صفحة الكاتب : احمد القرشيون

تاريخ مدينة النجف الأشرف
احمد القرشيون

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 هي المدينة المقدسة العريقة ، باب علم النبي الاعظم (ص) وعاصمة فقهه ، وعلوم آل البيت الطاهرين ، مثوى وليد الكعبة... وشهيد المحراب الامام أمير المؤمنين (ع) ، مصدر المرجعية والتقليد ، ومهد الحركات العلمية والادبية أم العلوم والتقوى والشعر والجهاد.

الموقع: تقع المدينة على حافة الهضبة الغربية من العراق ، جنوب غرب العاصمة بغداد وعلى بعد 160 كم عنها. و ترتفع المدينة 70م فوق مستوى سطح البحر ، وتقع على خط طول 44 درجة و19 دقيقة ، وعلى خط عرض 31 درجة و59 دقيقة. يحدها من الشمال والشمال الشرقي مدينة كربلاء ( التي تبعد عنها نحو 80 كم ) ، ومن الجنوب والغرب منخفض بحر النجف ، وابي صخير ( الذي تبعد عنه نحو 18 كم ) ، ومن الشرق مدينة الكوفة  التي تبعد عنها نحو 10 كم.

التأسيس : ان النجف اليوم هي نجف الكوفة ( تمييزاً لها عن نجف الحيرة ) وهي بلدة عربية كانت قديماً مصيفاً للمناذرة ( ملوك الحيرة ) ، وكانت قبل الفتح الاسلامي تنتشر فيها الاديرة المسيحية ، وتمصرت البلدة واتسع نطاقها وازدحم سكانها بفضل وجود قبر الامام علي ( ع ) الذي اعطى للمدينة طابع القدسية والاحترام ، واصبحت مركزاً للزعامة الدينية ومحطاً لأهل العلم ، والنجف اسم عربي معناه ( المنجوف ) جمعه نجاف ( وهو المكان الذي لا يعلوه الماء ) لأنها ارض عالية تشبه المسناة تصد الماء عما جاورها فهي كالنجد والسد ، والنجف معناه التل ، وسميت ايضاً باسماء عديدة منها ما ورد في احاديث اهل البيت ( ع ) ، ومنها ما كان متعارفاً على الستنهم وهي : بانقيا ، الجودي ، الربوة ، ظهر الكوفة ، الغربي ، اللسان ، الطور ، ومنها ما هو اكثر استعمالاً كالنجف والغري والمشهد ، وروي ان النجف كان جبلاً عظيماً ، وهو الذي قال ابن نوح فيه : ( سآوي الى جبل يعصمني من الماء ) ثم انقطع قطعاً وصار رملاً دقيقاً بإرادة الله ، وكان ذلك البحر يسمى ( ني ) ثم جف بعد ذلك فقيل ( ني جف ) وسمي نجفاً لأنه أخف على الالسن.

التوسعة والاعمار: سنة (170 هـ) وبعد ظهور القبر الشريف للامام امير المؤمنين ( ع ) تمصرت النجف واتسع نطاق العمران فيها ، وتوالت عليها عمليات الاعمار شيئا فشيئا حتى اصبحت مدينة عامرة ، وقد مرت عمارتها بثلاثة اطوار هي:

الاول: طور عمارة عضد الدولة البويهي الذي امتد من سنة ( 338 هـ ) إلى القرن التاسع الهجري ، وهو يمثل عنفوان ازدهار مدينة النجف ، حيث شيد أول سور يحيط بالمدينة ، ثم بنى أبو محمد بن سهلان الوزير البويهي سنة 400 هـ السور الثاني للمدينة.
الثاني: الطور الذي يقع بين القرن التاسع واواسط القرن الثالث عشر الهجريين ، حيث أصبح عمرانها قديماً وذهبت نضارتها بسبب الحروب بين الاتراك والفرس.
الثالث: وهو العهد الاخير الذي يبدا من اواسط القرن الثالث عشر الهجري ، وفيه عاد إلى النجف نضارتها وازدهر العمران فيها ، وحدثت فيها الكثير من التغيرات العمرانية والثقافية والخدمية ، بعد أن كانت قضاء تابعاً لمحافظة كربلاء.

ـ بين سنتي ( 550 هـ و656 هـ ) اعتنى الخليفة الناصر لدين الله العباسي عناية فائقة بالمدينة ، شملت اعمال عمران واسعة وترميم المشهد العلوي الشريف.

ـ في سنة ( 1226 / هـ / 1810 م ) أمر الصدر الاعظم نظام الدولة محمد حسين خان العلاف ( و زير فتح علي شاه القاجاري ) بتشييد أضخم وأقوى سور للمدينة بعد ان تكررت هجمات غزاة نجد من الوهابيين على المشاهد المقدسة.

ـ في نهاية القرنين السابع والثامن الهجريين وفي عهد السلطتين الالخانية والجلائرية في العراق تطورت النجف من حيث العمران وازدحام السكان وانشاء دور العلم.

ـ سنة ( 1325 هـ / 1908 م ) أنشأت شركة أهلية ، سكة الحديد ( ترامواي ) تربط المدينة بالكوفة.

ـ سنة ( 1348 هـ / 1929 م ) ربطت النجف بالكوفة بأنابيب نصبت لها مضخات تدفع المياه فيها بعد ان كانت المدينة تعتمد على حفر الترع والنهيرات لإيصال الماء من نهر الفرات البعيد عن المدينة.

ـ سنة 1350 هـ / 1931 م ) فتحت الحكومة المحلية على عهد القائم مـقام السيد جعفر حمندي خمسة أبواب في سور المدينة وخططت الساحة الكبيرة في جنوبها ، وقام التجار وأهالي المدينة بإقامة القصور والدور والمقاهي والحدائق والحوانيت.

ـ انشأت السلطات الاميرية في المدينة المدارس والحدائق والمنتزهات المختلفة ومستشفىً واسعاً ، سميت هذه المحلة الجديدة بـ ( الغازية ) نسبة الى اسم الملك غازي.

ـ سنة 1948 م رفعت سكة الحديد ( ترامواي ) بعد أن تيسرت السيارات اللازمة للتنقل بين النجف والكوفة وعُبّد الطريق بينهما.

اسماء النجف :
1 – الطور
2 – الظهر
3 – الجودي
4 – الربوة
5 – وادي السلام
6 – بانقيا
7 – الغري
8 – المشهد
ومن اشهر اسمائها النجف : ذكر الشيخ الصدوق ان علة التسمية هذه البقعة بالنجف قال عن ابي عبد الله الصادق (ع) قال :ان النجف كان جبلا عظيما وهو الذي قال ابن نوح (سأوي الى جبل يعصمني من الماء ) ولم يكن على وجه الارض جبل اعظم منه فاوحى     اليه ياجبل أإيعتصم بك مني فتقطع قطعا الى بلاد الشام وصار رملا دقيقا وصار بعد ذلك بحرا عظيما وكان يسنى ذلك البحر (ني) ثم جف بعد ذلك فقيل (ني جف) فسمي ينبجف ثم صار بعد ذلك يسمونه نجف لانه كان اخف على السنتهم

