صفحة الكاتب : سيد صباح بهباني

الثورة تتجدد قريبا والنصر يلوح!!
سيد صباح بهباني

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

وأن عقيدة تعلمنا أن لا نطلب النصر إلاّ من الله ...


بسم الله الرحمن الرحيم


(وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ)الشعراء/227.

(الم* غُلِبَتِ الرُّومُ* فِي أَدْنَى الأَرْضِ وَهُم مِّن بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ)الروم/1 ـ 3.

(أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ كَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً) الروم/9.
(وَعْدَ اللَّهِ لا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ ) الروم/6.
(ثُمَّ كَانَ عَاقِبَةَ الَّذِينَ أَسَاؤُوا السُّوأَى أَن كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ ) الروم/10.
(بِنَصْرِ اللَّهِ يَنصُرُ مَن يَشَاء وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ)الروم/5.
"وَمَا النَّصْرُ إِلاّ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ"، عقيدتنا التي تعلمنها من مدرسة أهل البيت (عليهم السلام) هي أن لا نطلب النصر إلاّ من الله، لأنها تزرع فينا روح التحرر من ربقة الانهزام التي تعلق قلوبنا بالخلق، ومن تم تدفعنا إلى الاستعلاء عن الارتهان لهذه القوة أو تلك، لأن حالة الارتهان ترسخ واقع الضعف وتجعلنا ألعوبة في يد الآخرين، في حين أننا أمة أخرجت بعناية ربانية لتقود لا لتكون تابعا ذليلا يدور في فلك الغير، مهما كان هذا الغير، فما بالك إذا كان عدوا. إذن فإن يكن من أحد يجب أن نتوجه إليه لاستجلاب النصر فهو الله، قال تعالى : (إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلا غَالِبَ لَكُمْ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ)آل عمران
 
اللهم العن أول ظالم ظلم حق محمد وآل محمد وآخر تابع له على ذلك.
 والنصر يلوح بعد أربع هزائم منكرة للاحتلال السفلي الوهابي الإرهابي الماسوني

قال الشعب كلمته، فاهتز كيانهم، وفقدوا عقولهم، فتصرفوا بشراسة تفوق ما تفعله الوحوش من افتراس وقتل. وقف العالم يراقب المشهد ليرى تحضر الشعب وإنسانيته وكرامته وشموخه وإصراره ويرى في الجانب الآخر وحوشا كاسرة في شكل بشر، يحمل بعضها السيوف ليمزق بها أجساد الآدميين، وبعضها الآخر يحمل المعاول ليهدم بها بيوت الله متحديا أبسط قيم الدين والإنسانية، بينما يمارس قطاع خليفي آخر بلطجته السياسية والعرقية ضد أهل البحرين، وينكل بأطفالهم ويهتك أعراض نسائهم. بعد هذه الجرائم التي يندى لها الجبين هل بقي بحراني أبي قادر على التعايش مع هذه الطغمة، ومستعد للتفاهم معها؟
ونعم القائل بحق الإيمان والمؤمنين الذين يتحدون الطغاة لنيل الحرية كما قام بطل الأحرار وقائد الثوار الإمام الحسين عليه السلام ضد طغمة الكفر والفساد يزيد الأمس وسوف يسحقون الثوار البحرينيين يزيد اليوم ويتحدونهم بإيمانهم بالله ونعم القائل في هذا الصدد:
ولأنـت رمزُ الحقِّ حينَ رَفعتَهُ      والـكفرُ  حولَكَ في عِنادِ يطبقُ
واشـتد  جند الظالمينَ وضيَّقوا      وتـزاحَموا وتـواكبوا وتحلقوا
وخَرَجتَ وحدَكَ تلتقي بجِموعهم      يـا  واحـداً ما نالَ منهُ الفيلقُ
وَجَـبَهتَهُم إن كـان ما تبغونهُ؟      مـوتي فـإني لـلرَّدى أتشوقُ
لن تزهقوا روحي بكل جيوشِكم      لـكنَّ  بـاطلكم بـحقِّي يَزْهَقُ
وقـضيت لكن ما قضيتَ وإنما      تحيا وتَسْعَدُ في الوجودِ وتُرزقُ.

