صفحة الكاتب : وليد المشرفاوي

لا تجاملوا البعث على حساب دماء الأبرياء
وليد المشرفاوي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

تصدر بين الحين والآخر تصريحات وأحاديث ومقالات تدعو إلى العجب والتأمل ومراجعة ألذات لأنها ما كان ينبغي لها أن تصدر ويصرح بها وهي تحمل لغة الدفء والرقة والمسامحة والعفو والمصالحة مع مجاميع ضالة مفسدة ودموية تغط بالجريمة من أخمص قدميها إلى أرنبة أذنيها معبئة بالحقد والشوفينية على البشر لا تؤمن أبدا إلا بالرأي الواحد والحزب الواحد والخيار الواحد (الانقلاب العسكري , القتل الجماعي, التفجيرات والمفخخات, والغدر وإخفاء المعارضين الأحرار في الداخل والخارج) لا عهد لهم ولا ذمة ولا ضمير , هم أصحاب المقابر الجماعية وأصحاب جيوش الأيتام والأرامل والبؤساء والذين خلفوهم إثناء حكمهم الأسود الباغي الذي استمر وعاش ما يقارب  40 عام حقبة مليئة بالحزن والكآبة جاءوا إلى الحكم سنة 1963 بواسطة المدفع والرشاش وأزيز المصفحات والدبابات وكانت فترة حكمهم تسعة اشهر حولوا العراق إلى بركة من الدماء والى حفر من القبور وغيبوا الآلاف من أبناء الشعب المظلوم ولكن الله تعالى فرج عنهم بزوال هذه الطغمة واندحارها وقد تنفس الشعب الصعداء وبقيت أعمالهم كالأساطير المخيفة تلاك على الألسن من الكبير والصغير ولعنوا وطردوا ولكنهم بما أنهم حزب الشيطان فاحتالوا واراغوا روغان الثعلب وبقي كيدهم كالنار الحارقة تحت الرماد وعندما وجدوا فرصة انقضوا على الحكم كالوحوش الضارية المتعطشة للفريسة وعاد الرعب والخوف والقتل والتغييب للناس فضلا عن إشاعة الفحشاء والغواية وتسفيه أحلام الناس وتحكيم الإعلام الفرعوني الخبيث في كل مكان وزاوية وفي كل إذاعة ومكبر صوت يتعالى (شعب شعب كله بعث موتوا يا رجعية) واتهم في هذا الوطنيون والمخلصون والعلماء والمؤمنون والمصلحون وأصحاب المجالس الحسينية والمواكب والخيرون من هذا البلد بهذه الصفات وبدأت لجان التفتيش وأعواد المشانق تنتشر في كل مكان واخذ الناس على الشبهة والضنة وقد نزل غضب هؤلاء النازيين على فئتين من أبناء الشعب( الشيعة والأكراد) ولم يسلم الباقون ولكن بنسب اقل وأصبح لكل عائلة رجل امن أو مخابرات أو استخبارات أو فدائي صدام وهتكت الأعراض وأزهقت النفوس ومنعت الحرية وأصبحت ضريبة على الرأي والكلام ومنع الكتاب  الإسلامي وحوربت ثقافة أهل البيت(ع) والمدارس العلمية والحوزات وقتل المراجع وأبنائهم وزج البلد في أتون حروب لا أول لها ولا آخر ,ومنع الكيل وعاش الناس الفقر المدقع وأكلت  النخالة والسحالة والنوى المطحون والمخلوط بفضلات الطيور والتراب وانتشرت الأوبئة والإمراض ومات الأطفال على شكل أفواج وكان النظام لا يهمه شئ عدى أن يستثمر الموتى للدعاية الفارغة الباهتة  نقول هذا بحزن عميق ونكرر وننبه ونصرخ إلى حد الانفجار بان من يتكلم بالصلح والعفو أو العمل مع هؤلاء عليه أن يستوعب كل ما كتبناه في السطور أعلاه وهي غيض من فيض من الكوارث التي صنعها هؤلاء الجلادون الخائبون أعداء الإنسان العراقي الشهم الكريم إننا في الوقت الذي نكتب عن هؤلاء من اجل أن يلتفت الآخرون ويأخذوا حذرهم منهم وان لا ينغروا بتخضعهم ووداعتهم وأساليبهم ولنقلب صفحات حياتهم فإننا لا نجد منهم إلا الصلف النطف المعتدي على عباد الله وشريعته , إن البعثيين الصدامين لا يمكن التعامل معهم أو السكوت عنهم وان مجرد الغفلة عنهم تجدهم يأكلون خصمهم ويمصون دمه ثم يتركونه هيكل عظمي لا يقدر على شئ حتى الحركة. إننا نحذر كل من يحاول أن يستكين ويطمئن لفلول البعث ألصدامي ويصرح بمشاريع مصالحة معهم عليه:
1-    أن يخاف الله في غمط حقوق الناس الذين قتلتهم هذه العصابات.
2-    أن يقوم باخصاء أولي بسيط ليتبين كم عدد سكان العراق وكم هي المصائب التي جرت عليه من قبلهم , أنها تفوق حتى عدد السكان.
3-    القيام بعملية تقييم لعدد الحروب التي قاموا بها وكم من الناس راحت ضحيتها.
4-    كم من السنين رجع العراق القهقري وفي أي عصر مظلم وضعوه.
5-    كم عدد الذين قتلوهم وغيبوهم وسفروهم واخذوا ديارهم وأموالهم ظلما وجورا.
6-    لنراجع تاريخ هؤلاء المجرمين كم من معاهدة نقضوها وكم عهد اخلفوه؟
أ‌-    تفجيرامام ملا مصطفى البرزاني القائد الكردي وهو غافل بعد اتفاقه معهم على الصلح.
ب‌-    اتفاق الجبهة الوطنية مع الشيوعيين وكيف كانت نهايتها .
ج-معاهدة شط العرب مع ايران ونقضها وما جرى فيها؟
د-مشاكلهم مع دولة الكويت البلد العربي الجار.
ه-إعطاؤهم الأمان إلى المقبور حسين كامل وأخيه والكل يعلم ماذا جرى وهكذا حتى يعجز القلم .
فليستعد من يحاول مجاملتهم على حساب دماء الأبرياء بالغدر ونقض العهود.
تبقى ملاحظة مهمة جديرة بالاهتمام يحتمها العقل والشرع والعرف وعلى الذين يريدون مصالحة البعثيين والتخادم أن يأخذوا رأي سبعة ملايين عراقي منكوب على الأقل من عوائل الشهداء والضحايا الذين غيبوهم إما بالمقابر الجماعية أو أحواض التيزاب أو القتل المبرمج أو من لا يعلم مصيرهم إلا الله تعالى أو ليأخذوا عينات استفتاء أو استنطاق عن كيفية التعامل مع البعثيين من ذوي هؤلاء ليكون الإنسان العراقي صاحب الحق وعلى دراية بما يجري وان يكون المصالح على بينة من أمره أمام الله والشرع والقانون وأمام محكمة العدل الإلهي .

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


وليد المشرفاوي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2010/09/20



كتابة تعليق لموضوع : لا تجاملوا البعث على حساب دماء الأبرياء
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net