صفحة الكاتب : امل الياسري

البقيع تذكرهم بعلي!
امل الياسري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
في أرض الحجاز، وعند آل سعود، مُلك متصارع مع السماء في علوها، والأرض في جذورها، يحاول عنوة، تذويب الطبيعة الإنسانية الأصيلة، وفطرة الناس التي فطر الخالق عباده عليها، ألا وهي حب أهل البيت (عليهم السلام)، حيث أفئدة تهوي إليهم ولجدهم، لأنهم الحبل المتين، والحق المبين، ومعدن الرسالة، ومختلف الملائكة، إنها قصة أئمة البقيع، التي تعيش أجواء الحياة، والممات في ذمة الخلود، إنهم باب الحكمة الذي يؤتى! 
كثيرة هي ظلامات البيت العلوي الطاهر، والتي أسس بنيانها، العرب قبل غيرهم، والأسباب معروفة للقاصي والداني، ولكن أبرزها بغض علي وأبناؤه، فلا يريدون البقاء، لأي رمز يدل عليهم، في أرضهم وفي أرض غيرهم، وهذا ما فعله أسلاف آل سعود الفاسقين، عندما إستباحوا مكة المكرمة، والمدينة المنورة، فعادوا ليهدموا قبور البقيع الطاهرة، في الثامن من شوال، لأنها تذكرهم بعلي حاصد رؤوس الكفرة، من أشياخ قريش الجهلة.
قصة البقيع، ليست حكاية تروى عن قبور، سويت بالتراب دون تعظميها، بل هي أسطورة، تمثل معسكر الإيمان، والهداية، والحرية، ضد الكفر، والضلالة، والقمع، فأئمة البقيع ومن دفن معهم، في البقعة المباركة، كانوا أشداء في الحفاظ على الإسلام، والسير على النهج المحمدي الأصيل، بتعاليم دينه الحنيف، وهذا ما لم يرغب أصحاب الشمال في تطبيقه، ألا إنهم يصرون على الحنث العظيم، فباتوا في سم وظل من يحموم.
ما لا يحتاج الى إثبات مثبت، أو تأكيد مؤكد، أو تبليغ مبلغ، أن هدم قبور البقيع، هو محاولة بائسة ويائسة، لمحو الحب الأبدي للعترة الطاهرة، من قلوب المؤمنين والمستضعفين، في العالم الإسلامي، لأنهم الملاذ الآمن، الذي تطمئن عنده العقول، والنفوس، والأرواح، والأبدان، فهم منبع غني وثر، مليء بالحكمة، والزهد، والعدل، وأن هدموا البناء، فلهم البقاء، أما صعاليك بني أمية، فلا طريق لهم سوى الخيبة والخسران. 
أوجاع صامتة سكنت البقيع، عندما إختارت لقاء البارئ عز وجل، بعد أن أخذ منها الحقد الأموي ما أخذ، ولكن المنافقين ظنوا بهدم قبور أئمة أهل البيت (عليهم السلام)، سيمحو أثرهم، على أن عملهم كان، ومازال هباء منثوراً، فخلدت البقيع بأئمتها، كما شمخت النجف بأميرها، وكربلاء بطفها، والكاظمية بجواديها، وسامراء بعسكرييها، فالقلوب المطهرة، والنفوس المعطرة، بقيت في أعلى عليين، عند مليك مقتدر، إنهم بنو علي، وفاطمة.
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


امل الياسري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/07/27



كتابة تعليق لموضوع : البقيع تذكرهم بعلي!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net