برغم الأعلام الرسمي الفاشل، فقد أدرك البحرانيون انهم قطعوا شوطا طويلا على طريق الحرية، وانهم استعادوا المبادرة بشكل حاسم في حرب الصراع على الوجود، وأفشلوا المشروع المدمر الذي يسعى الاحتلال السعودي – الخليفي لفرضه على البلاد. اليوم يقف البحرانيون مرفوعي الرؤوس في كل مكان، حتى المعتقلين الذين يمزق وحوش آل خليفة أشلاءهم يوميا يتحدون العدو المحتل في المحاكم العسكرية التي شجبتها كافة المنظمات الحقوقية الدولية التي أكدت على وحشية الاحتلال السعودي – الخليفي البغيض ووحشيته وتمرده على المواثيق الدولية والقيم الإنسانية.، لقد انتصرت دماء الشهداء على سيوف الطغاة والمتجبرين، واصبح العدو السعودي – الخليفي يتقهقر على وجه السرعة على محاور عديدة، بحثا عن مخرج من الشرنقة التي تكاد تخنقه وتعجل بيوم هلاكه. وجاء الفشل على محاور عديدة منها ما يلي: أولا، أن العدو هرع للإعلان عن رفع الأحكام العرفية بعد أن أفشله أحرار البلاد بسواعدهم ودمائهم، وخرجوا في المسيرات الليلية والنهارية مس تسخفين بطش وحوشه، ومصصمين على الاستمرار في طريق الثورة حتى إسقاط هذا النظام الظالم. لقد أرغموا على هذه الخطوة تحت ضغط الإرادة البحرانية الحرة التي كسرت كبرياءهم وهزمتهم شر هزيمة. ثانيا: هزم العدو مرة أخرى عندما تراجع عن قراره بحل جمعية الوفاق وإصدار الأوامر لوزارة العدل لتقديمها للمحاكمة بسبب مشاركتها في الاحتجاجات. وكان التراجع الخليفي صفعة مهينة بوجه الاحتلال السعودي – الخليفي. وهزم ثالثة عندما أعلن عن تخصيص ميزانية لإعادة بناء المساجد التي ارتكب جريمة هدمها. جاء ذلك بعد أن شجب الرئيس الأمريكي تلك الجريمة واعتبرها خطأ لا يمكن تبريره. وأرغم الخليفيون على الاعتراف الضمني بخطأ ما فعلوه وأعلنوا عن مشروع إعادة البناء. أما الهزيمة الرابعة فجاءت بإعلان الخليفيين إعادة البعثات الدراسية لحوالي مائة طالب بحراني مبتعث كان الاحتلال السعودي – الخليفي قد ارتكب حماقة كبرى بسحب بعثاتهم لمشاركتهم في بعض التظاهرات السلمية. وصرحت الخارجية البريطانية أن من غير المقبول معاقبة الطلاب المبتعثين بسبب مشاركتهم في احتجاج سلمي، لان ذلك حق مشروع لهم. وسوف يهزم هؤلاء كذلك في جريمة اعتقال الأطباء والممرضات، وحرمان المواطنين من حقهم المشروع في العلاج، خصوصا بعد أن بدأ مشروع إرسال بعثات الإغاثة الدولية لانتشال أهل البحرين من الموت المؤكد في ظل الحكم الخليفي الجائر. أن إرسال تلك البعثات تعبير عن مواقف إنسانية رائعة، وتأكيد على وجود قراءات عادلة للوضع البحراني الذي سوف يتحقق انتصاره الساحق على الطغمة الخليفية الحادقة طال الزمن أو قصر. أما زيارة ولي العهد الخليفي إلى أوروبا، فقد أثارت صخبا حول استمرار بريطانيا في احتضان النظام الخليفي وتجاهلها استغاثات أهلها. ومن الأفضل لبريطانيا العمل لأحداث تغيير في البحرين على غرار الشعوب الأخرى، فذلك هو الطريق لحفظ الأمن والاستقرار .

أنها هزائم متلاحقة للاحتلال السعودي – الخليفي لن تتوقف بأذن الله تعالى، فدماء الشهداء أقوى من أساليب القمع والبطش والتشويش والدجل، وسوف تتواصل هذه الهزائم بعون الله، حتى يسقط النظام الخليفي الفاسد، ويستبدل بنظام عصري متحضر يرسم معالمه شعب البحرين، بمشاركة على قدم المساواة وفقا لقاعدة "لكل مواطن صوت". بالإضافة إلى ذلك، فسوف يأتي قريبا موعد محاكمة مرتكبي جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية، وفي مقدمتهم الدكتاتور ووزيرا خارجيته ودفاعه الذين اعترفوا بدورهم في قتل المدنيين الذين شاركوا في الاحتجاجات، سواء بإطلاق الرصاص عليهم أم بتعذيبهم في السجون. وكما يحدث الآن لحسني مبارك الذي يحاكم بتهم عديدة من بينها إصدار الأوامر بإطلاق النار على المتظاهرين، فسوف يكون حمد بن عيسى مطلوبا للعدالة بالجريمة نفسها. وإذا صادق على القرار السياسي الذي أصدرته عائلته المجرمة بإعدام بحرانيين بريئين بتهمة ملفقة بضلوعهما في قتل شرطيين، فسوف يكون ذلك أدلة أخرى تضاف إلى سجل جرائمه. وعليه أن يتذكر أن صدام حسين  إنما جاء الحكم بإعدامه، بسبب توقيعه حكم الإعدام الصادرة عن محكمة مدنية. فإذا أقدم الديكتاتور حمد بن عيسى آل خليفة على توقيع قرار قتل البحرانيين، فسوف يضاف ذلك إلى جرائم القتل العمد التي ارتكبها الخليفيون بحق البحرانيين. أن خطوة الإعدام هذه ستكون بداية  النهاية لنظام الاحتلال السعودي- الخليفي المقيت .

