صفحة الكاتب : اياد السماوي

محمد عبد الجبار الشبوط والقفز على الحقائق
اياد السماوي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 ما كتبه السيد محمد عبد الجبار الشبوط رئيس شبكة الإعلام العراقي في مقاله ( المادة 1223 ) , عن تمّسك العراقيين بوحدة بلدهم وحسّاسيتهم المفرطة أزاء كل ما يخدش هذه الوحدة ويشّكل خطر عليها , هو الخيال وهو الوهم , ولايعدوا كونه أكثر من ركض وراء السراب , فالسيد الشبوط يعلم علم اليقين أنّ الوحدة التي يتحدّث عنها لا وجود لها إطلاقا على أرض الواقع , ويعلم أيضا أنّا العراق دولتين في دولة واحدة , وكردستان لم تعد جزءا من الوطن العراقي , والغالبية العظمى من أكراد العراق لم يعد يتشرّفوا بالعلم العراقي وهم ماضون في تحقيق حلمهم التاريخي بتقرير مصيرهم وإقامة دولتهم القومية المستقلّة , وما زيارة مسعود البارزاني الحالية إلى الولايات المتحدة الأمريكية , إلا للاتفاق مع الإدارة الأمريكية على حدود هذه الدولة , والقول بأنّ العراقيين متمّسكون بوحدة بلدهم , قول يصطدم بالواقع وتدحضه الحقائق على الأرض , وسياسات الحكومة الاتحادية العامة وقوانينها النافذة لا أثر لها في إقليم كردستان , والحال نفسه ينطبق على على سلوك القيادات السنيّة التي أعلنت وبكل وضوح وصراحة تأييدها لمشروع قانون موازنة الدفاع الأمريكية والرغبة الأمريكية بالتعامل معها كدولة منفصلة , وموقف الأكراد والسنّة من هذا المشروع قد تجلّى بشكل في اجتماع مجلس النوّاب العراقي وانسحابهم من التصويت على قرار مجلس النوّاب العراقي الرافض للمشروع الأمريكي .

فالحديث عن تمّسك العراقيين بوحدة بلدهم وكأنهم نسيج واحد في ظل هذا الانقسام القومي والطائفي , هو قفز على الحقائق والواقع على الأرض , كما إنّ القول بحسّاسية العراقيين أزاء كل ما يخدش هذه الوحدة ويشّكل خطرا عليها , هو قول يدعو للسخرية , فالأحداث اليومية والحرب على الإرهاب قد أثبتت بما لا يقبل الشّك , أنّ المتمّسكين بوحدة الوطن العراقي هم الشيعة فقط ولا أحد غيرهم , فلا يمكن لعاقل أن يصدّق أنّ أكراد العراق متمّسكين بوحدة بلدهم ولا يسعوّن لتقرير مصيرهم وإعلان دولتهم القومية المستقلّة , كما إنّ انخراط الغالبية العظمى من أبناء سنّة العراق في تنظيم داعش الإرهابي , هو الآخر قد فنّدّ ادعائات سنّة العراق بهذه الوحدة , ومن يعتقد أنّ سنّة العراق لا يسعوّن لإقليم منفصل على غرار إقليم كردستان , فعليه بمراجعة نفسه , في الختام أول للسيد محمد عبد الجبار الشبوط كما قال الشريف الرضي :
هي الكفّ مضّ تركها بعد دائها .................... وإن تركت شانت ذراعا أو معصما 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


اياد السماوي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/05/04



كتابة تعليق لموضوع : محمد عبد الجبار الشبوط والقفز على الحقائق
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net