صفحة الكاتب : عبد الرضا الساعدي

يوم القدس العالمي .. حدث خالد في مواجهة الوحشية والإرهاب
عبد الرضا الساعدي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
بعد ثورة 1979 الإسلامية في إيران اقترح  آية الله الخميني ، المرشد الأعلى للثورة الإسلامية في إيران آنذاك، في آب / أغسطس من ذلك العام حيث قال:
*«وإنني أدعو المسلمين في جميع أنحاء العالم لتكريس يوم الجمعة الأخيرة من هذا الشهر الفضيل من شهر رمضان المبارك ليكون يوم القدس، وإعلان التضامن الدولي من المسلمين في دعم الحقوق المشروعة للشعب المسلم في فلسطين. لسنوات عديدة، قمت بتحذير المسلمين من الخطر الذي تشكله إسرائيل الغاصبة والتي اليوم تكثف هجماتها الوحشية ضد الإخوة والأخوات الفلسطينيين، والتي هي، في جنوب لبنان على وجه الخصوص، مستمرة في قصف منازل الفلسطينيين على أمل سحق النضال الفلسطيني. وأطلب من جميع المسلمين في العالم والحكومات الإسلامية على العمل معا لقطع يد هذه الغاصبة ومؤيديها. وإنني أدعو جميع المسلمين في العالم لتحديد واختيار يوم القدس العالمي في الجمعة الأخيرة في شهر رمضان الكريم - الذي هو في حد ذاته فترة محددة يمكن أيضاً أن يكون العامل المحدد لمصير الشعب الفلسطيني - وخلال حفل يدل على تضامن المسلمين في جميع أنحاء العالم، تعلن تأييدها للحقوق المشروعة للشعب المسلم. أسأل الله العلي القدير أن ينصر المسلمين على الكافرين»
وحسب هذا المفهوم بدأ (يوم القدس العالمي) كيوم ينبغي فيه للمستضعفين أن يعدوا أنفسهم لمواجهة المستكبرين.
ويوم ينبغي فيه على كل مسلم أن يجهز نفسه لمواجهة إسرائيل.. ولا بد أن تعود القدس إلى المسلمين..يوم الفصل بين الحق والباطل، يوم انفضاح المتآمرين الموالين لإسرائيل.
ويوم يجب فيه أن نسعى جميعا لإنقاذ القدس. .يوم إنذار القوى العظمى بأن الإسلام لن يعود يرضخ لسيطرتها أو لسيطرة الخبثاء من عملائها.
هكذا أصبح حدثا سنويا يعارض احتلال إسرائيل للقدس ،ويتم حشد وإقامة المظاهرات المناهضة للصهيونية في هذا اليوم في بعض الدول العربية والإسلامية والمجتمعات الإسلامية والعربية في مختلف أنحاء العالم، ولكن خصوصا في إيران كحدث سياسي مفتوح أمام كل من المسلمين وغير المسلمين على حد سواء.
وخلال السنوات الأخيرة،  انتشرت هذه المناسبة بين المسلمين والبلدان غير الإسلامية حتى في الولايات المتحدة. وأصبحت هذه المشاركة لا تقتصر على العرب أو المسلمين، ولكن بعض غير المسلمين أيضا يشاركون فيها بما في ذلك اليهود الأرثوذكس المعادون للصهيونية (ناطوري كارتا).
ويمكن  النظر إلى هذا اليوم  بمستويين ، المستوى الرمزي للقضية والمستوى الواقعي والمادي الملموس ، كما أن فيه أكثر من رسالة يمكن إيجازها كما يلي :
القدس بما يحظى من المكانة الرفيعة لدى المسلمين كافة، يعتبر رمزاً لوحدة‌ المسلمين ويمكن رفع القدس شعاراً للوحدة الإسلامية ،القضية الفلسطينية قضية المسلمين وليس فقط قضية شعب فلسطين الذي احتلَّت أرضه وشُرِّد من بيته وأغتصب حقه وأيضاً ليس فقط قضية‌ العرب باعتبار الشعب الفلسطيني جزءا من القومية العربية. نعم القضية الفلسطينية قضيتهم باعتبارهم أحد المكونات الأساسية للأمة الإسلامية، وإن الحل للقضية‌ الفلسطينية لا يأتي إلاّ من خلال وحدة المسلمين وتركيز جهودهم لاسترجاع حقوق الفلسطينيين المسلوبة.
ويأتي يوم القدس العالمي هذا العام في ظل اشتداد المؤامرة الخارجية على دول المنطقة وتزايد خطر الإرهاب المدعوم خارجياً لتقسيم المنطقة وطمس القضية الفلسطينية خدمة لـ«اسرائيل»، حيث ستؤكد المسيرات والكلمات على بقاء هذه القضية حاضرة في وجدان وضمير الأمة.
هذا وقد اعتبرت شخصيات سياسية ودينية يوم القدس العالمي مناسبة لإنعاش الذاكرة ودعوة المسلمين إلى نبذ خلافاتهم وتوجيه اهتمامهم لاستعادة مقدساتهم ومواجهة جرائم الاحتلال الإسرائيلي.
كما أكد وزير الدفاع الإيراني العميد حسين دهقانأن يوم القدس العالمي يمثل رمزا للإرادة العالمية في مواجهة الكيان الصهيوني باعتباره رمز الإرهاب في العالم وإن المشاركة في مسيرات يوم القدس العالمي هذا  ستفشل مؤامرات الكيان الصهيوني لتهميش القضية الفلسطينية ، باعتبار أن السبيل الوحيد لإنقاذ مدينة القدس والمقدسات فيها هو تعزيز الوحدة والتضامن بين المسلمين في ظل سعي الكيان المحتل من خلال الدعم الأمريكي إلى بث الخلافات والفرقة وإشعال الحروب بينهم ـ وإن من يقتل الأطفال والنساء والشيوخ سيكون مصيره الزوال الحتمي داعيا إلى معاقبة ومحاكمة قادة الكيان الصهيوني الغاصب باعتبارهم مجرمي حرب.
إن الكيان الصهيوني اليوم  يقوم بارتكاب المجازر ضد الشعب الفلسطيني وزعزعة الأمن في البلدان الإسلامية ومنها سورية والعراق وكذلك اليمن ، ودعم الحكام الرجعيين في المنطقة فضلا عن ضلوعه بارتكاب المجازر في مختلف دولها ، من خلال دعمه لجماعات داعش الإرهابية  ومعظم العصابات التكفيرية المجرمة.. ولهذا فإن يوم القدس كان هو الطريق الأول في مواجهة الإرهاب الذي بدأ من الكيان الصهيوني إسرائيل الذي أنجب أخيرا مولودأ خبيثا في المنطقة ورعاه ودعمه بكل الوسائل والأسلحة كي تصبح قضية فلسطين والقدس قضية هامشية ، حيث ينشغل العرب والمسلمون كافة بهذا الفايروس الجديد( داعش وأخواتها) ، المزروع والمدعوم من قبل هذا العدو الغاصب ومن خلفه الولايات المتحدة الأمريكية الراعية لإسرائيل وحاميتها الأولى في العالم .. 
ومن هنا فإن مناسبة كهذه( يوم القدس العالمي) ستبقى خالدة بلا شك في ضمير الشعوب والدول المتطلعة للتحرر والخلاص من ربقة الدول الغاصبة والمستعمرة وكافة أشكال الإرهاب في العالم وفي مقدمتها إسرائيل راعية داعش المجرم التكفيري الإرهابي.
  
 
     abdalrda_rashed@yahoo.com

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عبد الرضا الساعدي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/07/11



كتابة تعليق لموضوع : يوم القدس العالمي .. حدث خالد في مواجهة الوحشية والإرهاب
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net