صفحة الكاتب : جمعة عبد الله

حين يغيب الضمير والاخلاق
جمعة عبد الله

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.


الديموقراطية :  تعني تحقيق العدالة والمساواة في الحقوق والمواطنة في القانون . والبلدان الديموقراطية  تطبق هذا النهج والسلوك بشكل كامل وفعلي , وتأدية الواجب الذي  يعتبر مسؤولية صادقة , لا نفاق ولا الدجل وخداع , وليس مطمح  للباحثين عن المطامع الانانية والشخصية الضيقة , وفي البحث عن الامتيازات والرواتب الخيالية وتعظيم  ( الانا ) على حساب الاخرين , او الصعود على اكتاف الاخرين  للحصول على بريق المال والسلطة والنفوذ والشهرة , كما هو موجود ومطبق في الديموقراطية العراقية  , عفواً ( الديموضراطية )  العراقية  , التي جلبت شريعة الغاب , وعاث ( شعيط ومعيط ) في دبس النهب واللغف والشفط واللصوصية  , وصار مقياس المواطنة والجاه الكبير  , من ينهب ويسرق ويختلس اكثر , ومن يمارس الاحتيال والابتزاز , فضاعت المواطنة ورقدت في قاع الحضيض , بينما البلدان الديموقراطية تعمق نهجها وسلوكها لصالح المواطنة . بان يكون  جميع الناس مثل اسنان المشط  سواسية  , وامثلة على ذلك كثيرة لا يمكن حصرها , ومنها على سبيل المقارنة بين الديموقراطية و ( ديموضراطية )  العراقية  . قبل اعوام تناقلت وسائل الاعلام , خبر تحول عضوة في  البرلمان الالماني سابقاً , الى منظفة في احدى البلديات  , كذلك عن الخبر الاعلامي حول اهانة رئيس الوزراء البريطاني الحالي  ( ديفيد كاميرون ) من قبل نادلة المقهى , لانه تجاوز صفوف الواقفين على القهوة الصباحية , بحجة  مداهمة  الموعد في مجلس الوزراء , وقدم اعتذاره واسفه الشديد للهفوة التي بدرت منه  , هذا هو شكل  من اشكال  احترام المواطنة وعدم التجاوز عليها , لان المنصب لا يعطي الحق بتجاوز القانون . مثلما الحال عندنا , حين يكون مسؤول في الدولة , يعتقد نفسه  بانه اصبح  وصي الله على الارض , والمواطنين عبيد اذلاء له , يفعل بما يحلو له حسب  مزاجيته النرجسية , بالتعدي وانتهاك حقوق المواطنين , دون سؤال وجواب لانه يملك الحصانة الهية غير قابلة للمناقشة والنقض . اوليس اتخاذ المنصب والمسؤولية وسيلة لتحويلها الى وكالة تجارية للبيع والشراء , لجني الاموال بالطرق الشيطانية كما هو الحال في قانون شريعة الغاب المطبقة  بكل أمانة في العراق , بان يكون المسؤول في  الدولة فوق الجميع , وان يستخف ويسخر ويستهتر بالاخرين دون محاسبة ورقيب . او ان المنصب  العضو البرلماني , يعني فرصة ذهبية للغف والنهب وبيع المواقف بالمال والعملة الصعبة  , اوالطمع في كنز الامتيازات والرواتب الخيالية , وحتى التمتع بالحقوق التقاعدية الكاملة حتى لو كان فاز بدورة برلمانية  واحدة , فحين هذه الامتيازات الباذخة والخيالية غير موجودة في البلدان الديموقراطية , وامثلة على ذلك كثيرة جداً , ونذكر منها المثال الطازج قبل يومين في  اليونان , حيث نشر وزير الداخلية السابق ( ارجيريس دينوبولوس ) على  صفحته في مواقع التواصل الاجتماعي , بانه عاطل يبحث عن فرصة عمل , رغم انه فاز في ثلاث دورات برلمانية في البرلمان اليوناني عام . 2007 و 2009 و 2012 , وكان سابقاً رئيس بلدية ( فريليسيا ) احدى بلديات اثينا . والآن يتلقى معونة شهرية من صندق العاطلين التابع لضمان الاجتماعي , حاله حال بقية العاطلين ( مما يذكر ان صندوق الضمان الاجتماعي يمنح معونة شهرية لمدة سنة , محددة بمبلغ مالي محدد , لايفرق بين عامل غير ماهر عاطل , او كان رئيس وزراء سابق ) وان القانون اليوناني , لا يمنح الحقوق التقاعدية لاعضاء البرلمان مهما كانت الدورات الانتخابية التي يفوزون  بها , ومهما كان العمر والخدمة البرلمانية الطويلة  . وفي ظل الازمة الاقتصادية الخانقة التي تمر بها اليونان بصعوبة بالغة ,  قررت الحكومة سحب السيارات الخاصة لاعضاء البرلمان لغرض بيعها , لذلك انتشرت في صفوف اعضاء البرلمان وسيلة المواصلات بالدراجات الخفيفة , او استخدام المواصلات العمومية . بينما العراق الذي يطبق ( ديموضراطية ) شريعة الغاب بحذافيرها , ساهم بشكل بارز على  انتشار طاعون الارهاب الدموي  والفساد المالي , وحولوا العراق الى دولة فقيرة , واوصياء الله في المنطقة الخضراء يتنعمون , بالترف والنعيم والجنة والامان , والشعب يحصده المتفجرات والعبوات والاحزمة الناسفة , وتمزقه صرير عواصف الحروب , بان يكون المواطن الفقير والشريف , حطب ووقود بهذا الخراب الذي ينعق في كل زاوية . ولكن السؤال الى متى يبقى المواطن العراقي نائم بسبات عميق ؟ متى ينهض ويمزق شرنقة الخمول والكسل , ويضع هذه الحثالات , الذين خربوا ودمروا العراق  في حاويات القمامة , من اجل انقاذ العراق


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


جمعة عبد الله
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/05/07



كتابة تعليق لموضوع : حين يغيب الضمير والاخلاق
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net