فضل النجف :
عن ابي عبد الله الصادق (ع) قال اربع بقاع ضجت الى الله يوم الطوفان البيت المعمور فرفعه الله اليه والغري وكربلاء وطوس وعن علي (ع) انه قال اول
بقعة عبر الله عليها ظهر الكوفة لما امر الله الملائكة ان يسجدوا لأدم فسجدوا على ظهر الكوفة وعن الصادق (ع) ان الغري قلعة من طور سيناء وانه الجبل الذي كلم الله عليه موسى تكليما وقدس عليه عيسى واتخذ عليه ابراهيم خليلا واتخذا محمدا      وجعله للنبيين مسكنا وورد ان الغري بقعة من جنة عدن وعن الصادق ان الله عرض ولايتنا على اهل الامصار فلم يقبلها الا اهل الكوفة وان الى جانبها قبرا لا ياتيه مكروب فيصلي اربع ركعات الا ارجعه الله مسرورا بقضاء حاجته وعنه (ع) نحن نقول بظهر الكوفة قبر ما يلوذ به ذو عاهة الا شافاه الله وان ميمنة الكوفة روضة من رياض الجنة وفي فرار البحار عن الصادق (ع) قال اذا دخل المهدي (عجل الله فرجه) الكوفة قال الناس يا ابن رسول الله ان الصلاة خلفك تضاهي الصلاة خلف رسول الله وهذا المسجد لا يسعنا فيخرج الى الغري فيخط مسجدا له الفا باب يسع الناس فيجري خلف قبر الحسين (ع) نهرايجري الى الغري حتى يجري الى النجف ويعمل على فوهة النهر قناطر وارحاء في السبيل وقال (ع) كأني بعجوز على رأسها يكتل فيه بر ثاني الى الارجاء فتطمأنه بلا كراء وفي انه اذا ظهر عجل الله فرجه يكون معسكره الكوفه ومحل حكومته مسجدها وبيت ماله السهلة وموضع خلواته الذكوات البيض من الغريين.

ولشرافة البقعة المقدسة والتربة الطاهرةاتخذها الخليل ابراهيم (ع) مسكنا واشتراها من اربابهال ورغب في ان  منها يكون في ملكه كما ذكر ذلك الشيخ الصدوق في اخر كتابه علل الشرائع وذكر في معجم البلدان في بانقيا قال وفي اخبار ابراهيم الخليل(ع) خرج من بابل حمار له ومعه ابن اخيه لوط يسوف غنما ويحمل دلوا على عاتقه حتى نزل بانقيا وكان طولها اثنى عشر فرسخا وكانو يزلزلون في كل ليلة فلما بات عندهم ابراهيم لم يزلزلوا فقال لهم شيخ بات عندهم ابراهيم (ع) والله ما دفع عنكم الا بشيخ بات عندي فأني رأيته كثير الصلاة فجاؤه وعرضوا عليه المقام وبذلوا له البذول فقال انما فرحين مهاجرا الى ربي وخرج حتى اتى النجف فلما رأوه رجع تباشروا وظنو انه رغب فيما بذلو له فقال لهم لمن تلك الارض يعني النجف فقالوا هي لنا قال فتبيعونيها قالوا هي لك فوالله ما تنبت شيئا فقال لا احبها الا شراء فدفع اليهم غنيمات كن معه بها والغنم يقال لهخا بالنبطية نقيا فقال اكره ان اخذها بغير ثمن فتصغوا ما صنع  اهل بيت المقدس بصاحبهم وهبوا له ارضهم فلما نزلت بها البركة رجعوا اليه وذكر ابراهيم انه يحشر من هذا الظهر سبعون الف شهيدا يدخلون الجنة بغير حساب يشفع الرجل منهم وقال في فرضة الغري فيما ورد عن مولانا امير المؤمنين (ع) ما بين الخورنق الى الحيرة الى الكوفة من الدهاتين باربعين الف درهم واشهر على شرائها فقيل له يا امير المؤمنين نشتري هذا بهذا المال وليس ينبت حظا فقال سمعت من رسول الله (ص) يقول كوفان كوفان يرد اولها على اخرها يحشر من ظهرها سبعون الف يدخلون الجنة بغير حياب واشتهيت ان يحشرةا في ملكي .
جعلها علي (ع) حرما امنا مثل مكة المشرفة والمدينة المنورة كما قال الصادق ') ان عليا حرم من الكوفة ما حرم ابراهيم من مكة وما حرم محمد (ص) من المدينة
وقد اختصت هذه البقعة المقدسة بفضل الدفن فيها والتختم  وجوار مرقدها المقدس والمبيت والصلاة عنده وعلى ذلك شواهد جليه من السنة المأثورة


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


احمد القرشيون
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/05/27



كتابة تعليق لموضوع : تاريخ مدينة النجف الأشرف
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net