صفحة الكاتب : علي الزاغيني

عبد الكريم قاسم الزعيم والإنسان
علي الزاغيني

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
مما لاشك فيه ان لا يوجد وجه للمقارنة بين الزعيم الراحل  عبد الكريم قاسم والطاغية صدام فالزعيم  غير نظام الحكم  الى جمهوري وأعلن الجمهورية العراقية بعد ثورة 14 تموز  وعمل على  استقرارها والنهوض بها  والطاغية  عمل بشكل مباشر على جعل الجمهورية العراقية جمهورية الخوف  والحروب والدماء , والزعيم عمل من مبدأ عفا الله عما سلف وأفرج عن   الذين حاولوا اغتياله على عكس الطاغية الذي عمل على تصفية من يقف بطريقه  للتفرد بالسلطة بطرق دموية بشعة , ولعل استشهاد الزعيم على يد البعث وهو يرتدي بدلته العسكرية ولم يترك موقعه هو خير دليل على شجاعته وبسالته وحبه للوطن وهذا نقيض  ما وجدنا  عليه الطاغية بعد سقوط النظام عام 2003 حيث هرب واخرج من حفرة تحت الارض  ,   هذه وغيرها من اوجه المقارنة التي   لا تعد تجعل من الزعيم الراحل عبد الكريم قاسم اسطورة خالدة يتوارثها الشعب جيل بعد اخر  وان لم يعاصروه  ولكن لما كتب عنه وما دون من كتب ومجلدات تخلد هذه الشخصية  القيادية الفذة التي فقدها الشعب العراقي  ولا يمكن للتاريخ  المعاصر ان ينجب قائد بنزاهة وعقلية الراحل عبد الكريم قاسم .  
لو تأملنا كثيرا في الكتب التي خلدته وما صورته تلك الكتب من سيرة ناصعة البياض  رغم الفترة القصيرة التي تولى خلالها زمام الحكم وكانت محاطة بالكثير من المؤامرات ومحاولات الانقلاب والدسائس التي أحكيت ضده من داخل وخارج العراق الا انه استطاع خلال تلك الفترة الزمنية ان يشهد العراق نهوضا  يشهد له التاريخ و يعترف به الأعداء قبل الأصدقاء , هل هناك من أسباب تدعو الكتاب والمؤرخين للكتابة عنه بعد وفاته ؟ وهل هناك أسباب تجعلهم يعملون على  تدوين مذكراته وسيرته الذاتية  خلال فترة حكمه وقبلها , بكل تأكيد السبب ليس مادي او معنوي بالتقرب اليه اذا ما علمنا ان الزعيم لم يترك ارثا ماديا حتى يطمع من يكتب عنه وعن ثورته ومنجزاته وعن حبه للشعب والفقراء خصوصا ولكن بحقيقة الامر هو حب الانسان بداخل الزعيم ونزاهته التي قل نظيرها في  التاريخ المعاصر .
على الرغم من للزعيم عبد الكريم قاسم منجزات ومشاريع كبيرة تحققت خلال فترة حكمه الا انه للاسف  لم نجد من الحكام الذين تعاقبوا  على حكم العراق ان يخلدوا االزعيم  بشارع او مدينة تحمل اسمه اذا ما اخنا بنظر الاعتبار انه في عهده تم بناء العديد من المدن ولعل اكبر تلك المدن مدينة الثورة في بغداد   او حتى نصب تذكاري في نصب الشهيد  للاسف  وهذا ما يحسب على قادة اليوم  واكتفوا بتمثال بسيط في شارع الرشيد  وهذا يقودنا الى الازدواجية بالتعامل حيث  لايزال  القبر الرمزي لوزير الدفاع السابق عدنان خيرالله ابن خال الطاغية  صدام  يتوسط نصب الشهيد ,  اي ازوداجية  تتعامل بها حكومتنا الوطنية ؟
ونحن اليوم نحتفل بالذكرى  السنوية لثورة 14 تموز الخالدة نقف اجلالا وإكراما  للزعيم الراحل الذي وضع حجر الأساس للجمهورية العراقية  وأسس لحرية الانسان العراقي وقضى على الكثير من عناصر التخلف والرجعية وقضى على الاقطاع وحارب  الجهل بالعلم من اجل الارتقاء بالانسان العراقي .
وهنا لابد من الاشارة الى العلم العراقي في عهد الزعيم الراحل لازال في ذاكرة من عاصروه  ومحبيه  وكنت اتمنى ان يتم تغير العلم العراقي الحالي بالعلم العراقي في عهد الزعيم عبد الكريم قاسم وفاءا  لثورته الخالدة .

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علي الزاغيني
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/07/15



كتابة تعليق لموضوع : عبد الكريم قاسم الزعيم والإنسان
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net