صفحة الكاتب : عبد الكاظم حسن الجابري

إن لم تقدروا عليهم فإضربوهم ضربا خفي
عبد الكاظم حسن الجابري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
لا شك في أن الفتوى العظيمة, للسيد السيستاني دام ظله, قلبت موازين القوى, في العراق خصوصا, وفي المنطقة عموما.
داعش وحواضنها ومموليها, بعد أن أصبحوا قاب قوسين من دخول بغداد, وإحتلال العراق, جاءت فتوى السيد لتوقف هذا الزحف, وتقلب المعادلة, من تقدم لداعش إلى إنسحاب وتقهقر.
أنتجت الفتوى؛ حشدا شعبيا, تلاحم فيه الأغلبية, وهم الشيعة, لتحرير مناطق العراق, وكانت الإستجابة من المواطنين لتلك الفتوى, إستجابة منقطعة النظير, فتشكلت سرايا الحشد الشعبي, الذي سطر أروع الإنتصارات وأروع صور إطاعة القائد.
كما قلنا؛ فلأن الفتوى غيرت موازين القوى, وأبرزت الشيعة كقوى لا تقهر, لهذا كله بدأت حواضن داعش, والدوائر المكونة لها, بالبحث عن خطط بديلة في محاربة الشيعة.
وبالفعل وِضِعَتْ هذه الخطط, فبحثت الدوائر الخبيثة عن مرتكزات الشيعية, وعن ثوابتها, لغرض ضرب تلك الثوابت وبأيادي شيعية.
الثوابت والمرتكزات الأساسية للشيعة هي (المرجعية الدنية, المنبر الحسيني, الشعائر الحسينية).
بدأت الأطراف المعادية للعراق, بالعمل الخبيث لضرب هذه الثوابت, وعملت أصابعهم الخفية على ضرب المرتكزات الثلاثة, كلها في آن واحد, وكان التركيز على المرجعية والعمامة الشيعة أكثر.
بالنسبة للمنبر؛ بدءوا بإبراز الدعايات حول أشخاص المتصدين للمنبر, ومحاولة تتبع عثراتهم, وطفت للسطح دعايات حول أولئك المتصدين, ومن هذه التهم والدعايات, هي أن ذلك الخطيب يطالب بالدفاتر -الدفتر تعبير عراقي عن عشرة الالاف دولار امريكي- وهذا الخطيب منحاز وذاك كذا.
أما الشعائر؛ فبدءوا بمحاولة تسخيف الشعائر وتوهينها. فتارة يقولوا هذه عادات فارسية, وتارة يقولوا هذه إيذاء للنفس, وغيرها الكثير.
الحرب الأوسع كانت على المرجعية الدينية, والعمامة الشيعية, وسارت الحرب بهذا الإتجاه على عدة محاور.
المحور الأول: هو أبراز مدعي المرجعية, كمراجع يشار لهم بالبنان, ومحاولة تضخيمهم إعلاميا, ونقل تصريحاتهم وكأنهم هم المرجعية الحقة للشيعة.
المحور الآخر؛ هو بث الدعايات ضد المرجعية, وتلفيق ونقل الأخبار الكاذبة عنها, وهنا تم إستغلال مواقع التواصل الإجتماعي, وبرامج الفوتو شوب, والمونتاج, للترويج لهذه المهمة.
أمر آخر, ألا وهو رمي المرجعية بالتهم, من قبيل لماذا المراجع أفتوا بالجهاد, ولم يرسلوا ابنائهم للمعركة, وليت شعري لا ادري!! هل أن من يطلق هذه التهمة, له إطلاع بكل محاور القتال, ليعلم أن المرجعية أرسلت أبناءها أم لا؟!.
كذلك من الأمور بهذا, الصدد هو الطعن بما تمثله العمامة, من رمزية روحية لدى الفرد الشيعي, ومحاولة إلقاء اللوم بكل ما يحدث في العراق من فساد, وقلة خدمات, على العمامة الشيعية والمرجعية الدينية.

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عبد الكاظم حسن الجابري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/08/06



كتابة تعليق لموضوع : إن لم تقدروا عليهم فإضربوهم ضربا خفي
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net