الوسط والجنوب وتحديات التقسيم (٢)
د . حميد مسلم الطرفي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
دولة قيد الإعلان أو لا ينقصها سوى الإعلان أو دولة في الواقع وإقليم في الظاهر تم الحديث عن ذلك في العدد السابق ولكن كما قال الشاعر : دع عنك نهباً صيح في حجراته .... وهات حديثاً ما حديث الرواحل
فقصة البيت الشعري هذا قريبة من واقعنا فبعد الجدل مع الكرد والاقليم والنفط والصلاحيات فوجئ العراقيون بخرافة داعش تعيث في الارض الفساد والخراب وتحتل الموصل وصلاح الدين والانبار واجزاء من ديالى في ١٠/٦/٢٠١٤ ووقفت امريكا صاحبة الاتفاقية الستراتيجية الامنية والاقتصادية مع العراق وقفت على التل ، نحن لن نكون قوة جوية للعراق وحكومة المالكي تمارس الاقصاء والتهميش هكذا صرح رئيس الولايات المتحدة في حينها فالتفتت المرجعية الدينية الى خطورة الموقف وأصدرت الفتوى الشهيرة بالجهاد الكفائي ، وتم تحرير محافظتين وبقيت محافظتان تحت سيطرة داعش ، داعش لم تكن تمتلك مشروع دولة قبل سيطرتها على الموصل ، داعش مشروع فوضى وتخريب لا تستطيع ان تحتوي السكان ولا تتمكن من ادارتهم ولكن هناك من يريد لها ان تتبنى مشروع دولة في المستقبل ، هناك محاولات حثيثة من قبل الغرب والدول الإقليمية لعقلنتها وتدجينها لتؤسس دولة إنها دولة الاقليم (السني) في العراق ، من يتابع الاداء الامريكي والغربي عموماً يكتشف أن هناك جهد سياسي وعسكري لتقليم اظافر داعش وتشذيب افكارها لتقترب من اهل (السنة والجماعة) وفي المقابل فهناك سعي حثيث من الغرب وامريكا أيضاً باتجاه (اتحاد القوى ) لـ ( دعشنته ) فلا يريدوه أن يبقى تحالفاً مسالماً من دون مخالب فجاءت المطالبة بالحرس الوطني وتدريب أبناء العشائر من قبل الجيش الامريكي والدعوة لتسليحهم دون المرور بالحكومة العراقية !!! داعش اليوم تعمل بالتجنيد الإلزامي وتدرب السكان على القتال ، اجتذبت بعض السكان للقتال في صفوفها ترغيباً وترهيباً فيُقتل العشرات منهم يومياً ، أمريكا والغرب يدركون تماماً انه كلما كثر عدد القتلى من هذه المناطق كلما تعقد المشهد الوطني وازدادت الفجوات بين السكان والنظام السياسي القائم فيقتربون بذلك اكثر الى التقسيم . هل بإمكاننا أن نتصور في المستقبل القريب انسحاب قوات الجيش والحشد الشعبي من صلاح الدين مثلاً ليتولى السكان المحليين والشرطة ادارة مناطقهم تحت خيمة العراق الواحد الموحد ؟؟ لست متأكداً من ذلك . المنادات بالاقليم (السني ) يحمل في داخله مشروع الدولة ( السنية ) داعش بما هي داعش ستُهزَم حتماً بل وواجب الجيش وابطال الحشد الشعبي وكل القوى معهم هو ان تهزم داعش ، ولكن مشروع التقسيم لن تهزمه القوات الامنية بل يحتاج الى مشروع سياسي كبير وتوافق اقليمي وتصالح نفسي ، وهذا بعيد المنال في ظل نظام سياسي دولي في طور التشكل والتبلور لا يرغب إلا بشرق أوسط ضعيف وهنا تكمن الصعوبة . فكيف سيتصرف الوسط والجنوب في ظل هذه التحديات هذا ما سنتناوله في العدد القادم ان شاء الله .
hmft1961@gmail.com
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
د . حميد مسلم الطرفي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat