صفحة الكاتب : سيد صباح بهباني

الدال على الخير كفاعله!!
سيد صباح بهباني

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
بسم الله الرحمن الرحيم
" فذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين"
(فَذَكِّرْ إِن نَّفَعَتِ الذِّكْرَى سَيَذَّكَّرُ مَن يَخْشَى وَيَتَجَنَّبُهَا الْأَشْقَى الَّذِي يَصْلَى النَّارَ الْكُبْرَى ) الأعلى /9 ـ12.
)النازعات/54. إنَّمّا أّنتّ مٍنذٌرٍ مّن يّخًشّاهّا (
)ياسين/11. إِنَّمَا تُنذِرُ مَنِ اتَّبَعَ الذِّكْرَ وَخَشِيَ الرَّحْمَن بِالْغَيْبِ (
 الذاريات /55.{ إِن نَّفَعَتِ الذِّكْرَى }  كقوله : { فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ }
(وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ  العنكبوت/69  .
(وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ )النور/31.
وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :
 ."الدال على الخير كفاعله "   وقال أيضاً  "خير الناس أنفعهم للناس "
فينبغي على المسلم أن يحرص حرصاً شديداً على عمارة هذه الأيام بالأعمال والأقوال الصالحة، ومن عزم على شيء أعانه الله وهيأ له الأسباب التي تعينه على إكمال العمل، ومن صدق الله صدقه الله، قال تعالى :" وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ".
فمن فضل الله تعالى على عباده أن جعل لهم مواسم للطاعات، يستكثرون فيها من العمل الصالح، ويتنافسون فيما يقربهم إلى ربهم، والسعيد من اغتنم تلك المواسم، ولم يجعلها تمر عليه مروراً عابراً. ومن هذه المواسم الفاضلة عشر ذي الحجة، وهي أيام شهد لها الرسول بأنها أفضل أيام الدنيا، وحث على العمل الصالح فيها؛ بل إن الله تعالى أقسم بها، وهذا وحده يكفيها شرفاً وفضلاً، إذ العظيم لا يقسم إلا بعظيم ..ولا تنسوا ونحن استقبلنا شهر من أشهر الحرم وهو شهر رجب المرجب مفتاح لشهر رسول الله شعبان وبعدها شهر الله وهو شهر رمضان الكريم الذي فيه ليلة تعد بل هي  خير من ألف شهر فليتنافس المتنافسون في الخير.
فعلى المسلم أن يستقبل مواسم الطاعات عامة بالتوبة الصادقة والعزم الأكيد على الرجوع إلى الله، ففي التوبة فلاح للعبد في الدنيا والآخرة، يقول تعالى: (وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ )النور/31.
وهذا يستدعي من العبد أن يجتهد فيها، ويكثر من الأعمال الصالحة، وأن يحسن استقبالها واغتنامها. وفي هذه الرسالة بيان لفضل عشر ذي الحجة وفضل العمل فيها، والأعمال المستحبة فيها .
وأن يكثر من النوافل في هذه الأيام، فإنها من أفضل القربات، وقد قال النبي فيما يرويه عن ربّه: { وما يزال عبدي يتقرب إليّ بالنوافل حتى أحبه } [رواه البخاري] .
نسأل الله تعالى أن يرزقنا حسن الاستفادة من هذه الأيام، وأن يعيننا على اغتنامها على الوجه الذي يرضيه .
 ـ لكل شي ء ثمرة وثمرة المعروف تعجيل السراح
ـ إياكم والكسل فإنه من كسل لم يؤد لله حقا
ـ احسبوا كلامكم من أعمالكم وأقلوه إلا في الخير
ـ أحسنوا صحبة النعم فإنها تزول وتشهد على صاحبها بما عمل فيها.
ـ أكثروا ذكر الموت ويوم خروجكم من قبوركم ويوم وقوفكم بين يدي الله عز وجل يهن عليكم المصاب.
ـ بحسب مجاهدة النفوس وردها عن شهواتها ومنعها عن مصافحة لذاتها ومنع ما أدت إليه العيون الطامحة من لحظاتها تكون المثوبات والعقوبات والحازم من ملك هواه فكان بملكه له قاهرا ولما قدحت الأفكار من سوء الظنون زاجرا فمتى لم ترد النفس عن ذلك هجم عليها الفكر بمطالبة ما شغفت به فعند ذلك تأنس بالآراء الفاسدة والأطماع الكاذبة والأماني المتلاشية وكما أن البصر إذا اعتل رأى أشباحا وخيالات لا حقيقة لها كذلك النفس إذا اعتلت بحب الشهوات وانطوت على قبيح الإيرادات رأت الآراء الكاذبة فإلى الله سبحانه نرغب في إصلاح ما فسد من قلوبنا وبه نستعين على إرشاد نفوسنا فإن القلوب بيده يصرفها كيف شاء.
ـ لا تؤاخين الفاجر فإنه يزين لك فعله ويود لو أنك مثله ويحسن!!!!!!!!!.
أتمنى أن تتعظوا بهذه الحكم ..فذكرتم كما أتانا الحبيب مذكراً وقال تعالى له :" فذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين"
وهي من جملة الأعمال الصالحة التي يستحب للمسلم الإكثار منها في هذه الأيام، وقد حث الله عليها فقال: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَنفِقُواْ مِمَّا رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لاَّ بَيْعٌ فِيهِ وَلاَ خُلَّةٌ وَلاَ شَفَاعَةٌ وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ [البقرة:254]، وقال : { ما نقصت صدقة من مال } [رواه مسلم ].
 
