لا يختلف اثنان ان تنظيم داعش جاء من رحم تنظيم القاعدة الذي تم تأسيسه من قبل جهاز المخابرات الأمريكية
ا ل ( CIA ) بتمويل سعودي خليجي لمواجهة وإخراج الجيش السوفيتي من أفغانستان في ثمانينات القرن الماضي ، قبل أن ينقلب هذا التنظيم على الولايات المتحدة الأمريكية وتنفيذه لعدد من العمليات في أفريقيا والسعودية وفي نيويورك وواشنطن.
ولأن امريكا واسرائيل وبعض حلفائهم في الخليج كانت تعرف أن إسقاط نظام قوي يحكم لأكثر من 3 عقود في سورية امر ليس بالهين ابدا كانت هي وراء فك الارتباط بين بعض المجموعات المكونة لتنظيم القاعدة بقيادة أيمن الظواهري، وحيث أن إسرائيل هي المستفيد الأول من إسقاط النظام في سورية كونه الحلقة التي تتوسط محور المقاومة بقيادة جمهورية إيران الإسلامية وبين حزب الله والتنظيمات الجهادية في فلسطين المحتلة فكانت المحرك الذي يحرك هذا التنظيم الإرهابي (داعش) عبر دولة (قطر) التي وحسب جميع الدلائل كانت هي من تقوم بتمويل وتسليح هذا التنظيم قبل احتلال الموصل في 10 حزيران 2014 واعتماده على عوائد النفط الذي يهرب من حقول النفط في العراق وسوريا عبر سماسرة أكراد الى تركيا وبأسعار تستحق المغامرة ، ولم تعمل قطر بدعم وتمويل وتسليح تنظيم داعش بسلاح معظمة امريكي واسرائيلي بطبيعة الحال إلا بموافقة أمريكيا وإشراف مباشر من قبل المخابرات الإسرائيلية.
ولم يكن اللاعب الأوربي والتركي والسعودي بعيد عن هذه اللعبة ابدا ،حيث أن أكثر من 8 الف مقاتل من المتطوعين في داعش هم من أوربا منهم 3 آلاف مقاتل من ألمانيا و 3 آلاف من انكلترا و 2000 مقاتل من فرنسا جميعهم سمح لهم باللاتحاق بالتنظيم للتخلص منهم عبر الحليف التركي الذي كان يوفر معسكرات التدريب لهؤلاء الشباب القادمين من أوربا والسعودية وكزاخستان والشيشان ومصر وليبيا وسوريا وتونس والجزائر والمغرب ودول أخرى، تدريبهم على استخدام جميع انواع الاسلحة الخفيفة والمتوسطة والثقيلة وعمليات التفخيخ في أكثر من 6 معسكرات تنتشر بالقرب من الحدود التركية السورية تدار تحت إشراف المخابرات التركية والأمريكية والإسرائيلية وبتمويل قطري سعودي قبل نقلهم الى مناطق القتال في العراق وسورية. السعودية التي يضم تنظيم داعش الارهابي عدد كبير من القادة السعوديين الذين تخرجوا من مدارس التكفير فيها هي تأخذ على عاتقها فضلا عن التمويل إعطاء فتاوى القتل والتفجير والذبح لهم.
واليوم وبعد أن استطاع التنظيم الإرهابي (داعش) من احتلال عدد من محافظات العراق وسوريا والسيطرة على عدد من آبار النفط واستحواذة على مبالغ كبيرة من المال حتى عد من أغنى التنظيمات الارهابية في العالم ولديه إعداد كبيرة من المقاتلين وأسلحة متطورة ، أصبح هذا التنظيم أكبر مما كان يخطط له من قبل هذه الدول !! ونستطيع القول أن ما حصل من انقلاب تنظيم القاعدة على أستاذة الأمريكي والسعودي في وقت سابق ينقلب اليوم تنظيم داعش بعد أن حقق ما كان يخطط له اللاعب الرئيس وهو اللاعب الإسرائيلي بعد ان حقق جملة من الأمور منها اضعاف سوريا وتحطيم جيشها واقتصادها وايضا توفير مناخات مناسبة لتقسيم العراق والإعلان عن دولة كردية عميله لها في شمال العراق ودولة سنية غرب العراق وقطع للطريق البري الواصل بين إيران وسوريا عبر الأراضي العراقية لاضعاف محور المقاومة بقيادة إيران وإدخال العراق في نفق مظلم عبر اشغالة بحرب ضد تنظيم إرهابي ومن تحالف معه من البعثيين وازلام نظام صدام.
والسؤال هل جاء الوقت للقضاء على هذا التنظيم بعد أن حقق ما كان مطلوب منه ومحاولته الانقلاب على مؤسسية وتنفيذ عمليات في السعودية وتركيا واوربا مؤخرا ؟
نعم جاء هذا الوقت ولهذا نشاهد اليوم اعتقالات وقتل لأعضائه في السعودية وتركيا وملاحقتة في أوربا، ناهيك عن العمليات العسكرية التي تنفذها القوات المسلحة العراقية والحشد الشعبي للقضاء على هذا التنظيم وطرده بشكل نهائي من ارض العراق الطاهر.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat