صفحة الكاتب : علاء كرم الله

من ينتصر في العراق الفساد أم النزاهة؟!
علاء كرم الله

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
بدأ الفساد ينخر بجسد الدولة العراقية بصمت رهيب كالسرطان! منذ بواكير تشكيل النظام السياسي الجديد في العراق وتشكيل اول حكومة فيه، بعد أنهيار النظام السابق وسقوطه، ولم نشعر به ألا بعد ظهوره المروع والمخيف كالذي هو عليه الآن وبعد أن اعلنت الدولة أفلاسها!!، حيث يسأل الشعب أين ذهبت ترليونات الدولارات من واردات النفط طوال أكثر من (12) عام؟!. لقد أكل الفساد كل شيء، حيث لم يبق مرفق أو دائرة من دوائر الدولة صغيرة أو كبيرة، عسكرية أم مدنية ألا وأنتشر فيها ودمرها!!. لحد هذه اللحظة يسجل الفساد أنتصارات كبيرة على حساب النزاهة الخافت والمبحوح صوتها! وعلى حساب خراب الوطن ودمار الشعب وهلاكه!؟، فلا رادع له بل يزداد قوة يوما بعد يوم، ويزداد صوته جهورية!!. أرى أن الصحوة الأخيرة للتصدي للفساد والفاسدين، قد جاءت متأخرة ومتأخرة جدا؟!، وحتى الثورة التي أعلنها رئيس الحكومة(العبادي) على الفساد لم تكن ثورة حمراء مخيفة مثلما كان يتمنى الشعب!، بل كانت ثورة برتقالية لاخوف منها أبدا!!. الشيء الملفت والمريب عن موضوع الفساد  والذي يحمل أكثر من علامة أستفهام كبيرة ومحيرة هو: لماذا مثلا يخاف ويتهرب عضو هيئة نزاهة برلمانية وحتى رئيسه، من ذكر أسم الفاسد رغم معرفتهم به؟!، ولماذا يخاف قاضي، أو مسؤول صحوة، أو عضو برلمان أو حتى وزير دفاع! من ذكر أسم الفاسدين، في الحوارات والندوات التلفزيونية واللقاءات الصحفية رغم معرفتهم بذلك؟!، وما أن يطلب من أحد منهم ذكر أسماء هؤلاء  الفاسدين، حتى  يبدأ بالتلعثم ومحاولة التملص من الجواب بأي طريقة كانت؟!. والسؤال هنا: من هي القوة المخيفة والمرعبة التي تقف وراء هؤلاء الفاسدين والتي تمنع أيا كان من الأفصاح عن أسم أي فاسد؟ هل هي قوة من الداخل أم من الخارج؟ أم هي مافيات دولية تهدد بالموت كل من يحاول التجاوز على الخط الأحمر للفساد!!؟. نعود الى الثورة البائسة! التي أعلنها رئيس الحكومة على الفساد منذ أكثر من ثمانية أشهر، فقد ردت عليه وعلى الشعب بأقسى ما يكون!!!!، حيث زاد الفساد من تسرطنه وتغوله أكثر من ذي قبل!!، حتى تسربت من بعض وسائل الأعلام بأن رئيس الحكومة قد قدم أستقالته الى المرجعية الرشيدة بالنجف الأشرف على أثر ذلك؟!!، فلم تكن الثورة التي أعلنها رئيس الحكومة ألا زوبعة في فنجان سرعان ما هدأت، رغم هدؤها أصلا، وعاد الفساد يأكل فينا أكثر من ذي قبل!!. الفساد والفاسدين في العراق يعيشون ربيعا دائما منذ أكثر من (12) عام ولحد الان !، فالفساد  يسجل على الدولة بكل أجهزتها و على الشعب المسلوب الأرادة  النصر تلو النصر، فلا رادع له لا حكوميا ولا برلمانيا ولا قضائيا ولا حتى سماويا!!.ومتى ما أعلن عن تقديم فاسد كبيرمن الحيتان المرعبة التي أبتلعت كل خيرات العراق، عندها سيكون ذلك بداية الشروع لأنتصار النزاهة وبداية الثورة الحقيقية على الفساد والمفسدين. اخيرا نقول: أذا كان الفساد يمثل الباطل والنزاهة تمثل الحق، فمتى سنشهد جولات للحق بعد أن أنهكتنا ودمرتنا جولة الباطل منذ (12) عام ولحد الآن، وأوصلت البلاد قاب قوسين من الأنهيار والضياع.  

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علاء كرم الله
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/06/03



كتابة تعليق لموضوع : من ينتصر في العراق الفساد أم النزاهة؟!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net