صفحة الكاتب : امل الياسري

نرجو من جنابكم جلب بقرة أنثى!
امل الياسري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
يحكى أن حاكماً ظالماً كان يقسو على شعبه كثيراً، وفي يوم إشترى ثوراً وأطلقه في المدينة، فسحق المزروعات وأرعب العوائل، وأخذوا يهربون منه خوفاً على أنفسهم، وجرت الأيام والناس على هذه الحالة، فخرج رجل من بينهم قائلاً: نجتمع ونذهب الى الحاكم، ونشكو حالنا ليتنا نستطيع إقناعه.
مرت عليهم أوقات عصيبة وهم مترددون بالذهاب، ولكن للضرورة أحكام فذهبوا جميعاً وقابلوا الحاكم، وتكلم الرجل نيابة عنهم وألتفت الى جماعته، فلم يجد أحداً خلفه ليسانده في شكواه ففكر، ثم قال: أيها الحاكم إن ثور جنابكم وحيد وليس سعيداً، فنرجو جلب بقرة أنثى يفرح بها ويسعد! فضحك الحاكم وقال: سنجلب له انثى، فتعجبوا من طلب الرجل وقالوا: ارسلناك لتشكو حالنا من فيل واحد، فكيف إن أصبحا اثنين! فقال الرجل: نعم بما أنكم تسكتون عن المطالبة بحقكم، فإنكم تستحقون ما يلحق بكم من الظلم والجور.
لا يعد الربح والخسارة في النزاع الطائفي ساحة للحرب والتنافس، ولا يصح ترك الخلافات تتطور دون إهتمام وحل مقبول، فالتوسط والإعتدال هما طريق الحرية، وإلا كان من الممكن لأهل المدينة أن يتفاهموا مع الحاكم، ويطلبوا منه وضع الثور في قفص كبير داخل حدائق قصره، بدلاً من إحداثه الفوضى والخراب، وقد حدث أن الناس لم يكونوا على قدر المسؤولية، وجبنوا في ان يطالبوا بحقهم، فما كان من الرجل الحر، إلا أن يلقنهم درساً في توحيد الكلمة والموقف، وبالتالي سيعانون من ضرر الثور والبقرة على السواء!.
في كل العصور والأحرار سائرون على طريق الجهاد والتحدي، وإن إختلفت أسماء طواغيت أزمنتهم، فهم أكثر عدوانية وحقداً على الشعوب، التي يحكمونها وكأنهم ولدوا ليفسدوا في الأرض، وما عمروها بل ملؤها قتلاً وتعذيباً وتشريداً وتهجيراً.
الذي يعيش طوال حياته سجين ذاته لا يستطيع التوجه نحو العيش الكريم، حتى ولو ملأ العالم بالصراخ والضجيج، فهو كالطفل النرجسي لا يدرك الفرق بين المقبول واللا مقبول في مجمل القضايا، التي تواجه بلده وعلى هذا فالأمة المثمرة، هي الأمة القادرة على التغيير، فلا يمكن قبول الحياة تحت حكم رجل سالت على يديه دماء الأبرياء، وأشاع التمييز الطائفي والعنف الدموي، طيلة أيامه السوداء وعليه فالحرية جنة فسيحة، لا يعكر صفوها إلا الحيوانات المجنونة. 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


امل الياسري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/04/20



كتابة تعليق لموضوع : نرجو من جنابكم جلب بقرة أنثى!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net