 40% من الصادرات النفطية الى العالم، ويعتبر هذا المضيق أحد أوراقها وأسلحتها المهمة والخطيرة! فهي تمتلك كل الأمكانيات العسكرية والأمنية لغلق هذا المضيق في حال تعرضها أو شعورها بأية تهديد وطالما هددت بذلك؟ !!!. وقد نشرت موضوعا عن الملف النووي الأيراني بعنوان( هل ستنجح أيران بملفها النووي، عام 2005 في صحيفة الأهالي الأسبوعية، ذكرت فيه بأن أيران لن تتخلى في النهاية عن برنامجها النووي، بل يمكن أن توقفه أو تحجمه لفترة مقابل مكاسب أقتصادية كبيرة!، وهذا ما سيحدث وما ستكسبه في النهاية أيران). وأسأل هنا: ما المانع أن تكون أيران خميني شرطيا جديدا للخليج بدل أيران الشاه؟ فطموحات أيران الكبيرة بالتوسع والسيطرة تتوائم جدا مع مصالح أمريكا التي طالما تريد لدول هذه المنطقة النفطية أن تعيش هاجس الخوف والقلق من أية حروب خارجية وتحديدا مع ايران ذات الطموح اللامحدود، لكي تزيد شرائها من الأسلحة الأمريكية  بمليارات الدولارات للدفاع عن نفسها؟!!.أما موضوع أسرائيل وتهديد أيران لها! بأن تمحوها من الخارطة! فهذه أضغاث أحلام وتدخل ضمن الأعلام والتمويه السياسي! المعروف في عالم السياسة ودهاليزها وأتفاقاتها السرية!!. وعودة الى التاريخ والأحداث السياسية للمنطقة فعلى الرغم من العداء الأعلامي بين الرئيسين الراحلين السوفيتي (نيكيتا خروشوف) والمصري (جمال عبد الناصر) في حقبة الستينات من القرن الماضي، فقد كانت هناك أتفاقات سرية ومصالح بينهما بأن يقوم (عبد الناصر) بتصفية الأحزاب الشيوعية ليس في مصر حسب ولكن في المنطقة عموما!!. والسؤال الذي يطرح نفسه هو: ما هو أنعكاس وتداعيات ذلك الأتفاق على عموم المنطقة وتحديدا على العراق؟ وهل سيستفاد  العراق من الأتفاق الأيراني مع أمريكا ودول الغرب بخصوص ملفها النووي؟ هل ستهدأ حدة الصراعات الداخلية والخارجية على العراق؟ بأعتباره كان ساحة لتصفية الحسابات العربية والأقليمية في المنطقة منذ سقوط النظام السابق في 2003  ولحد الآن  بين أمريكا وحلفائها بالمنطقة من جهة وبين أيران؟!. وهل قاربت اللعبة السياسية في العراق على فصولها الأخيرة؟ وهي تقسيم العراق بعد الأنتهاء من لعبة وكذبة (داعش)!! وبعدها أعطاء شيوخ الأنبار الذين زاروا واشنطن بالفترة الأخيرة أقليمهم (السني) حسب الوعد الأمريكي لهم!؟ ثم تحريك موضوع (أقليم البصرة) التي هيأت علمها لهذا الغرض؟!!!. الأيام القادمة حبلى بالكثير الكثير من الأحداث على عموم المنطقة والعراق تحديدا لننتظر ونرى!.
خارج الموضوع( لا أدري لماذا لا يتطرق الزميل (أنور الحمداني/ في برنامجه الساعة التاسعة من فضائية البغدادية) لمواقف مصر غير الطيبة تجاه العراق عبر الكثير من فضائياتها وخاصة بخصوص موضوع تحرير تكريت والتي لا تختلف عن أعلام السعودية وباقي دول الخليج؟ هل لكون أن فضائية البغدادية تبث من مصر؟ وهذا يلزم عليها السكوت؟ أن كان كذلك فتلك أكبر كارثة؟!!

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علاء كرم الله
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/04/12



كتابة تعليق لموضوع : وماذا بعد الأتفاق النووي؟
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net