وهناك أعمال أخرى يستحب الإكثار منها في هذه الأيام بالإضافة إلى ما ذكر، نذكر منها على وجه التذكير ما يلي :
 
قراءة القرآن وتعلمه، والاستغفار، وبر الوالدين، وصلة الأرحام والأقارب، وإفشاء السلام وإطعام الطعام، والإصلاح بين الناس، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وحفظ اللسان والفرج، والإحسان إلى الجيران، وإكرام الضيف، والإنفاق في سبيل الله، وإماطة الأذى عن الطريق، والنفقة على الزوجة والعيال، وكفالة الأيتام، وزيارة المرضى، وقضاء حوائج الإخوان، والصلاة على النبي ، وعدم إيذاء المسلمين، والرفق بالرعية، وصلة أصدقاء الوالدين، والدعاء للإخوان بظهر الغيب، وأداء الأمانات والوفاء بالعهد، والبر بالخالة والخال، وإغاثة الملهوف، وغض البصر عن محارم الله، وإسباغ الوضوء، والدعاء بين الأذان والإقامة، وقراءة سورة الكهف يوم الجمعة، والذهاب إلى المساجد والمحافظة على صلاة الجماعة، والمحافظة على السنن الراتبة، والحرص على صلاة العيد في المصلى، وذكر الله عقب الصلوات، والحرص على الكسب الحلال، وإدخال السرور على المسلمين، والشفقة بالضعفاء، واصطناع المعروف والدلالة على الخير، والدعوة إلى الله، والصدق في البيع والشراء، والدعاء للوالدين، وسلامة الصدر وترك الشحناء، وتعليم الأولاد والبنات، والتعاون مع المسلمين فيما فيه خير .
واجبنا أن نذكر والباقي على الله .."فذكر إنما أنت مذكر لست عليهم بمسيطر "
الله عز وجل هو الذي خلق فرعون ويعلم أنه لن يهتدي وسيموت كافرا .. مع ذلك قل لموسى وأخيه هارون :
"إذهبا إلى فرعون إنه طغى فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى "
المهم أن تذكر الناس .. الرسالة التي يقرأها الآخرون لا تذهب هباء منثورا وإنما يكتب الله لك أجرا بكل حرف كتبته ..وتخزن في ذاكرة من يقرأها .. ربما لا يتأثر بها الآن .. لكن يمكن أن يتأثر بها في المستقبل ..
 " ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحاً"
 ويجب أن نبتعد عن الجهل والغرور كما قال الشاعر في هذا الصدد:
 قد يرعوي المرء يوماً بعد هفــوته  *   ويحكـم الجاهل الأيام والعبر
والعلم يجلي العمى عن قلب صاحبه *  كما يجلي سواد الظلمة القمر
والذكر فيه حياة للقلوب كمـــا    *      يحيي البلاد إذا ما ماتت المطر.
وكل هذه النعم الإلهية السخية موجودة في دينا الحنيف !وللعلم أن في كل الديان السماوية  تتواجد الرحمة ولكن أكثر الناس لا يريدون فهم ذلك ..وما علينا إلا أن نتعاون ونتآخى ونترك الفتن والأحقاد أحقاد الجاهلية الأولى ..ونتمسك بحبله المتين كما أراد ربنا لقوله : "تعاون البر والتقوى"...ويداً بيد للتعاون والتآخي لبناء قاعدة لحياة أفضل وربط المحب في القلب لا في الكلام..
ألهمنا الله وإياكم ما ألهم الصالحين، وأيقظنا من رقاد الغافلين، ووفقنا الله وإياكم للتزود قبل النقلة، وألهمنا اغتنام الزمان ووقت المهلة، إنه سميع قريب . والله خير حافظ وهو أرحم الراحمين.
المحب المربي

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


سيد صباح بهباني
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/06/11



كتابة تعليق لموضوع : الدال على الخير كفاعله!!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net