صفحة الكاتب : عبد الزهره الطالقاني

((عين الزمان)) الحصانة البرلمانية غطاء سياسي للإرهابيين
عبد الزهره الطالقاني

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

منذ ابتلى العراق بالارهاب ، توفرت لعناصره حاضنات في عدد من المدن العراقية ، لعل اهمها المحافظات المنتفضة الست حسب وصف بعض السياسيين الطائفيين .. كما عملت التنظيمات الارهابية على توفير مصادر تمويل خارجية وداخلية لها , لضمان استمرار عملياتها الاجرامية .. اعتمدت على توجهات وسياسات بعض دول الجوار المعادية للعملية السياسية في العراق , وموقفها من سقوط النظام السابق , مع انهم ليسوا اصدقاءً لذلك النظام أصلاً .. إلا أن التغيير الجديد في العراق حسب ما يبدو , لم يأتي بأشخاص يمكن أن يصبحوا عملاء لهم , ينفذون سياساتهم التدميرية للمجتمع العراقي ..

 فالسعودية وقطر ما زالتا أهم دولتين داعمتين للمجموعات الارهابية في العراق تحت شعار حماية السنة . وقد انضمت إليهما تركيا من خلال دعم سياسي واضح بإيواء قيادات الارهاب والداعمين له ، ومنهم طارق الهاشمي أحد أهم السياسيين الذين تبوؤا مناصب عليا .. والذين استغلوها لدعم التنظيمات الارهابية ، والدعوة مستمرة لاطلاق سراح من يعتقل منهم .. إضافة إلى إطلاقه التصريحات النارية بطائفية الحكومة عندما كان الهاشمي جزءا منها .

 الجانب الآخر الذي وفر للارهابيين المنعة والقوة والاستمرارية ، هو تبني بعض السياسيين ومنهم أعضاء في مجلس النواب العراقي الدفاع عن التنظيمات الإرهابية ، المرتبطة بالقاعدة وداعش فكراً وادارة وتوجهاً ، مستغلين أبشع استغلال الحصانة البرلمانية التي يوفرها الدستور لعضو البرلمان العراقي من حيث المساءلة والاعتقال والوقوف أمام القضاء . 

إن تجفيف منابع الإرهاب تشمل فيما تشمل اغلاق حواضنه .. وسد منافذ إيواء عناصره .. ومنعه من تحقيق مكاسب مالية من خلال عمليات سرقة , تستهدف الصاغة , ومكاتب الصيرفة , والمصارف , وعمليات غسيل الأموال التي تتم في غرف مغلقة , واستخدام السلع المستوردة من الخارج مدفوعة الثمن وسيلة لتحويل المبالغ إلى تنظيم القاعدة . وتحجيم تحركاته ومنعه من استهداف المواطنين بالخطف وطلب الفدية . كما ان تجفيف منابع الارهاب تشمل : رفع الغطاء القانوني والحصانة التي يتمتع بها عضو البرلمان , عندما يرتكب جرماً على وفق قانون مكافحة الارهاب رقم (13) لسنة 2005 .

 ان كثيراً من اعضاء مجلس النواب العراقي استخدموا هذه الحصانة وتظللوا بها ليبعدوا أنفسهم عن المحاسبة القانونية , عندما وقفوا بشكل علني مع التنظيمات الارهابية ، أو اطلقوا تصريحات تحرض على العنف والطائفية والعنصرية خارج قبة البرلمان . إن مصدر الحصانة لإعضاء مجلس النواب العراقي كان قد نُص عليها في المادة (63) من الدستور الذي اقر عام 2005 واشار إلى ان النائب ( يتمتع بالحصانة عما يدلي به من أراء في أثناء دورة الانعقاد , ولا يتعرض للمقاضاة أمام المحاكم بشأن ذلك ) وتحصر هذه الأراء والانتقادات داخل قبة البرلمان واثناء الجلسات .. ولم يرد في الدستور ما يحصن عضو البرلمان فيما اذا ارتكب جرائم القذف عبر وسائل الاعلام , أو الحث على العنف , أو التهديد بالقتل , أو تحريض الجمهور على التمرد وتجاوز القوانين النافذة . 

إن حادثة اعتقال اي نائب  تثير حفيظة اولئك الذين اشرنا إليهم .. وسبق أن مارسوا دورهم في تشويه الحقائق , والوقوف بالضد من الاجراءات العسكرية والقانونية ضد قوى الارهاب , إن التهديد " بقطع الرؤوس " ليس ادلاء برأي , بل هو تهديد علني بالقتل , والحث عليه ، وهذه جرائم يعاقب عليها قانون العقوبات العراقي .. 

هل يوجد عضو واحد في برلمانات العالم كافة غائب عن جلسات البرلمان دون أن يفصل , أو يساءل , أو ينذر , أو يقطع راتبه ..؟ .. ان كان  قد ترك البرلمان لهدف آخر , يسعى من خلاله إلى إثارة الفتنة ، والطائفية ، واسقاط العملية السياسية بحجة التهميش ، والاستهداف ، والاعتقال العشوائي .. 

ما هذه الفوضى ..؟، وهذه المهزلة .. لم يبقوا قيمة ولا اعتبارا لهذا البرلمان  الذي اصبح مأوى للانتهازيين ، والمنتفعين ، والوصوليين وانصار التنظيمات الارهابية .

اليوم مطلوب توجيه تهم علنية إلى اولئك الذين دأبوا على التشكيك بالقضاء العراقي ، وبالاجراءات العسكرية التي تتخذ لمكافحة الارهاب ، انصافا للقضاء ودعما للقوات الامنية العراقية التي تخوض معركة الشرف ضد داعش واعوانه .

القاهرة


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عبد الزهره الطالقاني
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/05/07



كتابة تعليق لموضوع : ((عين الزمان)) الحصانة البرلمانية غطاء سياسي للإرهابيين
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net