صفحة الكاتب : عباس طريم

نحن العراقيون .. هل نحب لاخينا ما نحب لانفسنا؟
عباس طريم

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 جميل ان يلتزم  المسلم بدينه، وان يطبق ما امره  به، ويبتعد عما  نهاه عنه. فالاسلام كما هو معروف .. دين السلام والتسامح، والمحبة  والتعاون، وحب الاخر. وقد حثنا النبي ص . ان نحب للاخرين.. ما نحب لانفسنا، وقال ص: [لا يؤمن احدكم حتى يحب لاخيه ما يحب لنفسه] وهو حديث عظيم، يحث المسلم على ان يحب لاخيه في الدم والاسلام والانسانية، ما يحب لنفسه .ويكره ان يقع لاخيه، ما يكره ان يقع له.
    وحذرنا النبي ص . من الانانية التي لا تتماشى وطبيعة ديننا الحنيف، وتعاليمه التي جاءت رحمة للعالمين.  لانها تخلق مجتمعا   تسيطر عليه الأنا ، وتخلق سياجا بين الاخ واخيه، وتعمق الكراهية! وتوسع الهوة . والسؤال الذي يتردد هو : هل التزمنا بما امرنا النبي ص؟ وهل نحب بعضنا بعضا؟ .. وهل اتبعنا ما امرنا به؟
    وهذه القصة الصغيرة .. ربما تجيب على ذالك السؤال  بشكل  جلي  وواضح , وتضعنا امام صورة الامر  الواقع  لنا .
    سأل رجل جارته وقال: كيف حال ابنتك؟ وهل هي على ما يرام مع زوجها علي؟ وهل تشعرين انها في راحة  تامة  [ ياحجية  ]  ؟
    اجابت : انها بخير والحمد لله ! فالرجل ياخذها لزيارة العتبات المقدسة، كل يوم
    جمعة، ويصحبها لزيارتنا كل  يوم خميس، ويشتري لها  كل ما تحتاج  اليه من الثياب والحلي، ويصحبها مع الاطفال لمدينة الالعاب . وانا اشكر الله عز وجل ! انها تزوجت بذالك الرجل الطيب الكريم ! الذي لم يقصر عن واجبات زوجته ابدا , وهو نعم الزوج الامين .
    فسألها ثانية وقال : كيف هي زوجة ولدك احمد؟ وهل تجدين ولدك سعيدا معها ؟ وهل انت راضية عنها , وعن تدبيرها  فعلا      ؟
    اجابت: لا وفقها الله! ولعن الله ! من نصحنا بزواجها . فهي تطلب من ولدي ان ياخذها الى العتبات المقدسة كل يوم جمعة، وتريد زيارة اهلها كل يوم خميس
    وتتحايل عليه ليشتري لها الثياب والحلي، وتلح عليه ليصطحبها والاطفال الى مدينة الالعاب. فهل سمعت بظلما مثل هذا يا حاج .؟
    هذا الحالة .. تبين لنا ما جبل عليه العراقي، من حب لنفسه فقط، وعدم الاخذ بنصيحة النبي ص. الذي اراد لنا ان نتعاون في كل ما من شانه ان يزيدنا منعة وقوة
    ويجعلنا اكثر تلاحما ورحمة . لكن النفوس التي جبلت على شيء، من الصعب ان تتغير، وان تحاول ان تبدل جلدها بجلد اخر .. هناك قصة تقول [ كان هناك شخصا خبيثا وفقيرا، وجد مصباح علاء الدين . ولما اراد [ دعكه ] حركه وخرج منه المارد . طلب من المارد مالا، فابى المارد ان يلبي اي طلب له شرط ان يهب جاره ضعف ما يهبه له . فوافق الرجل الخبيث، ووهبه المارد الف دينار ذهب، وجاره الفان . وفي المرة الثانية طلب منه قصرا، فوهبه قصرا ولجاره قصران. فضجر الرجل الخبيث، وفكر ان يتخلص من جاره باي طريقة.
    وطلب من المارد ان ياخذ عينه، كي ياخذ عيني جاره الاثنان . كل ذالك من اجل ان يمنع الخير عن جاره، بالرغم من ان ذالك الخير جاء من طرف اخر . ان الرحمة، هي الباعث الرئيسي لتفعيل حب الخير، الذي امر به الله جل جلاله ! .
    واكده النبي محمد ص . في جميع وصاياه واحاديثه الكريمة .. التي اراد منها تحصين المسلم من اي منزلق يدفع به بعيدا عن دينه وطريقه الذي اراد له الله!
    ان يكون طريقا سليما يوصله الى حيث يتمنى كل مسلم، ان يصل اليه في اخر المطاف .. وان يرى الله عز وجل ! بقلب سليم، وكتاب لا يحمل، الا ما يؤمن له مكانا في جنة الخلد!..


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عباس طريم
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/05/31



كتابة تعليق لموضوع : نحن العراقيون .. هل نحب لاخينا ما نحب لانفسنا؟
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net