أيها المواطنون الأحرار: أن كيد فرعون وجنوده في تباب، أنكم رجال اليوم وصانعو المستقبل، ولن يوقفكم عن السير على خط الثورة تهديد إرهابي خليفي أو تخندق من الأعداء في خانة إجهاض الثورة. وحيث أنكم قررتم تجديد روح الثورة في اليوم الذي سيتم فيه تعليق الأحكام العرفية، ومواصلة مشوار التحرير من الاحتلال والاستبداد، فسوف يكون الله معكم، وستقف شعوب العالم معكم، كما وقفت طوال الفترة الماضية. فالمظاهرات والاحتجاجات التي خرجت في شوارع المدن من استراليا ونيوزيلاندا وكوريا الجنوبية مرورا بالهند وباكستان وكشمير وأفغانستان وإيران والمنطقة الشرقية بالجزيرة العربية والكويت ولبنان ومصر، والعواصم والمدن الأوروبية وصولا إلى المدن الأمريكية، كانت غير مسبوقة في تاريخ البلاد. هذا التضامن الدولي كسر شوكة الاحتلال السعودي – الخليفي، ووفر دعما شعبيا لثورتكم لم يتوفر لأية ثورة عربية أخرى. أما التحدي الذي يواجه هذه الثورات جميعا، فيتمثل بالنشاط السعودي المحموم الذي يحاول بعبثية، وقف مسار التاريخ وانتقاص ثورات العالم، والحفاظ على الواقع الراهن الذي تغيب عنه الحرية والديمقراطية واحترام حقوق الإنسان. وما اعتقال المرأة السعودية الأسبوع الماضي بسبب سياقتها السيارة إلا مؤشر لمدى عمق الفجوة بين شعب متحضر كالشعب البحراني ونظام الاحتلال السعودي الذي يحرم المرأة من كل حقوقها بدون مواربة أو مساواة. وهكذا تتواصل الثورة، ومعها عزائم الشباب، ونضج عقل الرجال، وإصرار الأحرار، وثبات أقدام الأمهات والزوجات الوات ترملنه  . لقد عاهدوا الله على نيل إحدى الحسنيين: النصر أو الشهادة، وسوف يكون النصر للشعب بأذن الله تعالى .
ولترفع الأيدي لكل امرأة رملت وبنت يتمت وامرأة اغتصبت ورجل قتل فقد أبنه وابن فقد أباه ؛أن يرفعوا أيديهم عقب كل أذان بأن يهد الله ملك حمد بن عيسى آل خليفة لظلمه وقتله عباد الله ..وهذه حقيقة بعد كل أذان.
اللهم ارحم شهداءنا الأبرار وفقك قيد أسرانا وتقبل قرابيننا يا رب العالمين
وتقبله منهم بقبولك للطائعين برحمتك يا أرحم الراحمين اللهم أخزي كل الظلمة على وجه الأرض كما أخزيت المقبور عيدي أمين وصدام حسين وحسن مبارك وزين العابدين بن علي وعلي عبد الله صالح وملك البحرين الذي أخزيت للعالم على فسقهم وظلمه وكبدهم لحريات المواطنين .اللهم وثبت أقدام هؤلاء المتظاهرين وأحميهم وأحرسهم بعينك التي لا تنام وسبحانك لا تترك المؤمنين عرضة لرياح الأحداث وأنك أنت أرحم الراحمين ..اللهم  وفق بلدننا ومجتمعاتنا ومواطنيها على الخير والصلاح وثبت أقدامهم لحماية إخوانهم وبث الحب في قلوبهم  ليتعاون البعض مع البعض لبناء الوطن ودحر كل باطل منافق يريد بالبلاد وشعب البحرين سوء.ويداً بيد للتعاون والعمل لبناء الأوطان والله خير حافظ وهو أرحم الراحمين
المحب المربي
behbehani@t-online.de


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


سيد صباح بهباني
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/05/30



كتابة تعليق لموضوع : الثورة تتجدد قريبا والنصر يلوح!!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net