صفحة الكاتب : حيدر حسين سويري

التغيرات السلوكية للموظف العراقي بعد عام 2003
حيدر حسين سويري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

   أصبح من الواضح جداً والملحوظ، التغير السلوكي للموظف العراقي بعد عام 2003، من كان منهم في الوظيفة قبل هذا العام ومن جاء بعده.
   في الجانب الإيجابي، كان الموظفون أسرةٌ واحدة، يتواصلون فيما بينهم، حتى بعد ساعات الدوام الرسمي، ويعين أحدهم الآخر في عمله، ويسد مكانهُ حتى في غيابه، ويحضرون إلى العمل مبكرين ونشطين، ويعملون لساعاتٍ طويلةٍ، دون تذمرٍ أو تعب، بالرغم من كون الراتب الشهري قد لا يكفيهم، سوى أجور نقلهم إلى أماكن عملهم.
   في الجانب السلبي، في تسعينيات القرن الماضي بالتحديد، تفشت الرشوة والإختلاس، ولكن على نطاق ضيق، بسبب فساد الحكومة، وبسبب مقدار الراتب الشهري المنخض، والذي قد لا يتعدى الدولار الواحد شهرياً! وكذلك بدأ الموظف يعمل بعد الدوام في دوائر الدولة في القطاع الخاص، ليوفر ما يحفظ كرامته في العيش البسيط.
   بعد عام 2003 إنتفى الجانب الإيجابي عند الموظف، وظهر الجانب السلبي بأبشع صورة، سواءً في ذلك من الموظف القديم أو الجديد! لماذا؟
   يقول بعض الناس: إذا فسد الراعي فسدت الرعية وإذا صَلُح الراعي صَلُحت الرعية، وهو كلام ليس دقيقاً، فما نراه أن مافيات الأحزاب بلعت أكبر الرعاة الصالحين، أما عن طريق التهديد أو الطرد أو الإغتيالات، وأما الرعية من الموظفين، فأصبح دينهم دنانيرهم بعدما رأوه من علماء السوء والرذيلة، وباتت الأنانيةُ واضحةٌ عليهم، فهم يبتكرون شتى الوسائل لأبتزاز المواطن.
   إن ما حصل من تغير في سلوك الموظف، ليس نتيجة تراكمات ما قبل 2003 فقط، بل وتحصيل حاصل لما رآه بعد عام 2003، من إنكشاف سريرة أغلب من كان يتبجح بالشرف والأمانة والدين! والذي من الشراهة ما لا يملأ عينهُ ملك قارون وفرعون!
   لقد أوجز المرجع الديني الكبير"محمد سعيد الحكيم" في بيانه بعد سقوط النظام عام 2003، ما سيحصل، والذي حصل فعلاً، حيث قال: فقرٌ مع دين خيرٌ من رخاءٍ بدونه؛ لقد خسر أغلبنا أمانته وشرفه ودينه بعد الرخاء، وهذا ما أكده لي أغلب الموظفين بأعترافهم حينما كانوا يتحسرون على أيام زمان، ويقولون: كنا فقراء ولكن كان يرحم أحدنا الآخر، ولكن اليوم ونحنُ أغنياء لم يَعد يسأل أحدنا عن أحوال الآخر!
بقي شئ...
   على الموظف العراقي العودة إلى النفس، وليعلم بأنهُ هو من ظلم نفسهُ لا غير.
 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


حيدر حسين سويري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/05/30



كتابة تعليق لموضوع : التغيرات السلوكية للموظف العراقي بعد عام 2003
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net