احذروا النجيفي وعلاوي!!
فالح حسون الدراجي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
فالح حسون الدراجي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
صحيح ان مجلس النواب صوَّت بالإجماع على إصلاحات العبادي أمس، ومنح موافقته الجمعية على إجراء هذه الإصلاحات المهمة، لكننا يجب أن نعرف ونفهم، كيف تم هذا التصويت، وماذا سبق جلسة التصويت من إجتماعات، وإعتراضات، وتراجعات، سواء من القائمة العراقية التي يتزعمها علاوي، أم من قائمة (متحدون) التي يتزعمها النجيفي، او من بعض الأصوات الشيعية المتضررة مصلحياً من هذه الإصلاحات.. ولكن الحق يجبرنا على القول، ان الصوت الأعلى في التحفظ، والإعتراض، والإشتراط على الموافقة كان صوت النجيفي وعلاوي.. فالنجيفي عاد الى إسطوانة التوازن، والمساواة، ونغمة التهميش القديمة، وترديد كلمات فيما إذا، وكيفما، وحيثما، وإذا ما تعرض الوزراء والمسؤولون السنة الى عمليات الترشيق، أو الترشيد، (يعني الطرد)، فمن يضمن تعيين وزراء ومسؤولين من نفس الطائفة السنية، وطبعاً لم يأت النجيفي على موضوع الفساد الذي سيطرد بسببه هؤلاء الوزراء أو المسؤولون، كما لم يقل- وهو زعيم الكتلة- عن الإجراءات العقابية التي سيتخذها بحق هؤلاء الوزراء الفاسدين، والسبب في ذلك؛ أن الرجل لاتهمه مصلحة الوطن، ولا مصلحة المواطن، ولا أظن أنه يشتري الإصلاحات بفلسين.. فعنده مصلحته، ومصلحة عائلته، ومصلحة أهله (السنة) فوق الجميع، وطز في بقية المسلسل الوطني!!
أما الدكتور علاوي، الذي لا يعرف مكان، ولا موقع دائرته الوظيفية كنائب لرئيس الجمهورية، وهل أن هذا المقر في المنطقة الخضراء، أم في ناحية عفچ، لأن الرجل لم يزر موقع منصبه سوى مرة واحدة، أصطحبه اليه أحد موظفي الرئاسة، فهو يقول: نحن لا نهتم للمنصب، ولا نفكر به لأننا- علاوي يتحدث دائماً بلغة الجمع التي تعلمها من الملك الحسين- جئنا للمنصب لنغيِّر الأمور، ونصحح المسارات، ونحارب من خلاله الفساد ليس إلاَّ!!
وللحق فأنا لا أعرف عن أي تغيير، وتصحيح، ومحاربة للفساد، يتحدث (أبو حمزة)، وهو الذي لم يزر مقر عمله سوى مرة واحدة، ولايعرف مهام منصبه بالمرَّة، فكيف يغير ويصحح إذا كان لا يزور بغداد غير مرة واحدة كل سنة، فالرجل مشغول دائماً بين السفر والإقامة، (والتشاور مع الحبايب) في عمان ولندن والرياض وغيرها؟
كما ان تحجّج علاوي بالدستور، ومخالفة بعض فقرات الإصلاحات لمواد الدستور كما يدعي، هو برأيي عكازة سيتعكز عليها علاوي في محاولاته تمزيق حزمة إصلاحات العبادي، التي هي أصلاً إصلاحات المرجعية الرشيدة والشارع العراقي قبل أن تكون إصلاحات الدكتور العبادي.. أن ماحدث أمس من إعتراضات خلف كواليس البرلمان قبل التصويت، وما طرح من تراجعات بعد التصويت في الإعلام لنواب ومسؤولين في كتلتي علاوي والنجيفي يجعلنا نضع أيدينا على قلوبنا خشية (الچقلمبة) التي نتوقعها من علاوي والنجيفي ومن سيقف معهما على العبادي والإصلاحات.. ومعهما كل الذين سيسقطون من نوافذ قطار الإصلاح الجديد.. ولكن الشيء الوحيد الذي يثلج قلبي، ويزرع الإطمئنان فيه ان الشعب العراقي عرف اللعبة، وأكتشف المزيفين، والفاسدين، ولن تنطلي عليه بعد اليوم كلاوات البارعين في الضحك على الذقون.. خاصة وأن الجماهير العراقية المظلومة عرفت الطريق الى المنطقة الخضراء، وباتت قادرة على الدخول اليها، وقادرة أيضاً على التمييز بين المسؤول الشريف، والمسؤول الحرامي.. فضلاً عن الجدار القوي الذي تتكئ عليه هذه الجماهير في نضالها، ألا وهو جدار المرجعية الصلب. ولكن ورغم كل هذا الإطمئنان فإن الحذر واجب من علاوي والنجيفي، ومن أشباههما من مختلف الأطراف والطوائف لأن الجماعة إذا ما خرجوا من المولد بحمص او بدونه، وأصبحوا بدون هذه المناصب وهذه الفخفخات، فإنهم - كفيلكم العباس أبو فاضل - ما (يسوون ضر... بسوگ الصفافير)!!
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat