السيد المالكي والسيدة أدور
صاحب ابراهيم
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
صاحب ابراهيم
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
يوم بعد يوما يتبين لنا أن السيد المالكي هو رجل ديمقراطي ، ربما تجاوزت العقلية الديمقراطية التي يحملها كل عقليات الساسة العرب ، وإلا لو لم يكن هكذا لما دفع السيدة هناء ادور بان تقف في وسط القاعة وتصرح بما يحلو لها دون أي خوف أو وجل ، وهذا دليل ضمني وواضح على ديمقراطية السيد المالكي ، ولو عدنا لسنوات ما قبل عام 2003 وأجرينا مقارنة بين الرجل الشمولي صدام وبين سياسة السيد المالكي ، لوجدنا أن السيد المالكي ديمقراطي لحد النخاع ، وبنفس الوقت كانت السيدة أدور في الزمن السابق تخشى أن تتكلم مع ذاتها وبين جدران دارها أو تخشى حتى الوقوف أمام المرآة وتتكلم خوفا من المرآة ربما لها صلة بأحد الأجهزة الأمنية وفي الختام تنتهي السيدة أدور بطريقة لا يعرف موقع قبرها حتى الجن الأزرق.
السيد المالكي يبدو لي معروف جيدا من قبل الشعب، وإلا لما وصل الأمر بالسيدة أدور أن تقف هكذا وتصرح وتصرخ بأعلى صوتها وهي تعلم جيدا إنها في بر الأمان وهي في العراق ، ولو افترضنا أن السيد المالكي يعتقل من يقف بطريقه لما فكرت السيدة أدور أن تقف هكذا ، ولكن مشكلة السيد المالكي انه لا يمتلك أي دعاية إعلامية قوية وواسعة لها صوت وتأثير على العقول ، بل انه يتعامل مع الأمور من باب الطيبة الزائدة ، وهذه الطيبة برأيي لا تصلح مع من يتعامل مع شعوب العالم الثالث لأنهم بكل الأحوال لا يتفقون على رأي وان اتفقوا على رأي فالاتفاق يكون مترنح وكأنه زورق في عرض البحر تتلاطمه الأمواج من كل جهة .
كل يوم اكتب مقال عن السيد المالكي وكل يوم يتأكد لي وللقارئ الكريم إنني على حق بعد أن اذكر الأدلة العقلية التي تؤيد ما اكتب ، ولكن ما الفائدة وأنا الوحيد من بين كُتاب المواقع الذي أدافع عن الحق وغيري ضائع بين الدفاع عن جهة سياسة لأسباب لا اعلم فحواها ، وغيرهم من يهرول مع المهرولين ويكتب ما يراه غير مناسب متعاملا مع الموضوع من مبدأ ( خالف تعرف ) ، وآخرين يتبعون الدرب السالك في أقلامهم وهم يكتبون دون أي دراية بل مجرد حبر يترك آثاره على الورق واسما يظهر في المواقع ويقترن بهذا الاسم صفة كاتب من الكُتاب المثقفين في العراق .
لقد أثبتت السيدة أدور شهادة ليس من بعدها شهادة ملموسة بالصوت والصورة على حسن خلق السيد المالكي وسعة صبره وحبه لشعبه وقناعته المطلقة بحرية الرأي والسماح بحرية الكلام أينما كان الإنسان العراقي حتى لو كان في أهم مؤتمر أو اجتماع عام .
رب ضارة نافعة ، نعم فمن يعتقد إن تصرف السيدة أدور فيه من الضرر على السيد المالكي وعلى سمعته فهو واهم وبعيد عن حقيقة التفكير الصائب ، لان الحقيقة تقول أن تصرف السيدة أدور هو توضيح واضح لأخلاقيات السياسي الناجح في العراق وهذا ما نبحث عنه من زمن بعيد .
لا يسعني بالختام إلا أن اشكر السيد المالكي على سعة صبره ، كما واشكر لحظة الغضب التي اعترت السيدة أدور وهي تكشف لنا الحقيقة الناصعة لطيبة السيد المالكي وهو بين جمع غفير من الإعلاميين العرب والأجانب وعلى الهواء مباشرة .
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat